نجح فريق طبي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي في تنفيذ خمسة إجراءات تصحيحية منفصلة، تضمنت ثلاث عمليات جراحية لعلاج تشوهات الساقين لشاب مواطن أصيب بفشل كلوي مزمن وتمت زراعة كلى له بعد خمس سنوات من الغسيل الكلوي، وتمكن المريض من السير مرة أخرى.
وأكد الشاب البالغ 17 عاماً، محمد خميس الأحبابي، أن حياته كانت عبارة عن سلسلة من التحديات، حيث واجه ظروفاً صحية صعبة بدأت بإصابته بفشل كلوي. وبعد انتظار طويل لمتبرع مناسب، أجرى عملية زرع كلى، بعدما أحدث له الفشل الكلوي تشوهات في الوركين والساقين، ما أنهكه وعائلته، الذين كانوا يشعرون بالأسى لحاله نتيجة الآلام التي كان يتعرض لها وعدم قدرته على الحركة والمشي.
وذكر الفريق الطبي المعالج أن المريض كان يبلغ من العمر 12 عاماً عند تشخيص إصابته بالفشل الكلوي. ومع مرور الوقت، ساءت حالته، ما أدى إلى تشوه واعوجاج عظم ساقيه. ونتيجة المرض، ظل محصوراً بين جدران منزله الأربعة لمدة خمس سنوات، وكان مضطراً لإجراء الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعياً، إلى أن خضع لعملية زرع كلية العام الماضي. وعلى الرغم من أنها أعادت صحته الأيضية، إلا أن التشوه في ساقيه ظل مستمراً.
وقال استشاري جراحة عظام الأطفال، بمدينة برجيل الطبية، الدكتور مايكل أوغلو: «خضع محمد لعملية جراحية بسيطة لمحاولة تصحيح التشوهات في العظم، ولم تكن العملية ناجحة. ولسوء الحظ، أدى ذلك إلى حالة خطيرة تسمى انزلاق المشاش الفخذي الرأسمالي، التي تسبب تشوهاً كبيراً في الوركين مع الألم والتيبُس».
وأضاف: «عندما استقبلنا محمد كان يعاني حالة ضعف في العظام تؤثر في نحو 60% من المرضى الذين يعانون مشكلات في الكلى، وقد أصيب محمد بضربة في ركبتيه، وهي حالة تتلامس فيها الركبتان، لكن الكاحلين يظلان متباعدين، كما كانت عظام فخذيه وعظام ساقيه مصابة بتشوهات».
وأشار أوغلو إلى فحص التشوهات المعقدة في وركي محمد وساقيه بعناية. ولاستعادة القدرة على الحركة، نصح بعمل خمسة إجراءات تصحيحية منفصلة على مراحل من خلال ثلاث عمليات، تهدف الأولى إلى إصلاح المشكلات في الجزأين العلوي والسفلي من عظم الفخذ اليمنى، فيما نجحت العملية الثانية في تصحيح مشكلات الجزء العلوي من عظم الفخذ اليسرى، أما الجراحة الثالثة فقد تم فيها إصلاح الجزء السفلي من عظم الفخذ اليسرى وعظم الساق، لافتاً إلى أن الهدف من الجراحة هو إعادة بناء عظام الفخذ العليا للتأكد من أن مفاصل الورك تعمل بشكلٍ جيد، واستعادة محاذاة الجزء السفلي من الساقين، ما يسمح لوزن الجسم بالمرور مباشرة عبر وسط الوركين والركبتين والكاحلين.
وأكد أوغلو أن الشاب محمد مع وجود كلية تعمل بشكل جيد وعمليات تصحيحية ناجحة، يستطيع أن يعيش حياة طبيعية، بعدما تعافى بشكل جيد، وأعيد بناء ساقيه لتؤديا وظيفتهما بشكل ممتاز.
وأكد والد الشاب المريض، خميس الأحبابي، أن الجراحات التصحيحية أحدثت تطوراً كبيراً وملحوظاً في حالة نجله. وأصبح قادراً على المشي بشكل مستقل دون أي مساعدة، مشيراً إلى أن الطبيب أكد أنه مع العلاج الطبيعي، سيستطيع استعادة قوة العضلات والقدرة على التحمل.