تمكّن مركز الفجيرة للبحوث من جمع بذور لأكثر من 70 نوعاً من النباتات المحلية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، وذلك ضمن جهود المركز لحماية التنوع البيئي في الإمارة، حيث يقوم باحثو النباتات في المركز بتوثيق النباتات وتخزين بذورها في بنك متخصص، لصونها وضمان استدامتها.

وأوضح الباحث في نباتات النخيل والنباتات المحلية بالمركز، المهندس أحمد الحمودي، أن المركز جمع بذوراً لأكثر من 70 نوعاً من النباتات المحلية التي تم توثيقها في مواقعها الطبيعية، ضمن المناطق الجبلية والصحراوية في الفجيرة، مثل دبا الفجيرة، ووادي الحيل، والهنية، ومسافي، بهدف صون هذه الثروة النباتية للأجيال القادمة.

وأكد الحمودي أن المركز يولي اهتماماً خاصاً بالنباتات المحلية ذات الفوائد الاقتصادية والطبية، مثل نباتات الجعدة والصريو والخنصور، التي استخدمها الأجداد في العلاجات التقليدية، ويعمل حالياً على دراستها وتطويرها، بهدف استخراج زيوت طبية آمنة، ما يسهم في توثيق استخدامها بأسلوب علمي، ويضمن تحقيق فوائدها الصحية.

من جهتها، قالت باحثة النخيل والنباتات المحلية، مريم الحمودي، إنها تعمل على مشروع شامل يوثق تاريخ النخيل، ويجمع بياناته.

وأشارت إلى أن المشروع يوثق تسميات وأنواع النخيل من كبار المواطنين المزارعين، ويستخدم الأقمار الاصطناعية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لإتاحة خريطة تفاعلية تعرض مواقع النخيل بالإمارة.

وذكرت الحمودي أن المركز قاد إنجازاً علمياً جديداً باكتشافه ثلاثة أنواع من الفطريات التي تهدد أشجار نخيل التمر، وذلك في خطوة لتعزز جهود الدولة في حماية أحد أهم الرموز الثقافية والاقتصادية، ويأتي هذا الاكتشاف ضمن استراتيجية وطنية، تهدف إلى دعم استدامة القطاع الزراعي وتأمين الأمن الغذائي.

وأكدت الحمودي، أنه من خلال زيارات ميدانية إلى عدد من مزارع النخيل في إمارة الفجيرة وأبوظبي، تم رصد عدد من الفطريات التي تصيب سعف أشجار النخيل، وفي إطار هذه الجهود، يعمل مركز الفجيرة للبحوث على دعم المبادرات الهادفة إلى مكافحة هذه الآفات، وذلك من خلال استخدام تقنيات علمية حديثة للحد من تأثيراتها في صحة الأشجار وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.

وترى الباحثة أن شجرة نخيل التمر تعد عنصراً أساسياً في الاقتصاد والتراث الثقافي لدولة الإمارات، حيث تسهم في توفير الأمن الغذائي، وتوليد الدخل، وخلق فرص العمل، وتمثل رمزاً لمرونة المنطقة الزراعية وتاريخها العريق، ومع ذلك تواجه أشجار النخيل تهديدات متزايدة من الفطريات المسببة للأمراض، ما يؤثر في صحة النخيل وإنتاجيته على المدى الطويل.

من جهة أخرى، قالت باحثة زائرة في مركز الفجيرة للبحوث، الدكتورة عقيلا براف طبال: «إن اكتشاف الفطريات غير المعروفة يعد خطوة مهمة في مكافحة الآفات التي تؤثر سلباً في إنتاجية نخيل التمر وجودة محصوله»، موضحة أن ما توصل إليه المركز سيعزز من قدرة التعامل مع الأمراض بشكل أكثر دقة وفاعلية، ما يسهم في تقليل تأثيراتها في الإنتاج الزراعي.

وأوضحت طبال أن النتائج التي توصل إليها المركز تمثلت في اكتشاف ثلاثة مسببات أمراض جديدة لنخيل التمر، وهو إنجاز علمي كبير على المستوى الدولي، والذي سيعزز قدرة الباحثين والمزارعين على التصدي للأمراض بشكل مبكر، ما يسهم في تقليل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الآفات.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version