يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على مناطق متفرقة في لبنان، لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة صور، بينما أعلن حزب الله استهداف مناطق عدة وتجمعات عسكرية بمسيرات وصواريخ، فيما أعلنت إسرائيل مقتل 60 ضابطا وجنديا منذ التصعيد الأخير.
وقال الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق ثلاثين صاروخا في مناطق الجليلين الأعلى والغربي وخليج حيفا، مشيرا إلى اعتراضه لبعض تلك الصواريخ.
وأعلن حزب الله اليوم الجمعة استهداف قاعدة عسكرية شرق مدينة حيفا بـ”صواريخ نوعية”، و11 تجمعا لجنود إسرائيليين جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وأعلن الحزب أنه هاجم بسرب من المُسيرات الانقضاضية تجمعا للقوات الإسرائيلية في بلدة يارين جنوبي لبنان.
كما أعلن أنه استهدف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في ثكنة دوفيف وفي مستوطنات سعسع والمالكية والمنارة وعند أطراف بلدة كفركلا جنوبي لبنان.
وأضاف أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في مستوطنة زرعيت.
وبينما تتواصل الاشتباكات في محيط الخيام جنوبي لبنان، قال حزب الله إنه قصف تجمعات لجنود إسرائيليين 3 مرات شرقي المدينة بالصواريخ.
في السياق ذاته، قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الجمعة إن 5 مسعفين قُتلوا في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، وذكرت أن 3 مسعفين لقوا حتفهم وأصيب 3 آخرون في ضربة إسرائيلية على بلدة القطراني جنوبا.
وأضافت أن غارة إسرائيلية في وقت سابق على مركبة قتلت مسعفَين اثنين في بلدة دير قانون رأس العين بجنوب البلاد.
خسائر إسرائيلية
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 8 عسكريين خلال يوم في معارك جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 83 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان، 60 منهم قتلوا منذ التصعيد الأخير.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن 1018 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ بدء العملية البرية في جنوب لبنان.
وأصيب مصنع لحوم بمستوطنة نهاريا شمالي إسرائيل، بصاروخ أطلق من جنوب لبنان، الجمعة، تسبب في وقوع أضرار مادية كبيرة دون إصابات بشرية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مصدر في “نجمة داوود الحمراء” (مؤسسة الإسعاف الإسرائيلية) قوله إن “صاروخا أطلق من جنوب لبنان، أصاب مصنع (زوغلوبك) في نهاريا، وتسبب في أضرار كبيرة، دون وقوع إصابات بشرية”.
وتعتبر “زوغلوبك” من كبرى الشركات المصنعة للحوم في إسرائيل.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مناطق متفرقة في ضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفة أحياء عدة في منطقتي حارة حريك والحدث، مما تسبب بدمار واسع في المباني المستهدفة والأبنية المجاورة.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات على مناطق مختلفة في ضاحية بيروت الجنوبية، من بينها الحدث والغبيري.
وأظهرت صور التقطتها كاميرا الجزيرة إحدى الغارات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولفتت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن الغارات تسببت في “اندلاع حرائق ضخمة، وانهيار مبان، ودمار واسع النطاق في المحال والطرقات بمفترق طرق غاليري سمعان، ومنطقة الشياح، وحي بئر العبد بمنطقة حارة حريك”.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مدينة صور وبلدات في قضائها بينها البرج الشمالي.
واستهدفت الغارات بلدات معركة والناقورة وباتوليه وبيوت السياد ومنطقة المعشوق وتسببت بدمار كبير في المناطق المستهدفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي استهدف مقار قيادية وبنى تحتية استخباراتية ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في منطقة صور جنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن استهداف سلاح الجو شمل مواقع لوحدة عزيز التابعة لحزب الله، والتي تشكل منطقة صور مركز ثقل مهم لها، حسب تعبيره، ومؤكدا استهداف مواقع تطلق منها صواريخ تجاه إسرائيل.
وأفاد مراسل الجزيرة باستهداف غارات إسرائيلية بلدات حاروف وكفردجال وقعقعية الجسر جنوبي لبنان.
إصابة جنود “يونيفيل”
في سياق مواز، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) إصابة 4 من جنودها في إطلاق صاروخين على مقر ببلدة شمع جنوبي لبنان، قائلة: إنه من المرجح أن يكون الصاروخان أطلقا من قبل حزب الله أو مجموعات موالية له.
وحثت اليونيفيل “الأطراف المتحاربة على تفادي المواجهة في محيط مواقعنا”.
بدورها، أعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم الجمعة أن 4 جنود إيطاليين أصيبوا بجروح طفيفة خلال “هجوم” جديد على اليونيفيل.
وقالت ميلوني في بيان “بلغني بشديد الاستياء والقلق أن هجمات جديدة استهدفت المقر الإيطالي لقوة اليونيفيل في جنوب لبنان وأصابت جنودا إيطاليين”، واصفة هذه الهجمات بأنها “غير مقبولة”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 148 ألف فلسطيني، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3583 قتيلا و15 ألفا و244 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.