رصد تقرير مستقبل الشباب الإماراتي من منظور واضعي السياسات وأرباب العمل والشباب، 10 معوقات تحول دون تحقيق الشباب الإماراتي أقصى إمكاناتهم المهنية بسوق العمل الإماراتية في الوقت الحالي، بينما أكدت جامعات إماراتية عملها على تهيئة الطلبة للتكيف مع متغيرات سوق العمل.
وتفصيلاً، أظهر التقرير الصادر عن مجموعة الفطيم، بالتعاون مع «مجموعة G42»، والجامعة الأميركية في دبي، وشركة «كي بي إم جي الشرق الأوسط»، أنه على الرغم من التفاؤل الكبير، يواجه الشباب الإماراتي تحديات كبيرة في المهارات العملية، والوعي المهني، والتعرّض المبكر لسوق العمل، ما يؤدي إلى حدوث فجوة بين تعليمهم الأكاديمي وجاهزيتهم لسوق العمل.
المعوقات
وشملت المعوقات التي حدّدها التقرير – بناء على استطلاع وطني شمل أكثر من 500 شاب إماراتي – المنافسة الشديدة على وظائف المستوى المبتدئ بنسبة 33%، وتحديات تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية بنسبة 29%، ومحدودية الاطلاع على المسارات المهنية المتنوعة بنسبة 28%، والافتقار إلى الخبرة أو المهارات العملية بنسبة 28%، ومحدودية الوظائف المناسبة بنسبة 25%، ومحدودية الوصول إلى برامج التدريب 23%، وعدم وضوح مسارات التقدّم الوظيفي 23%، وعدم التوافق بين المهارات الأكاديمية والمتطلبات القطاعية 21%، والافتقار إلى الإرشاد المهني 21%، إضافة إلى تأثير التصورات التقليدية في التوجهات المهنية بنسبة 19%.
التقنيات الناشئة
وأشار التقرير إلى وجود اهتمام كبير من الشباب بالتقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، حيث عبر 62% منهم عن تفاؤلهم بتأثير الذكاء الاصطناعي في مستقبل القوى العاملة في دولة الإمارات، غير أن نسبة لا تتجاوز 33% منهم فقط تُدرك أهمية محو الأمية في مجال البيانات لتحقيق النجاح، ما يظهر فجوة وعي مقلقة بين الحماسة للتكنولوجيا ومتطلبات المهارات العملية، لافتاً إلى أن التفاوت الكبير بين الإعداد الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، أدى إلى زيادة الطلب على التعلم التجريبي، حيث تُُظهر نتائج الاستطلاع أن 30% من الشباب يُعطون الأولوية للتدريب الداخلي والإرشاد المهني كأهم احتياجاتهم التنموية، يليهما تحسين الوصول إلى معلومات حول سوق العمل بنسبة 29%، ثم التدريب المهني المعزز بالنسبة ذاتها.
المهارات الشخصية
وأظهر التقرير رغبة الشباب في فهم المهارات التي تلقى تقديراً فعلياً من أصحاب العمل، وطبيعة مسارات التطور المهني، وكيف يمكن تحويل الخيارات التعليمية إلى فرص مهنية، كما لفت إلى أنه يجب على الشباب تطوير مهارات شخصية أساسية كالذكاء العاطفي، والتواصل الفعّّال، والتواضع، باعتبارها مهارات أساسية تُعزّز قيمة أدوارهم الوظيفية.
التدريب العملي
وفي المقابل، أكد مسؤولون في جامعات إماراتية، في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، حرص جامعاتهم على رصد متطلبات سوق العمل الحالية وعلى استشراف احتياجاتها المستقبلية، لمواءمة المناهج وبرامج التدريب، لإعداد أجيال قادرة على مواجهة تغيرات سوق العمل.
متطلبات المستقبل
أكد رئيس جامعة خليفة، البروفيسور إبراهيم الحجري، أن جامعة خليفة ملتزمة بتخريج كوادر بشرية قادرة على التكيف مع متطلبات المستقبل، والإسهام في خلق المعرفة والوظائف الجديدة، وليس فقط شغل الوظائف الحالية، من خلال المراجعة المستمرة لمناهجها وتبنيها أحدث أساليب التعليم المبتكر.
وأضاف: «تحرص الجامعة على تطوير مناهج دراسية مرنة ومتجدّدة تواكب المتغيرات السريعة في مختلف القطاعات، وإشراك أصحاب العمل والخبراء الصناعيين في عملية تطوير البرامج الأكاديمية، لتزويد الطلبة بخبرات واقعية ومهارات عملية تحتاج إليها القطاعات الناشئة، كما توفر الجامعة أيضاً فرص التدريب المهني الداخلي والخارجي لطلبتها في مؤسسات رائدة، ما يمنحهم التعرّف المبكر إلى بيئات العمل المتقدمة، ويُعزز جاهزيتهم للتعامل مع مختلف التقنيات والوظائف».
مواءمة أكاديمية
وقال مدير جامعة الإمارات بالإنابة، الدكتور أحمد مراد: «إننا حريصون على مواءمة برامجنا الأكاديمية بناء على متطلبات الصناعة، بما في ذلك الأتمتة، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والتوائم الرقمية، والتصنيع الذكي»، وأكد مراد لـ«الإمارات اليوم» أن «الجامعة تدمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبلوك تشين وتحليلات البيانات الضخمة في برامجها الأكاديمية، لضمان إعداد الطلبة للتحديات العالمية المعقدة والمتطورة».
التعليم متعدد التخصصات
كما أكد مدير جامعة أبوظبي، البروفيسور غسان عواد، أن جامعة أبوظبي تعمل على تهيئة الطلبة لسوق العمل، عبر التركيز على المهارات بدلاً من المسميات الوظيفية، والتعليم متعدد التخصصات والقدرة على التكيف، والتعلم التجريبي والتطبيق العملي، إضافة إلى تبنّي فكر ريادي وابتكاري قائم على التكنولوجيا، إضافة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي مع الصناعة، عبر تطوير مناهج دراسية بالشراكة مع الشركات، وتنفيذ مشروعات واقعية بالتعاون مع جهات العمل، وإطلاق برامج إرشاد مهني للطلبة مع خبراء من القطاع الصناعي.
من جانبه، أوضح مدير ضمان الجودة الأكاديمية والاعتماد الأكاديمي، الدكتور هشام جمعة، أن الجامعة الأميركية في الشارقة، تعمل على تمكين طلبتها من أدوات المستقبل، من خلال اعتماد نهج استباقي في إعدادهم لسوق العمل المستقبلية، لإدراكها أن التميز يتطلب أكثر من المعرفة الأكاديمية، ويستدعي امتلاك القدرة على التكيف المستمر، واكتساب المهارات المتجددة التي يفرضها الاقتصاد الرقمي والمعرفي.
وقال: «تعمل الجامعة على تمكين طلبتها من خلال تحديث المناهج، وتصميم برامج متعددة التخصصات، وضمان مواءمة مخرجات التعليم مع تطلعات السوق واحتياجاتها المتغيرة، عبر بناء شراكات استراتيجية مع قطاعات الأعمال والصناعة، والاستثمار في التدريب العملي، والبحث التطبيقي، لسد الفجوة بين التعلم النظري والتطبيقي، وصقل المهارات المهنية لضمان جاهزية الطلبة لسوق العمل، إضافة إلى ترسيخ مفهوم التعلم مدى الحياة، بما يُعزّز جاهزية الطلبة لمواصلة تطوير مهاراتهم ومواكبة المستجدات في مختلف الميادين».

