كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، عما وصفه بـ”حوار صريح” أجراه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، مشيرا إلى تقديره كثيرا للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب في غزة.
لكن نتانياهو أضاف، في تصريحات، أنه أخبر بلينكن كذلك بأنه يعتبر أنه “من غير المعقول” أن تحجب الإدارة الأميركية خلال الأشهر القليلة الماضية، الأسلحة والذخائر عن إسرائيل، أقرب حلفاء واشنطن، بينما تقاتل حركة حماس من أجل حياتها، وتواجه إيران و”أعدائنا المشتركين الآخرين”.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أقدمت في خطوة نادرة على تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل في مايو الماضي بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مدينة رفح المكتظة بالسكان.
وحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد أكد بلينكن خلال لقائه نتانياهو أن الإدارة الأميركية “تعمل ليل نهار” لإزالة تلك العقبات.
وذكّر نتانياهو في بيانه بواقعة جرت خلال الحرب العالمية الثانية مشيرا إلى طلب رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت إرسال أسلحة (لمواجهة خطر ألمانيا النازية)، وتابع بقوله: “وأنا أقول (الآن)، أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير”.
وجاءت تعليقات نتانياهو بعد يوم من قراره، الاثنين، حل مجلس الحرب المؤلف من 6 أعضاء، الذي صدر بعد أسبوع من استقالة وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، وزميله المنتمي لتيار الوسط، غادي أيزينكوت.
ويشكل التعليق لشحنة الأسلحة، سابقة في تاريخ العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، إذ لم يسبق أن قامت إدارة أميركية بتعليق أو تأخير شحنات الأسلحة لإسرائيل، رغم وجود مزاعم بأن وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، تعمد تأخير “توريد الأسلحة لإسرائيل.. لأنه أراد أن تنزف إسرائيل بما يكفي لتيسير الطريق أمام دبلوماسية ما بعد الحرب” في عام 1973، وفق ما قال أدميرال متقاعد من البحرية الأميركي إلمو زوموالت، في تلك الفترة.
ونفى الدبلوماسي الأميركي الراحل، في مقابلة أجراها مع “القناة 12” الإسرائيلية، تأخير شحنات الأسلحة في حرب “أكتوبر” 1973، أو ما يسمى بـ”حرب يوم الغفران” عند إسرائيل، مؤكدا أن التأخير يرجع إلى “مشاكل لوجستية.. واعتقاد واشنطن حينها بأن إسرائيل كانت تنتصر بالفعل”، حسب ما نقل تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة “غير المسبوق” على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.