دائرة انتقام
يشير تقرير “بتسليم” إلى أن 60 معتقلا فلسطينيا قضوا بالسجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول- أي منذ عملية طوفان الأقصى- بينهم 36 معتقلا في سجن “سدي تيمان” جرّاء التعذيب الشديد، وهو الرقم المعلن من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وعلى سبيل المقارنة، قتل 9 سجناء خلال 20 عاما في سجن غوانتانامو الأميركي سيئ الصيت في خليج غوانتانامو بالساحل الجنوبي الشرقي لجمهورية كوبا، الذي افتتحته الولايات المتحدة عام 2002.
وصفت منظمة العفو الدولية مركز الاعتقال الأميركي الأشهر بكونه يجسد “همجية هذا العصر”، وبالمقارنة والقياس بات مركز اعتقال “سدي تيمان” الإسرائيلي جزءا أكبر من هذه الهمجية التي جسّدها سجن “غوانتانامو”، وكذلك معتقل “أبو غريب” في العراق.
وتؤكد المنظمة أن التعذيب الممنهج والعنف الجنسي ضد المعتقلين الفلسطينيين يعدان جرائم حرب، إذ تستخدم إسرائيل “قانون المقاتلين غير الشرعيين” أداة لاحتجاز الفلسطينيين تعسفيا إلى أجل غير مسمى من دون تهمة أو محاكمة، في انتهاك صريح للقانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان.
ووفق البيانات التي سمح جيش الاحتلال بنشرها، هناك نحو 700 أسير في سجن “سدي تيمان”، لكن تقديرات أخرى تشير إلى احتجاز أكثر من ألف معتقل هناك، وتحدثت تقارير حقوقية أيضا عن وجود آلاف المعتقلين.
وسواء في معتقل “سدي تيمان”- الأكثر وحشية- أو سجن كتسيعوت أو عوفر، تحولت السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى “مراكز للإساءة بسبب الرغبة في الانتقام” بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب افتتاحية صحيفة هآرتس (8 أغسطس/آب) التي تشير أيضا إلى أن “الأمر لم يكن أخطاء أو حوادث عرضية واستثنائية، بل إن التعذيب أصبح سياسة أثناء الحرب، وحتى قبل اندلاعها”.
وتشير التقارير إلى أنه بعد عملية “طوفان الأقصى” زات حدة الاعتقالات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وزادت أيضا وحشية عمليات التعذيب التي أسفرت عن استشهاد العشرات، وبات نظام السجون الإسرائيلي يعمل كمنشأة لإساءة معاملة السجناء، فالمعتقلات باتت عمليا ساحة حرب أخرى بنظر إسرائيل، وخصوصا اليمين المتطرف.
وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قد دعا إلى “إعدام المعتقلين الفلسطينيين عبر إطلاق النار على رؤوسهم، بدلًا من تقديم المزيد من الطعام إليهم”، وقد منح هذا التصريح العنصري الفج حراس السجن والجنود الضوء الأخضر لفعل ما يريدون بالسجناء، مع الإفلات من العقاب، وفق صحيفة هآرتس.
يعد تصريح بن غفير متماثلا مع ما قاله وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم 5 أغسطس/آب “إن موت مليوني فلسطيني في قطاع غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين”.