بدأت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تنفيذ مسح صحي وطني لصحة الفم والأسنان للأطفال على مستوى الدولة، بهدف إنشاء قاعدة بيانات تتضمن معلومات تفصيلية حول أمراض الأسنان لديهم، بما يمكّن صناع القرار من اتخاذ ما يلزم من قرارات ووضع الخطط العلاجية لها.

وأفاد أطباء لـ«الإمارات اليوم» بأن الإفراط في تناول السكريات، والعادات الغذائية الخطأ، وتجاهل الفحوص الدورية للأسنان أكثر الأسباب وراء أمراض الأسنان لدى الأطفال، مؤكدين أن صحة أسنان هذه الفئة العمرية مسؤولية الأهل بالدرجة الأولى.

وأطلقت المؤسسة المرحلة الثانية من مشروع المسح الوطني لصحة الفم والأسنان (فئة الأطفال)، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني والإقليمي، في عدد من المدارس بمختلف إمارات الدولة، بهدف إنشاء قاعدة لأمراض الفم والأسنان التي تمثل مؤشرات صحة الفم والأسنان، تبعاً لمنظمة الصحة العالمية.

من جهته قال المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في المؤسسة، الدكتور عصام الزرعوني، إن المسح الوطني لصحة الفم والأسنان لدى الأطفال ينطوي على العديد من الأهداف في مقدمتها تمكين المؤسسة من إنشاء قاعدة بيانات شاملة، تهدف إلى هيكلة نظام صحي متكامل، لتوفير خدمات صحية استباقية، إضافة إلى التخطيط لخدمات علاجية وبرامج وقائية مفصلة تناسب احتياجات هذه الفئة العمرية، فضلاً عن دعم الأبحاث العلمية الوطنية مستقبلاً، لافتاً إلى أن المؤسسة واستكمالاً لجهودها في مجال تعزيز صحة الفم والأسنان، تعتزم في مرحلة لاحقة، إطلاق مشروع المسح الوطني لصحة الفم والأسنان (فئة الكبار).

وأضاف المزروعي أن صحة الفم والأسنان لدى الأطفال مسؤولية الأهل بالدرجة الأولى، حيث يجب عليهم الإشراف عليها، وإجراء الفحوص الدورية لهم على نحو متواصل، فضلاً عن ضمان حصولهم على نظام غذائي صحي، مشيراً إلى إطلاق المبادرات والمشاريع الهادفة إلى رفع جودة الحياة الصحية.

وذكر أن مشروع المسح الصحي سيقود إلى نشر الوعي بين الفئات المستهدفة حول الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الفم والأسنان، ويشجع الفئات المستهدفة على انتهاج السلوكيات الصحية الصحيحة، ويعزز التوجّه نحو الفحوص المبكرة لصحة الفم والأسنان، الأمر الذي يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وينسجم في الوقت ذاته، مع توجهات القيادة الرشيدة، ويسهم في تحقيق رؤية «نحن الإمارات 2031»، وصولاً إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.

من جهتها بيّنت مديرة إدارة خدمات طب الأسنان في المؤسسة، الدكتورة هيفاء هناوي، أن الإفراط في تناول السكريات، والعادات الغذائية الخطأ، وتجاهل الفحوص الدورية أبرز أسباب مشكلات الأسنان لدى الأطفال في الدولة.

ولفتت إلى أنه من المتوقع بدء المسح الوطني لصحة الفم والأسنان لدى البالغين بدءاً من عمر 18 عاماً خلال الربع الأخير من العام الجاري، لتشمل قاعدة البيانات كل الفئات العمرية التي يحتاج إليها صناع القرار.

وقالت إن مشروع المسح يأتي في إطار أهداف المؤسسة الرامية إلى تحديد نسبة انتشار تسوس الأسنان وأمراض اللثة وسوء الإطباق، الأمر الذي يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن المؤسسة تسعى – من خلال تدشين المرحلة الثانية من المشروع الذي يتم من خلال 7 فرق عمل موزعة على إمارات الدولة – إلى إجراء المسح لنحو 2000 طالب وطالبة، حيث شهدت الحملة منذ تدشين المرحلة الثانية منها إقبالاً كبيراً من الطلبة من مختلف المدارس في الدولة، مؤكدة اختيار الطلبة من مدارس حكومية وخاصة، وتحديد فئات عمرية معينة لإجراء المسح. وتراوح الأعمار المحددة بين 5 و6 سنوات، و12 و15 سنة، لافتة إلى أن إجراء الفحوص لهم سيتم في المدارس بعد أخذ الموافقات اللازمة.

بدوره شدد رئيس قسم السياسات والإجراءات في إدارة خدمات طب الأسنان في المؤسسة، الدكتور موسى مراشدة، على أهمية المسح في تعزيز الدور التوعوي للأنظمة الصحية، ونشر ثقافة الحفاظ على صحة الفم والأسنان، والتعريف بآليات الوقاية من الأمراض التي تصيبها.

وأوضح مراشدة أن المنهج البحثي وآلية عمل المسح يستندان إلى اختيار عينة إحصائية عشوائية تناسب متطلبات البحث العلمي، بغرض دراسة نسبة تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، وسوء الإطباق لدى الأطفال، وتسهم في تحديد العوامل والعادات المختلفة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض الفم والأسنان.  

وتنعكس أهمية المشروع أيضاً في إسهامه في رفع وتعزيز مستوى الوعي الصحي لدى أولياء الأمور، بعد اطلاعهم على نتائج الفحوص لأبنائهم، ومدى أهمية مراقبة صحة الفم والأسنان، وإجراء الفحوص الدورية، باعتبارها إحدى الطرق الوقائية من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال كالتسوس وغيره.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version