قدّم أطباء وأخصائيو علاج طبيعي، «وصفة» لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة، يمكن تلخيصها في ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام.
ورصدت نتائج استبانة نفذتها دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ثلاثة أسباب رئيسة وراء امتناع البعض عن ممارسة النشاط البدني، شملت عدم اعتبار الرياضة أولوية ضمن اهتماماتهم اليومية، والشعور بالقلق حيال مظهرهم أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، إضافة إلى ضيق الوقت.
وتفصيلاً، أفاد أطباء وأخصائيو علاج طبيعي لـ«الإمارات اليوم» بأن بدء برنامج للياقة البدنية أحد أفضل الأشياء التي يفعلها الأفراد من أجل تعزيز صحتهم وتجنّب مشاعر الاكتئاب، لافتين إلى أن الأنشطة البدنية تقلل خطر الإصابة بالأمراض طويلة الأمد، وتحسّن الاتزان والتنسيق العضلي. كما أنها تساعد على إنقاص الوزن وتحسين النوم، والشعور بتقدير الذات.
وأكد أطباء من تخصصات مختلفة: وليد الشهابي ومي محمد ومحمد لطفي وهالة حبيب، أن ممارسة التمارين الرياضية تفيد في تحسين القوة وتعزيز الصحة العامة، من خلال المحافظة على صحة العظام والمفاصل، وتحفيز النشاط البدني والقدرة على أداء المهام اليومية دون الشعور بالتعب والإرهاق، وتحسين مرونة الجسم وتوازنه، وتحسين قوام الجسم ومظهره، والحدّ من فرص التوتر والقلق والاكتئاب، إضافة إلى تحسين الشعور بالصحة والعافية وتعزيز الشعور بالرضا عن النفس. وأكدوا أن المواظبة على ممارسة الرياضة لها أثر في تحسين الحالة الصحية للشخص، عبر خفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول وسكر الدم، وخفض خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب، والمساعدة على تعزيز فاعلية وكفاءة وظائف القلب والشرايين، والحد من أعراض الذبحة الصدرية، كما تساعد في التخفيف من الإجهاد النفسي والتوتر وبلوغ وزن صحي، والمحافظة عليه، والتخلص من الدهون الزائدة، والمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
تحسين الحالة المزاجية
وقال أخصائي أمراض القلب، الدكتور محمد سالم: «في البداية يجب الاتصال بالطبيب قبل البدء بممارسة أي تمارين رياضية جديدة، والبدء بممارسة الرياضة بشكل تدريجي، وتخصيص الوقت اللازم للإحماء قبل كل تمرين والتهدئة بعده، وممارسة التمارين الرياضية بوتيرة ثابتة وبمستوى معتدل، مع الانتباه لمعدل ضربات القلب ولقوة التمرين الرياضي، وتغييره عند الضرورة». ونصح المتمرّن بالتحاور مع الغير أو التكلم بمفرده أثناء التمرين، «فإذا لم يكن قادراً على التكلم، فعليه تقليل قوة التمرين».
تقدير الذات
وشددت استشاري طب الأسرة، الدكتورة هالة عبدالكريم، على أن الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية يساعد على منع أو معالجة المشكلات الصحية والمخاوف، ومنها السكتة الدماغية ومتلازمة الأيض، وارتفاع ضغط الدم وداء السكري (النوع الثاني) والاكتئاب والقلق، وأنواع عديدة من السرطان، إضافة إلى التهاب المفاصل، مشيرة إلى أن «النشاط البدني الناتج عن ممارسة الرياضية أو المشي السريع، يحفّز مواد كيميائية متعددة في الدماغ قد تجعل الشخص أكثر سعادة وراحة وأقل شعوراً بالقلق، كما أن مُمارس الرياضة بشكل منتظم يشعر برضا أكبر عن مظهره، ما يعزّز ثقته بنفسه ويحسّن تقديره لذاته».
الإفراط في الرياضة
وأشارت أخصائي العلاج الطبيعي، ماريا إلياس، إلى أهمية أن يشتمل روتين الأنشطة الرياضية على تمارين الأيروبيك، كالمشي وركوب الدراجات والسباحة والتمارين الرياضية المائية والهرولة. كما يمكن استخدام جهاز المشي، وجهاز ارتقاء السلالم، مع أهمية أداء تمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة بما لا يقل عن 10 دقائق، وعدم الإفراط في ممارستها لتفادي حدوث إجهاد عضلي، والحرص على ارتداء الأحذية المناسبة لنوع القدم أثناء الرياضة.
ودعا أخصائي العلاج الطبيعي، ميثم بشر، إلى تناول سعرات حرارية كافية لمستوى التمارين الرياضية التي يؤديها الشخص، والحصول على قدر كافٍ من النوم، إضافة إلى التقليل من ممارسة الرياضة أو التوقف عنها عند الشعور بالتعب.
وأكدت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أنها تعمل على تعزيز النشاط البدني، وتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة بأنواعها كافة، مشيرة إلى أنها أطلقت هذا العام «سياسة الرياضة للجميع»، لرفع مستوى المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية، عبر تحديد التحديات التي تعيق مشاركة بعض أفراد المجتمع في ممارسة الأنشطة الرياضية، والعمل على إيجاد حلول لهذه التحديات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، إلى جانب التعرّف إلى الرياضات التراثية وممارستها.
وقال المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في الدائرة، محمد هلال البلوشي: «الحفاظ على مجتمع صحي ونشط من أهم أولويات دائرة تنمية المجتمع وأجندة القطاع الاجتماعي، لما له من أثر كبير في جودة الحياة، لذلك نحرص على تطوير سياساتنا وبرامجنا بما يسهم في ترسيخ مفاهيم الصحة البدنية التي تلعب الرياضة دوراً أساسياً في تحقيقها»، مشيراً إلى سعي الدائرة – من خلال سياسة الرياضة للجميع – إلى إتاحة ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية أمام جميع شرائح وأفراد المجتمع دون تمييز، وتشجيع الفئات الأقل نشاطاً مثل كبار السن على ممارسة الرياضة، والانخراط في الأنشطة الرياضية المجتمعية.
استطلاع رأي
أظهرت نتائج الدورة الثانية من استبانة الرياضة والنشاط البدني في إمارة أبوظبي، التي نفذتها دائرة تنمية المجتمع، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، وشارك فيها 19 ألفاً و289 شخصاً، أن 11.08% من الأطفال والمراهقين يقضون 60 دقيقة يومياً في ممارسة الأنشطة البدنية، وأن 70% من أصحاب الهمم شاركوا في الرياضات والأحداث الرياضية.
وأفاد 40% من المشاركين بأنهم يمارسون المشي أو الركض بانتظام، بينما جاءت كرة القدم كأكثر الرياضات ممارسة، بواقع 25%، فيما يمارس السباحة 18%. وأفاد 57% من المشاركين في الاستبانة بأنهم يستخدمون المرافق الرياضية التي تشمل أندية اللياقة البدنية، والحدائق والممرات المخصصة للمشي والهرولة.
وأكد 59% أنهم يحصلون على المعلومات حول القواعد والتقنيات والمعدّات والأمان من شبكة الإنترنت، فيما يعتمد 25% على المدربين والمختصين.
من جانب آخر، أكد 76% رضاهم عن جودة المرافق الرياضية.