قال رئيس نيابة أول بنيابة ديرة التابعة للنيابة العامة في دبي الخبير بالجرائم الإلكترونية، المستشار دكتور خالد الجنيبي لـ”الإمارات اليوم” إن المحتالين الإلكترونيين يطورون أساليب الاختراق، ويدركون جيداً تفاوت درجة الوعي بين أفراد المجتمع، وبمجرد اختراق هاتف أحدهم، ينتقلون منه إلى جهات الاتصال المسجلة لديه.
وكشف أن الاختراق عن طريق رسائل واتساب أو وسائل التواصل الاجتماعي يعد أحدث الأساليب شيوعاً، ويقع فيه كثيرون عن طريق الخطأ، إذ تصل رسالة إلى الشخص المستهدف، ربما عن طريق مجهول ويخير إما بقبول إضافة ذلك الشخص أو حجبه، لافتاً إلى أن من الطبيعي أن يضغط الضحية على أيقونة الحجب، ليكتشف لاحقاً أنه سقط في فخ الاختراق.
وأضاف أن الوجه الآخر لهذا النوع من الاختراق، يحدث بعد التسلل إلى هاتف أحد الأشخاص الموجودين في قائمة اتصال الضحية، إذ ينشئ المحتال مجموعة واتس اب ويرسل طلباً بالانضمام إلى الشخص المستهدف، وحين يحاول الأخير إلغاء الجروب أو الخروج منه يسقط في الفخ بدوره.
وأوضح الجنيبي أن المشكلة تظل في تفاوت الثقافة بين أفراد المجتمع، فالهاتف الآن في يد الطفل الصغير، وكبار السن الذين لا يعرفون في التقنية الهاتفية غالباً، إلا إرسال رسالة مسجلة أو دعاء بالإضافة إلى الرد على الهاتف، مشيراً إلى أن هؤلاء هم الفئات المستهدفة في المرحلة الأولى من الاختراق، وغالباً لا يكون مسجل في هواتفهم بيانات بنكية أو مخزن بها بطاقات أو وسائل دفع، مثل “آبل باي” لكنهم يكونون مثل حصان طروادة لاختراق هواتف الأشخاص المسجلين لديهم.
وتابع أن المخترق يدرس طبيعة الأشخاص المسجلين في قائمة اتصال الضحية السهلة الذي نجح في اختراق هاتفه، ثم يختار الضحية الثانية، فيرسل إليه رسال بالانضمام إلى مجموعة أو طلب صداقة أو أي من الروابط المشبوهة التي يمكن أن تكون ثغرة الاختراق.
وأشار إلى أن هذه الأساليب تمثل تحدياً كبيراً بكل تأكيد، وكلما كشف أسلوب معين يطور المخترقون أساليبهم ويقفزون إلى الأمام، وسوف يستمر هذا الأمر في ظل استخدام تقنيات الاتصال لذا تظل التوعية ضرورية لحماية أفراد المجتمع.