دعت متخصصتان في التربية الخاصة إلى توفير موظفين متخصصين في لغة الإشارة في المراكز والمؤسسات التي تشهد إقبالاً من أفراد المجتمع، لتمكين الصم وضعاف السمع من الحصول على متطلباتهم واحتياجاتهم.
وحثتا على جعل تعلم لغة الإشارة جزءاً أساسياً من برامج التدريب قبل ممارسة المهن الخدمية، في القطاعين الخاص والحكومي، خصوصاً المراكز التجارية، والمستشفيات، والبنوك، أو تعيين أشخاص يجيدون لغة الإشارة، للتفاهم معهم وتلبية احتياجاتهم.
وقالت أم لأربعة أبناء من الصم وضعاف السمع، إن أبناءها يواجهون حاجز اللغة في كثير من أمور حياتهم، مثل التسوق وزيارة المستشفيات الخاصة والبنوك، إذ لا تلتفت الكثير من هذه المؤسسات إلى ضرورة تعيين متخصصين مدربين على التعامل مع هذه الفئة من أصحاب الهمم.
وذكرت أن لديها أربعة أبناء آخرين أصحاء، وأنها اضطرت وأسرتها بالكامل إلى تعلم لغة الإشارة، للتفاهم مع أبنائها، وترجمة أقوالهم ورغباتهم إلى الآخرين.
وأكدت إمكانية التوجه إلى مراكز التعلم التي تُخرّج متخصصين في لغة الإشارة، للاستفادة منها في تعيين موظفين في مؤسسات القطاع الخاص.
وطالبت (أم خالد) بمراعاة هذه الفئة أيضاً في المحتوى الإعلامي المقدم عبر محطات ومنصات التواصل المرئية، خصوصاً نشرات الأخبار والبرامج، من خلال توفير ترجمة خاصة بهم.
وقالت أمين سر جميعة الإمارات للصم، سالمة التميمي، إن الصم وضعاف السمع يواجهون حاجزاً حقيقياً، يجعل من الصعب عليهم الاندماج في المجتمع، لما تتسم به هذه الفئة من طبيعة خاصة، تتطلب وجود أشخاص مدربين على فهم لغة الإشارة، للتعامل معهم وتسهيل مهامهم.
ولفتت إلى أن كثيراً من المؤسسات تحتاج إلى توفير متخصصين في لغة الإشارة، ومن بينها المستشفيات ومراكز خدمة العملاء، ومؤسسات التعليم.
وقالت إنهم يختارون تخصصات دراسية بناء على وجود أو عدم وجود متخصصين في لغتهم في المجال الذي يتجهون لدراسته، وليس تبعاً لرغباتهم الشخصية. وطالبت المراكز التجارية بمراعاة هذه الفئة «لكسر عزلتهم بسبب صعوبة التواصل».
وذكرت أنه يمكن توفير تطبيقات ترجمة فورية لهذه الفئة، تسهل تواصلهم مع أفراد المجتمع.
كما حثت على توفير لغة الإشارة على نطاق أوسع، ليفهمها معظم أفراد المجتمع، من خلال فتح المجالات، وإتاحة الفرص للتدريب عليها بشكل أوسع.
وقالت مدير مركز المشاعر الإنسانية، الدكتورة نادية الصايغ، إن كثيراً من أصحاب الهمم من الصم وضعاف السمع يفتقدون للمتخصصين المدربين على لغة الإشارة في كثير من الأماكن العامة، داعية إلى جعل تعلم لغة الإشارة جزءاً أساسياً من برامج التدريب قبل ممارسة المهن الخدمية، في القطاعين الخاص والحكومي.
وأكدت أهمية تضمين المناهج الدراسية لغة الإشارة، وقالت إن «تحويل هذه اللغة إلى سلوك مجتمعي مظهر حضاري يعكس وعياً عاماً».