أسهمت المبادرات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتسهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.
ويجسد حصول صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية» من برلمان البحر الأبيض المتوسط، في مايو من عام 2024، حجم العرفان والتقدير العالمي لدور سموه وإسهاماته المستمرة في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم، التي كرّست مكانته كأحد أبرز النماذج المضيئة في تاريخ العمل الإنساني.
ونال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تلك الجائزة المرموقة، بعد نحو شهرين من إهداء صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «قلادة مبارك الكبير»، تقديراً لدور سموه في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين، ولما يبذله من جهود لترسيخ أواصر الأخوة والترابط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وعلى مدار عام 2024، تواصلت إشادات قادة دول العالم ومسؤوليه وشعوبه بجهود الإمارات وقيادتها في دعم العمل الإنساني وتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر السلام، الأمر الذي تُوج بنجاح الإمارات في إبرام عدد من الوساطات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تم بموجبها إطلاق أكثر من 2484 أسيراً، وهو رقم كبير يجسد إنجازاً دبلوماسياً وإنسانياً غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيداً متواصلاً بين طرفيها. وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أطلقت الإمارات، في فبراير 2024، «مبادرة محمد بن زايد للماء»، لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء، وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي، بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم، كما تستهدف المبادرة تعزيز التعاون مع الشركاء والأطراف المعنية في العالم لتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي للتعامل مع ندرة المياه وتوسيع نطاق التعاون الدولي، والسعي إلى زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي لما فيه خير الأجيال الحالية والمستقبلية، وفي الأول من مارس 2024 جرى الإعلان عن شراكة بين «مبادرة محمد بن زايد للماء» ومؤسسة «إكس برايز» الأميركية، تهدف إلى إطلاق مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه» التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وكلفتها.
وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 29 مارس 2024، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع «يوم زايد للعمل الإنساني» وفي الذكرى الـ20 لرحيل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويأتي إطلاق المبادرة تعزيزاً للقيم الإنسانية التي جسدها الشيخ زايد، وامتداداً لإرثه الإنساني وقيم العطاء والبذل التي كرّسها بدعم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم. وتهدف هذه المبادرة الإنسانية العالمية إلى توفير جودة حياة أفضل للمجتمعات الأكثر حاجة لبناء مستقبل مزدهر وتحقيق التنمية المستدامة، وتؤكد التزام دولة الإمارات بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المساهمة في بناء المجتمعات ودعم الفئات الضعيفة، حيث سيستفيد ملايين البشر من الدعم المقدم.
وفي «منتدى بلوغ الميل الأخير»، الذي أقيم على هامش COP28، انضمت الإمارات إلى عدد من قيادات الدول الإفريقية والشركاء العالميين في التعهد بتقديم أكثر من 777 مليون دولار لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في فبراير 2023، بإطلاق عملية «الفارس الشهم 2» لدعم الأشقاء والأصدقاء في سورية وتركيا، من جراء الزلزال المدمر الذي تعرض له البَلدان، وتُعد العملية التي استمرت حتى 13 يوليو من عام 2023 من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، وأنقذت العملية عشرات الأشخاص من تحت الركام، وعالجت 13 ألفاً و463 حالة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفاً و164 طناً عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسـانية باستخدام أربع سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة، وفي الخامس من نوفمبر العام الماضي، أمر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة نتيجة الظروف الطارئة التي يمر بها، ودشنت الإمارات مستشفى ميدانياً متكاملاً في قطاع غزة، كما أرسلت مستشفى عائماً إلى قبالة سواحل مدينة العريش لمعالجة المرضى والمصابين الفلسطينيين، وأنشأت محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون غالون يومياً، وقدمت مخابز بقدرة إنتاجية 12500 – 15000 رغيف في الساعة، ووجّه صاحب السمو رئيس الدولة باستضافة أكثر من 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجّه سموه باستضافة أكثر من 1000 طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، وتلبية لمتطلبات الشعب الفلسطيني الشقيق، وجّه سموه في التاسع من يوليو 2022، بتخصيص 25 مليون دولار لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية لتوسعة نطاق خدماته الطبية، كما وجّه سموه في أغسطس من العام ذاته بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، كما أمر بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى جمهورية باكستان الإسلامية التي شهدت أقاليم عدة فيها سيولاً وفيضانات أسفرت عن قتلى ومصابين وعمليات نزوح من هذه المناطق. وفي 18 أكتوبر 2022، أمر صاحب السمو رئيس الدولة بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا، وذلك انطلاقاً من إيمان سموه بأهمية التضامن الإنساني خصوصاً في حالات الحروب والنزاعات.
وتُعد صحة الإنسان أولوية قصوى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إذ يرى سموه أن الاستثمار في الصحة أولوية رئيسة في استراتيجية الإمارات التنموية ورؤيتها للمستقبل، فأثناء جائحة «كوفيد-19»، التي تُعد من أصعب التحديات الصحية المعاصرة التي اجتاحت العالم، سارع سموه إلى مد يد العون للقريب والبعيد، ودشن المستشفيات ووفر اللقاحات، وأقام المدن الإنسانية، وأرسل المساعدات للعالم دون تفرقة أو تمييز، وتضمنت المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الجائحة، أكثر من 2000 طن من الإمدادات الطبية تم توجيهها عبر نحو 200 رحلة جوية، إلى 135 دولة حول العالم، وأنشأت الإمارات مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة خلال الجائحة في كل من السودان، وغينيا، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتركمانستان، وغيرها من البلدان، كما تم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إضافة إلى التبرع بقيمة 10 ملايين دولار، كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية. وتواصل دولة الإمارات جهودها ومبادراتها متعددة الأطراف للوصول إلى عالم خالٍ من الأمراض المدارية المهملة التي تؤثر في حياة أكثر من 1.6 مليار نسمة، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2017، «صندوق بلوغ الميل الأخير»، وهو صندوق متعدد المانحين، تصل مخصصاته إلى نحو 500 مليون دولار لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة إفريقيا. وقدّم الصندوق منذ إطلاقه أكثر من 100 مليون علاج، وأسهم في تدريب 1.3 مليون عامل صحي.
كوارث طبيعية
يجسد التحرك الإماراتي لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية في العالم، جانباً مشرقاً من جوانب العمل الإنساني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فقد سارعت الإمارات في عام 2023 إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للمتأثرين من إعصار «دانيال» في ليبيا، والزلزال الذي تعرضت له بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة، كما غطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عدداً كبيراً من الدول، مثل السودان والصومال وموزمبيق، وباكستان وأفغانستان وتشاد، وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.
وفي 19 مايو 2022، وجّه صاحب السمو رئيس الدولة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 35 مليون درهم إلى جمهورية الصومال الشقيقة لدعم جهود التنمية فيها، كما وجّه سموه، في يونيو من العام ذاته، بتسيير جسر جوي يحمل سلالاً غذائية متكاملة وإمدادات طبية أساسية، إلى جانب فريق طبي ومستشفى ميداني، لإغاثة ضحايا زلزال أفغانستان.
وإثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، وجّه صاحب السمو رئيس الدولة، بإطلاق عملية «الفارس الشهم 2»، التي قدمت العلاج إلى 13.4 ألف حالة. وفي الخامس من نوفمبر العام الماضي، أمر صاحب السمو رئيس الدولة ببدء عملية «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، التي تضمنت إرسال المساعدات الإنسانية والصحية والأدوية.
. إطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم، تُخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
. رئيس الدولة نال جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية» من برلمان البحر الأبيض المتوسط في عام 2024.
. إطلاق «مبادرة محمد بن زايد للماء»، لمواجهة التحدي العالمي العاجل، المتمثل في ندرة الماء خلال فبراير 2024.
. «الفارس الشهم 2 و3»، بلسمت جراح المتضررين من زلزال ضرب تركيا وسورية، ودعمت الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة.