على امتداد حديقة وادي أصفني في رأس الخيمة، بدا المشهد، أول من أمس، أقرب إلى ورشة اجتماعية حيّة، تتجاور فيها مشاريع إماراتية محلية تجاوز عمر بعضها ثلاثة عقود، ضمن مبادرة «وصلناكم»، التي ينفذها مركز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الإمارة، للوصول إلى فئات المجتمع في مواقعهم، وتعزيز دور الأسر الإماراتية المنتجة.
وحضرت أسر تعرض منتجاتها، لتقدّم نموذجاً لاقتصاد منزلي نشأ من الشغف، وتطور مع الوقت ليصبح مصدر دخل ثابتاً وركناً من أركان الهوية الإماراتية.
وقالت شيماء الشحي، وهي صاحبة مشروع «روح البنفسج» الذي يقدّم مأكولات متنوعة منذ أكثر من 10 سنوات، إن مشروعها بدأ مصادفة، حين أعدّت «تمرية» لصديقة لها، فأعجبت بها، وبدأت في نقل تجربتها للآخرين، لتتحول الوصفة إلى باب رزق فتح أمامها طريقاً لم تكن تخطط له.
وتضيف الشحي، التي تدير المشروع بمساعدة رقية الحمادي، أن شغفها بالعمل هو ما حافظ على استمرارها طوال هذه السنوات.
وترى شيماء أن دعم الدولة للمواطن والمبادرات المجتمعية، ودعم الدائرة الاقتصادية للرخص المنزلية، أسهمت في تعزيز انتشار مشاريع الأسر المنتجة.
وقالت: «السعي للرزق ليس عيباً، وعمل الأم أو الزوجة لدعم أسرتها، شرف واجتهاد يعكسان روح المسؤولية، وطموحي أن أرى كل مواطن ومواطنة على أرض الإمارات يعملون ويسهمون في بناء الوطن».
أما فوزية علي، صاحبة مشروع «الأرجواني للمأكولات الشعبية»، فترى في مشروعها الممتد منذ 29 عاماً وسيلة للحفاظ على المأكولات الإماراتية من الاندثار، وتقول: «أحافظ على الموروث، حتى لا تختفي الأكلات القديمة عن الجيل الجديد».
وتوضح أنها تعمل على تجهيز وجبات الفطور والغداء والعشاء، وتحرص على أن تكون موجودة في الأزمات والطوارئ، كما حدث خلال أمطار 2023، حيث «قدمت الوجبات في معظم المواقع التي احتاجت دعماً غذائياً»، لافتة إلى أن تأسيس مشروعات مشابهة يحتاج إلى «رأس مال وأيدٍ عاملة ودعم حكومي أكبر لعمل بوفيهات موسعة».
وقدمت (أم كلثوم) مشروع «خيوط»، الذي يعرض منتجات وخامات يدوية مثل المخاوير، وهي تؤكد أن وجود الأسر المنتجة في المبادرة وفر لها مساحة لعرض منتجاتها أمام الجمهور في بيئة مجتمعية مشجعة، مؤكدة أهمية «الدعم الكبير من الهلال الأحمر في التنظيم وإتاحة الفرصة للانتشار».
من جانبه، أكد مدير مركز الهلال الأحمر في رأس الخيمة، راشد محمد الكعبي، أن المبادرة تهدف إلى الوصول لجميع فئات المجتمع، أينما كانت، موضحاً أن البرامج تشمل الأسر المتعففة، وكبار السن، والأطفال، مع تقديم فحوص طبية، وأجهزة قياس السكر والضغط، وحقائب إسعافات أولية ومعدات للسلامة.
وتابع أن المبادرة «أبرزت دور المرأة الإماراتية ومشاريع الأسر المنتجة»، لافتاً إلى زيارة نحو 250 أسرة في المنطقة والمناطق المحيطة خلال الفترة الماضية.

