ارتفعت صادرات أبوظبي غير النفطية إلى بولندا بنسبة 253% في عام 2023، ما يعكس نجاح الجهود التي تبذلها دائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي لتعميق العلاقات بين أبوظبي وبولندا.
جاء الإعلان عن هذا خلال الدورة الثانية من منتدى أعمال أبوظبي وبولندا الذي عقدت جلساته في منطقة سيليزيا ببولندا بمشاركة كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال من عدة قطاعات، وسلّط الضوء على الخطوات التي تم تحقيقها حتى الآن والفرص المستقبلية الواعدة، مدعومة بالعلاقات الوثيقة بين أبوظبي وبولندا.
حضر فعاليات المنتدى سعادة جاكوب تشيلستوفسكي، حاكم منطقة سيليزيا، وسعادة جاكوب سلاويك، سفير بولندا لدى دولة الإمارات، وسعادة محمد أحمد الحربي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية بولندا.
وترأس راشد عبدالكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي، وفد الإمارة الاقتصادي إلى المنتدى الذي ضم عدداً من كبار المسؤولين والتنفيذيين من مختلف الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والطاقة والصناعة والتقنية والأغذية والمشروبات والتقنيات الزراعية.
تناولت جلسات منتدى أعمال أبوظبي وبولندا سبل تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، من بينها الطاقة المتجددة والتقنيات والرعاية الصحية والبنية التحتية، حيث تم استعراض العديد من الفرص المتاحة في هذه المجالات، والتأكيد على اتساع أفق وإمكانات التعاون المتعددة بين أبوظبي وبولندا.
وقدم المنتدى فرصة للاطلاع على الرؤى والبرامج التي تقدمها أبوظبي لتسهيل التجارة والفرص في القطاع الصناعي، حيث تم تسليط الضوء على برامج وحوافز استراتيجية أبوظبي الصناعية لجذب المستثمرين والمصنّعين، وقدم المنتدى للمشاركين فرصة للحصول على فهم المشهد الصناعي في أبوظبي واستكشاف سبل الاستثمار والارتقاء بالشراكة.
وفي كلمته في افتتاح منتدى أعمال أبوظبي وبولندا، قال راشد عبدالكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي: «يمثل هذا المنتدى خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط بين أبوظبي وبولندا. نحن لا نهدف من هذا التعاون إلى الارتقاء بمستوى الرؤية المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل نستهدف وضع مسار واضح نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، بما يعزز النمو الاقتصادي للجانبين. وفي هذا الإطار، نعمل على وضع الأسس المتينة لتعاون مثمر على الأمد الطويل».
خلال العام الماضي، أبرمت أبوظبي اتفاقية تعاون مع منطقة سيليزيا البولندية لتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والصناعية والتقنية والتجارية.
من جانبه أكد أحمد خليفة القبيسي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أن مشاركة غرفة أبوظبي للعام الثاني على التوالي في منتدى الأعمال الثاني أبوظبي-بولندا تؤكد حرص الغرفة على تعزيز جهود البلدين الصديقين والمضي بعلاقاتهما الثنائية نحو نمو اقتصادي مستدام ومزدهر، مشيراً إلى أن المنتدى يعد منصة فعّالة للتواصل وتبادل الخبرات وبناء العلاقات المباشرة بين شركات القطاع الخاص العالمية.
وأوضح القبيسي أن غرفة أبوظبي ستقوم خلال مشاركتها في فعاليات المنتدى بعقد العديد من الاجتماعات التجارية مع كبار المسؤولين ورجال الأعمال في بولندا، إلى جانب لقاءات الأعمال التي ستحظى بها مجموعة مؤسسات وشركات القطاع الخاص العديدة التي تشارك تحت مظلة غرفة أبوظبي.
وأشار إلى أن غرفة أبوظبي ستوقع اتفاقيتي تعاون جديدتين خلال مشاركتها في المنتدى، من شأنهما تعزيز أطر التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الشراكات، وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات الواعدة والحيوية.
وأضاف القبيسي: «بولندا من الدول الاقتصادية المهمة على خريطة التعاون الاقتصادي التي تسعى إليها غرفة أبوظبي، مشدداً على التزام الغرفة بتسخير كل الجهود وتقديم التسهيلات كافة اللازمة لرجال الأعمال ورواد الأعمال والمستثمرين البولنديين، وتسهيل وصول شركات القطاع الخاص المحلية إلى الأسواق البولندية والأوروبية، لا سيما وأن ذلك ينطلق من مهمة الغرفة المتمثلة في جعل أبوظبي الخيار الأول لممارسة الأعمال التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025».
من جانبه، قال سعادة الدكتور علي حسين مكي، المدير التنفيذي لقطاع الدعم اللوجستي وتسهيل التجارة بدائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي: «يأتي هذا المنتدى في وقت تشهد فيه العلاقات الإماراتية البولندية نمواً مضطرداً، كما يعد دليلاً على متانة العلاقات الثنائية والروابط الوثيقة بين أبوظبي وبولندا.
حيث تتسع فرص وآفاق التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، وهذا من ثمار علاقاتنا وشراكاتنا المتبادلة التي تقدم نموذجاً يحتذى لما يمكن تحقيقه من خلال التفاهم المتبادل والرؤى المشتركة».
وأضاف: «أطلقنا العديد من المبادرات لتيسير التجارة وضمان سهولة ممارسة الأعمال في أبوظبي، من بينها خفض التكاليف والمتطلبات وتبسيط الإجراءات، وتمكين التكامل في الخدمات الحكومية، حيث تستهدف هذه المبادرات تقديم عروض جذابة للشركات ورجال الأعمال، وهي الجهود التي بدأت تؤتي ثمارها، حيث نشهد اليوم ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الشركات الجديدة والاستثمارات.
ونوجه دعوتنا للمستثمرين وقادة الأعمال من كلا الجانبين للاستفادة من هذه المبادرات والعلاقات الوثيقة بين أبوظبي بولندا».
يرتكز التعاون الثنائي بين دولة الإمارات وبولندا على قاعدة راسخة، حيث تم توقيع أكثر من 20 اتفاقية تعكس الشراكة القوية بين البلدين. ويدعم منتدى أعمال أبوظبي وبولندا العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين، إذ يقدم منصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة. واختتمت فعاليات النسخة الثانية من منتدى أعمال أبوظبي وبولندا بالتأكيد على مواصلة وضع أسس شراكة أقوى بين الجانبين، وتمهيد الطريق نحو المزيد من فرص التعاون الاقتصادي.