بحثت أسرة المواطن فيصل الشمري عن تحقيق معادلة متوازنة في الاستثمار الأمثل، وكان ذلك هاجساً، ولم يتبين كثير من معارفه وأصدقائه ماهية المقصود بالمعادلة المتوازنة في الاستثمار إلا عندما بدأت ملامح المشروع الزراعي، والذي تمثل في مزرعة لإنتاج أصناف مختلفة من محاصيل الفاكهة والخضراوات والتمور عضوياً، حيث أدرك الجميع أن الشمري يستهدف إنجاز مشروع، يخدم من خلاله الوطن، ويوفر محاصيل غذائية صحية، تجنبهم كل الاحتمالات الضارة للمبيدات ومتبقياتها، فكانت مزرعة «Garden of Eden» مشروعاً وطنياً، وبدعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع، بهدف تعزيز منظومة الأمن الغذائي، من خلال إنتاج أصناف لمزارع، تديرها كوادر إماراتية، تعمل بشكل دؤوب لإنجاح مثل هذه المشاريع النوعية والمهمة، والتي يسعى إليها أبناء الوطن بقوة حالياً.

إنتاج متنوع

ويقول فيصل الشمري: إن المشروع الزراعي بدأ العمل فيه عام 2015 في منطقة رماح، ويضم حقول فواكه، كما يعتبر من أوائل المزارع العضوية بإنتاجها المتنوع، والذي يضم مائة من أشجار النخيل، و4 مشاتل لأشجار الفواكه المتنوعة، بالإضافة إلى بستان أشجار حرجية ونجيلة، مشيراً إلى أن المزرعة تحتوي على 435 شجرة فاكهة، و6 بيوت شبكية عاملة، و12 منطقة تضم هياكل إنشائية.

ويضيف: «مزرعتنا والمشاتل الملحقة بها تمثل إحدى أهم ثمار العمل الجاد والدؤوب، حيث يتم اختيار أصناف الفواكه بعناية، ويجري العمل على تجربة أصناف متنوعة، من خلال مشتل ملحق بالمزرعة». وأشار إلى أن استنبات الأشتال على مدار العام يتم وفقاً لطبيعة المناخ والتربة، حيث تزرع المنتجات دون استخدام أي أسمدة كيماوية، لافتاً إلى أن الأشتال تتمثل في البابايا والعنب والمانجا والتين والرمان، وشجر السدر، وغيرها، بالإضافة إلى إجراء تجارب على أشجار الورد الدمشقي والياسمين والفل والنباتات العطرية، ويجري إنتاج العسل بثلاثة مواسم رئيسية، ومنها عسل الربيع.

ولفت إلى أن مزرعتهم حظيت بتكريم من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ضمن عدد من أصحاب المزارع الحاصلة على شهادة الممارسات الزراعية العضوية، ونتطلع للحصول على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة «أبوظبي جاب».

وأوضح الشمري أن العام 2015 شهد بدء العمل بوتيرة سريعة في المزرعة الممولة من صندوق خليفة لتنمية المشاريع، حيث أنجزت الأعمال الأرضية والحفر، والتي استغرقت وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى تجهيز شبكات الري، لافتاً إلى أن التحدي الرئيسي، الذي واجههم تمثل في المياه، التي يتم شراؤها.

رفد السوق

وأكد أن الأمن الغذائي يعد تحدياً حقيقياً لصحة الإنسان، وسيسهم بإيجاد حلول له بإنشاء مزارع منتجة وقادرة على رفد السوق بصنوف من الفواكه والخضراوات العضوية، من خلال دعم العمالة المساعدة في القطاع الزراعي للمزارع الفردية أو الورثة أو التجارية خصوصاً في المزارع التي تدير أنشطة زراعية متعددة.

كما طرح الشمري موضوع السياحة الزراعية، الذي أطلقته وزارة التغير المناخي والبيئة مشكورة، منذ عام 2018 كتطوير لمبادرة السياحة البيئية، وتم ترخيص بإمارة أبوظبي أخيراً، ليتوج جهود سنوات من العمل الدؤوب لتطوير النشاط والعمل الزراعي البناء، معلقاً برغبته بأن يتم تغطية المزارع إعلامياً لتشجيع هذا الاستثمار ودعمه وتعريف المتعاملين بإيجابيات المنتج المحلي ومميزاته من سلامة غذاء أو جودة أو كونه اختصر مدة ومسافة الوصول من المزرعة لمائدة الطعام كمنتج إماراتي طازج وصحي، وبأسعار معقولة، مع توفير مادة علمية مبسطة للزوار، حيث يجري التنسيق لتطوير محتوى تعليمي خاص.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version