بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء جمهورية ألبانيا، إيدي راما، وقّعت دولة الإمارات وإيطاليا وألبانيا اتفاقية شراكة إطارية ثلاثية للتعاون في مشاريع الطاقة النظيفة.
وقّع اتفاقية الشراكة الإطارية وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة «مصدر»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، ووزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي، جيلبرتو بيتشيتو فراتين، ونائبة رئيس الوزراء وزيرة البنية التحتية والطاقة في ألبانيا، بليندا بالوكو، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة».
وتحدد الاتفاقية الإطارية مجالات التعاون الرئيسة بين دولة الإمارات وألبانيا وإيطاليا، وتشمل تنفيذ مشاريع طاقة متجددة واسعة النطاق في ألبانيا، مع التركيز على الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، كما سينقل جزءٌ من هذه الطاقة المتجددة إلى إيطاليا.
ويمثل هذا التعاون خطوة مهمة نحو تعزيز أمن الطاقة، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة في منطقة البحر المتوسط، كما تعزز خلق شراكات استراتيجية في القطاعات والمجالات ذات الأولوية، بما في ذلك الطاقة المتجددة ونقل الطاقة والبنية التحتية ذات الصلة.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر إنه تماشياً مع رؤية القيادة وتوجيهاتها بتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة والطاقة، تأتي هذه الاتفاقية الإطارية لتؤكد أهمية ربط مصادر الطاقة على المستوى العالمي، بما يدعم ضمان أمن الطاقة، وتحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ودفع جهود خفض الانبعاثات، وزيادة إمدادات الطاقة، وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضاف أنه من خلال الاستفادة من الخبرة العالمية لدولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، والموارد الطبيعية الوفيرة في ألبانيا، وسوق الطاقة المتطورة في إيطاليا، فإننا نسعى إلى بناء علاقات تعاون طويلة الأمد لإنتاج وتبادل الطاقة المتجددة في منطقة البحر المتوسط، مؤكداً أن دولة الإمارات تواصل دورها الرائد في دعم تحقيق نقلة نوعية في منظومة الطاقة العالمية.
من جانبه، قال جيلبرتو بيتشيتو فراتين: «يسرنا أن نكون جزءاً من هذه الشراكة الإطارية الثلاثية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة بكلفة تنافسية، ما يدعم دور إيطاليا مركزاً للطاقة والطاقة المتجددة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما تعزز تعاوننا مع دول البلقان في قطاع الطاقة، وهو أمر ذو أهمية لإيطاليا والاتحاد الأوروبي».
من جهتها، قالت بليندا بالوكو، إن الاتفاقية تعد خطوة مهمة تسهم في تحقيق طموحات ألبانيا في مجال الطاقة المتجددة، مشيرة إلى أن التعاون – مع دولة الإمارات الرائدة عالمياً في تطوير مشاريع مبتكرة للطاقة المتجددة، وإيطاليا التي تمتلك بنية تحتية متطورة للطاقة، وتتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال – من شأنه أن يتيح الاستفادة من كامل الإمكانات لتحقيق النمو المستدام المنشود.
وأضافت أن ما تملكه ألبانيا من موارد طبيعية وفيرة بجانب الخبرات التي يتمتع بها شركاؤنا، ستسهم في دفع عجلة التحول نحو الطاقة الخضراء، إضافة إلى توفير فرص اقتصادية، وعمل على المدى الطويل، مؤكدة أن هذه الشراكة تمثل ركيزة لبناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة لقطاع الطاقة في منطقة البحر المتوسط والعالم».
وتأتي اتفاقية الشراكة الإطارية الثلاثية في أعقاب الاتفاقية التي وقعتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، وشركة الطاقة الألبانية «كيش»، على هامش مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)، خلال شهر نوفمبر الماضي، بهدف إنشاء شراكة استراتيجية لتطوير وتشغيل مشاريع طاقة متجددة، باستخدام حلول تقنية متنوعة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، مع إمكانية تطوير نظم بطاريات لتخزين الطاقة.