قهوة بطعم وعبق الأصالة.. بهذا المعنى تقدم الوالدة الستينية خصيبة الدهماني فنجان قهوتها المغلف بمشاعر دافئة، تعيد من يشربها إلى جذور القيم الإماراتية المرصعة بعناوين كثيرة، مثل كرم الضيافة والعطاء والجود.
خصيبة الدهماني، التي عرف عنها منذ بواكير طفولتها شغفها بتعلم كل ما هو جديد، وخصوصاً تلك الأشياء المتعلقة بشؤون الوطن، الذي عشقت ترابه.
اتجهت منذ البداية إلى تعلم كيفية إعداد القهوة، والتي ارتبطت في ذاكرتها والذاكرة الجمعية لشعب الإمارات بالعطاء وكرم الضيافة، فأبدعت وأحدثت إضافات نوعية في طرق إعدادها للقهوة، والتي لاقت استحسان الجمهور وقبولهم، فقدمت القهوة العربية الإماراتية بطرق عدة، ونكهات مختلفة، فذاع صيتها، وأصبح لمذاق قهوتها رواد، يبحثون عنها، ويرتحلون إليها من أماكن عدة، ما جعل من تحول فنجان قهوة الدهماني إلى مشروع إنتاجي ضرورة موضوعية، وقد أصبحت تعمل فيه، وجرى إدراجه ضمن المشاريع المنزلية تحت مظلة «الصنعة» للأسر الإماراتية المنتجة بوزارة تنمية المجتمع.
وخلال مبادرة «لقاء عبر الأجيال»، التي نظمتها الوزارة، وجمعت أكثر من 100 من كبار المواطنين والشباب من أصحاب المشاريع الإنتاجية، وكانت خصيبة ضمن لجنة تحكيم مسابقة القهوة الإماراتية للشباب باستخدام أدوات القهوة الحديثة. هذه اللجنة التي ضمت أيضاً عدداً من كبار المواطنين أصحاب الخبرة.
وقالت الدهماني: «القهوة لها أهميتها في الثقافة والموروث الإماراتي، كونها دائماً حاضرة في البيوت والمجالس، وتُقدم في الأفراح والأحزان، وهي مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالشخصية الإماراتية، ودورنا تعليم الشباب ودعم مشاريعهم، وهو ما فعلته عندما درّبت مجموعة من العاملين في مشروع مقهى لأحد الشباب الإماراتيين على أسرار صناعة القهوة وأنواع الخلطات».
وأشارت إلى أنها بدأت باتخاذ صناعة القهوة حرفة، عندما كانت تشارك في المناسبات الوطنية والتراثية، إضافة إلى بيعها العطور والدخون، لافتة إلى أن لإعداد القهوة أسراراً عدة، فالقهوة التقليدية، التي تقدم بشكل عام يُضاف إليها فقط حبوب الهيل، فيما يضاف إلى قهوة المناسبات الزعفران والقرنفل وبعض المنكهات.
وتجد أن هناك ضرورة للمحافظة على التراث ونقله إلى الأجيال الشابة، حفاظاً على الموروث الشعبي، وهي مهمة، ينبغي أن يتشارك فيها الجميع.