أكد أشخاص تعرضهم لمحاولات تصيد واحتيال إلكتروني متنوعة يستغل فيها المحتالون أسماء جهات ومؤسسات شهيرة، للحصول على معلومات حساباتهم والاستيلاء عليها، فيما حذرت وزارة الموارد البشرية والتوطين متعامليها من اتصالات هاتفية من أرقام غير معروفة وصفتها بأنها مكالمات مزيفة، تدخل ضمن «التصيد عبر الهاتف»، وتهدف إلى الحصول على المعلومات الشخصية أو السرية، حيث يدعي المتصل أنه من جهة رسمية. وشددت على أهمية التحقق من هوية المتصل قبل تزويده بأي بيانات، كما نظرت محاكم الدولة أخيراً عشرات القضايا الخاصة بالاحتيال الهاتفي، والاستيلاء على أموال الضحايا.

وتفصيلاً، أبلغ الموظفون: سيف أريز، ومحمد عباسي، وأنيس أكاش، وماهين نظمول، ونور نبي، وخديجة سراجي، ومنى أحمد «الإمارات اليوم» بتعرّضهم لمحاولات تصيد واحتيال إلكتروني متنوعة، من أشخاص وجهات مجهولة، بعد التواصل معهم عبر المكالمات والرسائل النصية، وانتحالهم أسماء هيئات ومؤسسات شهيرة لعرض فرص عمل برواتب مجزية.

وقالوا إن المتصلين يطلبون منهم معلومات شخصية أو النقر على رابط، تم إرساله بزعم استكمال معلومات خاصة بالتوظيف، أو أنهم جهة رسمية مسؤولة عن تحديث بياناتهم، ويطالبونهم بالكشف عن معلوماتهم المصرفية، بحجة تحديث تصاريح العمل أو فوزهم بجائزة، وغيرها من الإجراءات الوظيفية.

وحددت وزارة الموارد البشرية والتوطين، على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، ثلاثة إرشادات ضرورية للتعامل مع هذا النوع من المكالمات، شملت تجنب تقديم أي معلومات شخصية عبر الهاتف، والتحقق من أرقام التواصل عبر المنصات الرسمية للجهة (الموقع الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي)، إضافة إلى ملاحظة ظهور اسم الجهة عند قيام مركز خدمة المتعاملين التابع لها بالاتصال بالمتابعين.

وأشارت الوزارة إلى توفيرها 14 قناة للتواصل، فيما يبلغ عدد اللغات المتوافرة للرد على المتعاملين مع خدمات مركز الاتصال 20 لغة مختلفة، وبلغت نسبة رضا المتعاملين عن مركز الاتصال 91.9% عن عام 2024، لافتة إلى أن قنوات التواصل تشمل مركز الاتصال (600590000)، وتطبيق «واتس أب»، وخدمة الدردشة المباشرة، والبريد الإلكتروني، ومنصة تواصل، ونظام صوت المتعامل، وملتقى المتعامل أولاً، وكشف الحساب، ومواقع التواصل الاجتماعي، ونظام الرد التفاعلي الآلي، والإشعارات التوعوية، وخدمة الدعم الفني، والخدمة التفضيلية المتميزة، إضافة إلى خدمة الاتصال المرئي.

وأكدت الوزارة تحقيقها نقلة نوعية في نتائج رضا المتعاملين وفق ما أظهرته أحدث إحصاءاتها، حيث وصل إجمالي عمليات التواصل مع متعامليها عبر منظومة «تواصل» إلى أكثر من 130 مليون عملية تواصل من يناير 2022 إلى نوفمبر 2024، وكان معظمها استفسارات عامة، كما بلغ إجمالي المعاملات التي تم إنجازها خلال الفترة نفسها أكثر من 88 مليون معاملة، وبلغ إجمالي المكالمات الصادرة والواردة لمركز الاتصال ستة ملايين و245 ألفاً و894 اتصالاً، فيما كانت نسبة طلبات الدعم الفني والتحديات الفنية التي واجهت المتعاملين من إجمالي المعاملات المقدمة أقل من 0.3%، ما يعكس ارتفاع ثقة المتعاملين بالتواصل مع الوزارة، وتقديم أفضل الخدمات المتميزة لكل المتعاملين وفق أحدث التقنيات والمعايير العالمية، بما يفوق تطلعاتهم.

وشددت على أن منظومة «تواصل» تحقق أعلى معايير التنافسية في تقديم الخدمات المؤسسية الرائدة، والاستفادة من التكنولوجيا العصرية لتقديم تجربة سعيدة للمتعاملين في علاقتهم مع الوزارة، عبر تقديم خدمات رائدة تتميز بالسرعة والسهولة والشفافية والأمان والموثوقية، وتوفر أعلى معايير الخصوصية، ضمن نهج وتوجه مستدام لبناء وتطوير منظومة رقمية متكاملة للوزارة، تنسجم مع توجهات الدولة في التحول الرقمي وخدمات المستقبل.

وفي المقابل، نظرت محاكم الدولة أخيراً عشرات القضايا الخاصة بالاحتيال الهاتفي، منها رفع امرأة دعوى قضائية ضد خمسة شبان للمطالبة بإلزامهم برد مبلغ قدره 149 ألف درهم، فضلاً على الرسوم والمصروفات، مشيرة إلى أن المدعى عليهم احتالوا عليها عن طريق الاتصال بها هاتفياً، وأخبروها بأنهم موظفون في إحدى الجهات التي تتعامل معها، وحصلوا على بياناتها الشخصية الخاصة بحسابها وقد تمكنوا من سحب المبلغ الخاص بها والبالغ 149 ألف درهم، وقد تمت إدانتهم بموجب حكم جزائي.

وفي قضية ثانية ألزمت المحكمة شاباً بأن يؤدي لفتاة مبلغ 78 ألف درهم، حوّلتها له بعد أن تواصل معها وخدعها بعرض وظيفة وهمية، وطالبها بتحويل المبلغ إلى حسابه لتوظيفها.

وفي قضية ثالثة تعرض مقيم آسيوي للاحتيال الهاتفي وسرقة 120 ألف درهم من حسابه المصرفي بعد إعطائه الرقم السري للبطاقة (CVV) وكلمة المرور الصالحة لمرة واحدة (OTP) لمندوب بنك وهمي، كما خسر مقيم من جنسية عربية 30 ألف درهم بعد أن استدرجته عصابة تتكون من ثلاثة محتالين، وأغرته بالفوز بجائزة كبرى من إحدى شركات الاتصالات وأرسلت له رابطاً مزيفاً، ضغط عليه فتمكنت من سرقة حسابه.

وكانت شرطة أبوظبي قد حذرت في وقت قريب، من تجدد أساليب المحتالين والنصابين المخادعة، واستدراج الضحايا بطرق مضللة، يتم بموجبها الاحتيال عليهم عبر مكالمات احتيالية وروابط مواقع نصب واحتيال إلكترونية مزورة ورسائل نصية قصيرة.

وحذرت الباحثين عن عمل من «التوظيف الوهمي»، ومن تصديق أكاذيب المحتالين الذين يستغلون فرصة إقامة المناسبات والفعاليات الرسمية للاحتيال عليهم، بإنشاء صفحات لشركات وهمية عبر الإنترنت على أنها شركات توظيف معتمدة أو برامج بمواقع التواصل الاجتماعي، وطلب دفع مبالغ مالية رسوماً لتلك الوظائف الوهمية، ليكتشف المتقدمون للوظائف في نهاية المطاف أنهم وقعوا ضحية للنصب والاحتيال. وناشدت الجمهور عدم مشاركة معلوماتهم السرية مع أي شخص، سواء معلومات الحسابات أو البطاقات، أو كلمات المرور الخاصة بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو أرقام التعريف الشخصية الخاصة بأجهزة الصراف الآلي أو رقم الأمان (CCV) أو كلمة المرور، وأشارت إلى أن موظفي البنوك والمصارف لن يطلبوا هذه المعلومات بتاتاً.


منظومة تواصل

أكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين أن التطورات التشريعية المتلاحقة لسوق العمل، وتسارع عملية التنمية في الدولة، زاد حاجة المتعاملين للدعم والتواصل مع الوزارة، والحصول على المعلومات الموثوق بها والإرشادات المناسبة، وهو الأمر الذي استجابت له «منظومة تواصل» بفاعلية ومهنية، بفعل الاستعداد والتطوير المستمر، والآليات العصرية المتبعة في الخدمة، والنظرة الاستشرافية لعمل المنظومة، وضمان استعدادها لتلبية المتطلبات المتزايدة عبر مراحل النمو السريع للدولة في مختلف المجالات.

موظفون:

تعرضنا لمكالمات مزيفة من مجهولين يطلبون معلومات شخصية أو النقر على رابط «احتيالي» بزعم التوظيف، أو تحديث البيانات.

. 3 إرشادات لكشف المكالمات الاحتيالية: التحقق من بيانات المتصل، واسم الجهة الظاهر على شاشة الهاتف، وعدم تقديم بيانات شخصية.

. «الموارد البشرية» وفّرت 14 قناة بـ 20 لغة للرد على شكاوى المتعاملين واستفساراتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version