اختتم مهرجان «بين الغاف»، الذي أقيم برعاية صندوق الفرجان، ونظمته مؤسسة فرجان دبي، بالتعاون مع بلدية دبي، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر (أوقاف دبي)، فعالياته، التي استمرت خلال الفترة من 8 إلى 22 فبراير الجاري، في حديقة وغابات مشرف الوطنية في دبي.
وشهد المهرجان حضوراً جماهيرياً تجاوز 134 ألف زائر، إذ استحوذت فعالياته على اهتمام الزوار من مختلف الفئات العمرية، والذين جاؤوا للاستمتاع بالفعاليات والأنشطة المتنوعة، التي تجمع بين الفنون الشعبية والموسيقى والرسم والتصوير والألعاب الشعبية، وتحديات الطبخ، إلى جانب المشاريع المنزلية، التي تجمع بين أصالة الماضي وجمال الحاضر، وتشكيلة واسعة من المطاعم والمقاهي، التي تلبي كافة الأذواق.
ماضِ وحاضر
وقالت علياء الشملان، مؤسس ومدير عام «فرجان دبي»: «تؤكد الزيادة الكبيرة في عدد حضور مهرجان «بين الغاف» لعام 2024، والذي تجاوز الـ134 ألف زائر، بالمقارنة مع أكثر من 25 ألف زائر لنسخة 2023 النجاح الكبير، الذي حققه المهرجان، الأمر الذي يؤكد حرص أبناء فرجان دبي على المشاركة في الفعاليات التي تربط بين الماضي والحاضر».
وأضافت: «شهدت النسخة الثانية من المهرجان تنوعاً في الفعاليات، التي تلبي أذواق كافة أفراد الأسرة، ما أسهم في تحقيق أهداف المهرجان الساعي إلى تعزيز الترابط وتنمية مواهب أبناء الفرجان المختلفة في دبي، وصقل مواهب الأطفال والشباب، حيث شهدت النسخة الثانية من المهرجان مشاركة أكثر من 150 موهبة مختلفة».
أفكار مبتكرة
من جهته، أكد راشد الهاجري، مدير مشروع «صندوق الفرجان»، أن النسخة الثانية من المهرجان نجحت في تعزيز نهج ريادة الأعمال بين أبناء فرجان دبي، عبر أكثر من 45 مشروعاً منزلياً ومطعماً ومقهى، حيث استعرض المهرجان مشاريع تتبنى أفكاراً مبتكرة، لاقت تفاعلاً وإقبالاً من الحضور، الذين حرصوا على التعرف على هذه المنتجات واقتنائها، مشيراً إلى أن هذا الأمر يسهم في تحقيق أجندة صندوق الفرجان، راعي المهرجان، والهادفة إلى تمويل المشاريع الاجتماعية في الأحياء والفرجان السكنية، وبما ينعكس على تعزيز جودة حياة المواطنين، وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.
وأكد أن «صندوق الفرجان» سيواصل تطوير آليات العمل، وتشجيع أبناء فرجان دبي على طرح المقترحات والأفكار المبتكرة، والمبادرات الهادفة إلى ترسيخ التلاحم المجتمعي بين أفراد أحياء وفرجان دبي.
مشاريع منزلية
وحظيت المشاريع المنزلية، التي شاركت في مهرجان «بين الغاف»، بإقبال واسع من زوار المهرجان، الذين فتح لهم الباب واسعاً، للانطلاق نحو المنافسة في عالم ريادة الأعمال، من خلال الفرص الكبيرة، التي وفرها المهرجان، الذي يعتبر نافذة مهمة، روجت لمنتجات وإبداعات هذه المشاريع، الأمر الذي سيساعدها على شق طريقها سريعاً نحو الأسواق المحلية.
وقدم مهرجان «بين الغاف» عدداً من الامتيازات لأصحاب المشاريع المنزلية، منها توفير كافة التسهيلات اللوجستية، التي يحتاجها أصحاب المشاريع، وتخصيص أكشاك بسعر رمزي لعرض منتجاتهم خلال أيام الحدث.
وشهدت منطقة أصحاب المشاريع مشاركة أكثر من 20 مشروعاً منزلياً، حيث استقطبت هذه المشاريع الجمهور، الذي جاء لاقتناء منتجات الصناعات اليدوية والحرف والفنون، لاسيما التقليدية منها، التي كان يمتهنها الآباء والأجداد بكل ما تمثله من إبداع إنساني، وتراث عريق لأبناء الوطن، إذ يعتبر المهرجان فرصة جيدة لأصحاب المشاريع المنزلية والناشئة، لتعزيز مبيعاتهم والوصول إلى جمهور أوسع، كما يعتبر المهرجان بيئة مثالية لازدهار هذه المشاريع، والاستفادة من الأعداد الكبيرة، التي تزور المهرجان.
وحرص المتطوعون في المهرجان، والذين بلغ عددهم 150 متطوعاً على تعريف الجمهور بفعاليات المهرجان، ونشر مفاهيم الاستدامة، والحفاظ على البيئة.
تراث أصيل
وشهدت منطقة الرسم الحي لفناني «الفرجان»، إقبالاً من زوار المهرجان من كافة الأعمار، والذين وجدوا في الفعالية فرصة لإشباع فضولهم الفني والبصري، والتعرف عن قرب إلى الآلية، التي يتحول عبرها الخيال إلى عمل فني، وتحول المواد الخام من قماش وألوان إلى لوحة مليئة بالمفردات الفنية القابلة للقراءة، كما حرص عدد من الزوار على مشاركة الفنانين إنجاز أعمالهم الفنية.
وتنوعت الأعمال الفنية، التي قدمها فنانو «الفرجان» بين لوحات تستلهم جمال مفردات التراث الإماراتي الأصيل، وبين لوحات لصور بورتريه، تمثل قيادات الدولة، حيث أظهر الفنانون المشاركون حرفية ومهارة عالية في تقديم لوحات فريدة ومبتكرة، أظهرت إبداعاتهم ومهاراتهم.
والتف زوار المهرجان حول المسرح الرئيسي للمهرجان، الذي شهد عدداً من الفعاليات، التي قدمها مواهب من فرجان دبي في الغناء والموسيقى، حيث قدم المشاركون إيقاعات ومعزوفات موسيقية، عكست الموروث الشعبي لدولة الإمارات، وحصدت هذه الفعاليات تجاوب الجمهور.
وتفاعل زوار المهرجان وخاصة الأطفال مع العروض، التي حفل بها المهرجان، والتي رسمت ملامح البهجة والسعادة على أوجه الزائرين.
عروض شعبية
واستحوذت العروض الشعبية الإماراتية على اهتمام وتفاعل الجمهور، الذي جذبته الفرق الشعبية الإماراتية، التي تقدم عروضها ورقصاتها الشهيرة وسط أجواء احتفالية مليئة بالبهجة، ومعايشة مظاهر تجسد ماضي الآباء والأجداد، حيث كان لفرق العيالة والحربية والرزفة بعروضها الشيقة حضور كبير، وحصد تفاعل الجمهور، الذي أخذ في محاكاة رقصات الفرق، وترديد القصائد التي تعكس الحياة قديماً.
واكتظت منطقة الأطفال الترفيهية بالزوار للاستمتاع والمشاركة في الأجواء الاحتفالية المختلفة وتجربة الألعاب المتنوعة، التي تناسب كافة الفئات العمرية، بالإضافة إلى العروض الفنية والمسابقات التراثية، التي استهدفت تعزيز الانتماء والولاء للوطن، وتنمية المهارات الشخصية لدى الأطفال.
واستقطب قسم ركوب الخيل الأطفال وأسرهم، حيث بات مربط الخيل مقصداً لهم، ومحطة للفرجة، والوقوف والتجربة، إذ أتاحت اللجنة المنظمة للمهرجان للأطفال تجربة ركوب الخيل، وتعلم كيفية التعامل معها، بهدف تحسين لياقتهم البدنية، وتعزيز ثقتهم بالنفس وتدريبهم على تحمل المسؤولية.
واستحوذت حديقة الحيوانات الصغيرة على اهتمام الجمهور، حيث سعى المهرجان إلى تعريف الجمهور بالحيوانات، وطرق الحفاظ عليها والتعامل معها، وتحقيق حالة من التواصل بين الجمهور والحياة البرية، بما تضمه من كائنات متنوعة.
تنمية قدرات
واحتضن مهرجان «بين الغاف»، العديد من المسابقات والألعاب الشعبية الإماراتية، التي تستهوي الكبار والصغار بصفة خاصة، حيث تعمل هذه المسابقات على تنمية قدراتهم الذهنية والحركية، وإكسابهم روح التعاون والألفة، وزيادة اللياقة البدنية.
وشهدت الورش الموجهة للأطفال، التي لم تخلُ من أجواء المغامرة والمنافسة، مشاركة جيدة من قبل الصغار، حيث يسعى المهرجان إلى تنمية مواهب وقدرات الأطفال، عبر مجموعة من الإرشادات العملية، التي تتراوح تخصصاتها ما بين الورش الفنية، والطبخ، والرياضة والموسيقى، والتكنولوجيا، إلى جانب الورش الحرفية، حيث تعتبر هذه الورش فرصة جيدة لقضاء وقت ممتع، يجمع ما بين اللعب واكتساب المهارات، التي تنمي مواهبهم وهواياتهم المختلفة.
وقدم مهرجان «بين الغاف» في نسخته الثانية، حلولاً بديلة للأسر الراغبة في جلسة لا تخلو من الخصوصية، حيث جُهزت جلسات عائلية داخل أرض المهرجان للاستمتاع بمشاهدة فعالياته، إذ تتخذ العائلات من هذه الجلسات موقعاً لراحتها وتناول القهوة، وبعض الأكلات الشعبية، الأمر الذي يسهم في تمكين أسر أكثر ترابطاً.
وشهدت المسابقات، التي حفل بها مهرجان «بين الغاف»، مشاركة واسعة من كافة فئات الجمهور، بداية من مسابقة تحدي الطبخ مع عبد الله إسماعيل، وعبير اللوز، مروراً بمسابقة التصوير مع علا اللوز لأجمل صورة فنية في المهرجان، وانتهاء بالمسابقات اليومية للجمهور، والمقدمة من قبل علياء بوجسيم، وفريق بصمة زايد التطوعي.
كما لاقت فقرة الفنان الإماراتي خالد محمد إقبالاً من الجمهور الباحث عن توليفة متنوعة من الأغاني، التي تتميز بالألحان التراثية والكلمات الشعبية الإماراتية، التي تطرب المستمعين.
تفاعل كبير
وشهدت منصة طلب الأغاني، التي تعيد جمهور المهرجان إلى زمن شرائط الكاسيت الغنائية التقليدية، تفاعلاً من الجمهور الحريص على الاستمتاع بتراث الغناء الإماراتي والخليجي القديم، الذي تعود إصداراته إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث تأخذ المنصة الحضور وأصحاب الذوق الغنائي الطربي القديم في رحلة على جناح الأصالة، لتستحضر كنوز نخبة من أبرز عمالقة الفن الإماراتي والخليجي.
وحظيت منطقة المطاعم والمقاهي بإقبال من جمهور المهرجان الراغب في تذوق نكهات من المطبخ الشعبي الإماراتي، حيث اكتظت طاولات المطاعم والمقاهي، والتي جرى تصميمها بأريحية بالزوار الراغبين في الاستمتاع بأشهى الأطباق المحلية.
وقدمت المنطقة قائمة منتقاة من المأكولات، واستقبلت هذه المساحة الإبداعية عشاق الطعام، للاستمتاع بجولة بين مطاعمها لتذوق تشكيلة واسعة من المأكولات الشهية، حيث شارك في المهرجان أكثر من 25 مطعماً ومقهى، وفرت أشهى المأكولات والمشروبات المحلية، ضمن مساحات عصرية ومريحة للجلوس، ما يعزز من أجواء المتعة والاسترخاء.
وقدم مهرجان «بين الغاف» في نسخته الثانية للحضور فرصة الاستمتاع بمجموعة واسعة من خيارات المشروبات في منطقة المطاعم والمقاهي، إلى جانب تجربة تناول الطعام والمشروبات في بيئة حيوية فريدة من نوعها، توفر للزوار خيارات كثيرة طوال فترة المهرجان.
شخصيات متفردة
وتوافد زوار مهرجان «بين الغاف» على معرض المواهب، الذي استعرض صوراً وإنجازات شخصيات متفردة في مختلف المجالات من أبناء «فرجان دبي»، حيث استهدف المعرض تحفيز وتشجيع أنباء الأحياء على مواصلة الإبداع، ومساعدتهم على اكتشاف قدرات الأبناء، وتعزيز الوعي الأسري بأهمية إظهار التقدير للأبناء، ودور ذلك في بناء شخصيات تحظى بالثقة بالنفس.
يذكر أن مهرجان «بين الغاف» يلبي مستهدفات «أجندة دبي الاجتماعية 33»، الساعية إلى تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً، وضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي للإماراتيين، وتمكين المنظومة الاجتماعية الأكثر فعالية واستباقية في الرعاية والتمكين، عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة، التي تستهدف رفاه وسعادة المواطنين داخل «فرجان دبي».