قدّم عدد من الطلبة والطالبات ابتكارات تهدف إلى مواجهة التحديات التي يعانيها المجتمع في مجالات الزراعة المستدامة، وإدارة المياه، والتصدي لمشكلة التنمر في المدارس، ضمن فعاليات «معرض العقول المترابطة» الذي نظمته المدرسة الأميركية في كلباء، حيث أظهرت هذه الابتكارات قدرة الشباب الإماراتي على استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتطوير حلول تسهم في تحسين الحياة اليومية وتعزيز بيئة مدرسية صحية وآمنة.

وقدم الطلاب: خالد المراشدة، وحمد الهاشمي، وسلطان شهداد، وعلي الكندي، من مدرسة المحمود في كلباء، ابتكاراً يحمل اسم «قاهر الصحراء»، الذي يعد بمثابة مهندس زراعي متكامل، يعمل على استصلاح الأراضي الصحراوية وجعلها قابلة للزراعة.

واستخدم الطلاب في تطوير «قاهر الصحراء» تقنيات من ثلاث شركات رائدة في مجال الروبوتات، حيث اعتمدوا على شركة «فيكس» لتحريك الأجزاء المتحركة، وشركة «آردوينو» لبرمجة نظام الحساسات، بينما استعانوا بتقنيات شركة «ليغو» لبناء الجسور والهياكل الداعمة في الابتكار، ما منح التصميم قوة وكفاءة في ظروف البيئة الصحراوية.

وذكر الطالب حمد الهاشمي أن الابتكار يتضمن مجموعة من الأجهزة المدعومة بالطاقة الشمسية التي تعمل عبر حساسات دقيقة، إذ يتميز «قاهر الصحراء» بقدرته على قياس درجة حرارة النباتات والبيئة المحيطة بها، وكذلك رصد مستويات الرطوبة في التربة، كما يقوم بتوفير المياه للنباتات تلقائياً عند الحاجة، ما يسهم في الحفاظ على نموها واستدامتها.

وأضاف الهاشمي أن «قاهر الصحراء» سيقوم بعملية الزراعة بشكل دقيق وحرفي، بما يوازي عمل المهندس الزراعي.

من جهة أخرى، قال الطالب محمد سليمان إنه وزملاءه، البالغ عددهم 12 طالباً، نفذوا المشروع المبتكر «سدّ مستقل ينظم المياه ويولد الطاقة» الذي سيحلّ مشكلات غمر المنازل بمياه الأمطار في حالات الكوارث الطبيعية، موضحاً أن الطلبة عملوا على هذا المشروع لحماية مدينتهم من الأضرار الناتجة عن الأمطار الغزيرة، حيث جمع هذا الابتكار بين الاستدامة والتقنيات الحديثة، لتحقيق إدارة أفضل للموارد المائية وتوليد الطاقة النظيفة.

وذكر محمد أن الابتكار يعتمد على حساسات مزودة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على مراقبة مستوى المياه وتوقّع الارتفاعات، ما يسمح بفتح بوابات السد قبل أن تفيض بشكل آمن دون أن تتفاقم الأوضاع مسببة غمر المنازل وإغلاق الشوارع.

إلى ذلك، ابتكرت الطالبات: نور علي اليماحي، وعائشة عبدالله الشامسي، والريان طارق، وماريا عبدالجليل، ونورة علي، وهند علي، تطبيق «جوي كام – كاميرا السعادة»، الذي يقيس مستوى مشاعر الطلبة أثناء الحصة الدراسية، ما يمكّن المعلمين من معرفة مستوى سعادة الطلبة، واكتشاف ما إذا كانوا يمرون بمشكلات مثل التنمر أو ضغوط عائلية.

وذكرت نور علي اليماحي أن الابتكار يهدف إلى مساعدة المعلمين على التدخل الفوري وحل المشكلات بطرق سليمة، ما يسهم في خلق بيئة مدرسية إيجابية.

وأضافت: «سيكون هذا الابتكار للمتنمرين بالمرصاد، ولن يسمح للضحية بأن يكون حزيناً دون أن يلحظ عليه أحد»، مؤكدة أن التطبيق سيتيح للمعلمين متابعة مشاعر الطلبة، ما يسهم في التعرف إلى حالات الضغوط النفسية، وتقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب.

وبيّنت طريقة عمل التطبيق «جوي كام – كاميرا السعادة»، المتصل بكاميرا عالية الجودة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث تقرأ وجوه الطلبة وتحلّل تعابيرهم لتحديد مستوى مشاعرهم، وبمجرد أن يراجع المعلم التطبيق، يمكنه متابعة مشاعر الطلبة مباشرة خلال الحصة الدراسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version