احتضن مسرح الجزيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، ندوة ووقفة تضامنية بمناسبة مرور عام على اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة وهي تقوم بعملها.

وحضر المناسبتين جمعٌ غفير من صحفيي شبكة الجزيرة الإعلامية والعاملين فيها، وانضم إليهم -عبر نافذة من رام الله- زملاؤها في مكتب رام الله في فلسطين.

وفي الندوة عبّر المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة الدكتور مصطفى سواق عن تصميم الجزيرة على الاستمرار في نهجها المعروف الذي اكتسبت به ثقة الناس عبر العالم وحوّلها إلى منارة للحقيقة، وقال إن “العمليات” ضد صحفيي الجزيرة مهما تنوعت، حتى لو وصلت للقتل، لن تثنيها عن عملها المهني.

واستعرض سواق التحديات التي واجهت الجزيرة منذ نشأتها، مركّزا بالذات على تحدي سلامة الصحفيين.

وأشار إلى ما يتعرض له صحفيو الجزيرة، والصحفيون عموما، من انتهاكات حقوقية، كالحرمان من التغطيات أحيانا، والمنع من دخول بعض البلدان وضربهم. وتبلغ تلك الانتهاكات ذروتها باغتيالهم.

وبشأن إفلات قتلة الصحفيين من العقاب، أشار إلى مقتل مراسل الجزيرة طارق أيوب في أبريل/نيسان 2003 على يد القوات الأميركية، التي لم يقف أي عنصر منها حتى الآن لمساءلته عن تلك الجريمة.

وبخصوص شيرين أبو عاقلة “آخر من اغتالتهم يد الغدر يد المراهنين على إخفاء الحقيقة”، فأشار إلى أنها أميركية، وأن إسرائيل لا تزال تعبث بقضيتها في ظل صمت الأميركيين وتقاعسهم عن الضغط لنيل عائلتها العدالة.

أما مدير الأخبار في قناة الجزيرة عاصف حيمدي فقال إن شرين كشفت الحقيقة في حياتها وفي مماتها، مشيرا إلى حادثة الاعتداء على نعشها ومشيعيها، ومشيدا بخصالها الحميدة و”التي لم تختلف يوما مع أحد، ولم يختلف عليها أحد”.

 

جانب من الوقفة التضامنية (الجزيرة)

قضية محورية
وأشار حميدي إلى أن الجزيرة لا تتناول مسألة شيرين بوصفها قصة إخبارية، بل بوصفها قضية محورية.

أما وليد العمري من مكتب فلسطين، محاطا بعائلة شيرين أبو عاقلة، فأعلن أن مدينة رام الله ستشهد اليوم الخميس وضع الحجر الأساس لمتحف شيرين أبو عاقلة بتمويل من الجزيرة على أرض تبرعت بها بلدية رام الله، على أن يتم افتتاحه في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهادها، أي في عام 2025. كما ستعلن اليوم جامعة بيرزيت عن 3 جوائز للتميز الصحفي باسم الزميلة شرين أبو عاقلة.

وبشأن مشاعر العائلة في هذا اليوم، قال أنطوان أبو عاقلة شقيق الراحلة شيرين إنه “يوم صعب على العائلة حيث تركت شيرين فراغا كبيرا، لكن وقوف الشارع العربي والفلسطيني بالذات والدولي كان له أثر كبير في صمودنا”.

وعبّر عن خيبة أمل العائلة في أنه بعد عام كامل من اغتيال شقيقته لم تتحقق العدالة نتيجة التهاون الغربي وخصوصا الأميركي في القضية، مما يثير الاستغراب حيث تحمل الراحلة الجنسية الأميركية.

أما مديرة “الجزيرة بلس” ديمة الخطيب، وهي صديقة للراحلة، فتحدثت عن جوانب مختلفة من حياة شرين التي تجمعها بها أشياء كثيرة، ووفق ما قالت فهما “فلسطينيتان، صحفيتان ولدتا في العام نفسه، والتحقتا بالجزيرة في العام ذاته”. وقالت إن شيرين كانت كلما ازدادت شهرة، ازدادت تواضعا.

وبشأن الجهود التي يقوم بها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان في متابعة القضية، قال مدير المركز سامي الحاج إنه منذ عام وهو “يعبئ الجهود ويقود المبادرات ويستنصر الأصدقاء والشركاء، من منظمات حقوقية وأخرى عاملة في مجال الحريات الصحفية”.

وقد أفلحت تلك الجهود، وفق الحاج، في أن أضحت قضية شيرين العادلة على جدول أعمال وأجندات تلك المنظمات والمؤسسات الدولية، وكان من نتائج ذلك طرح القضية -قبل أيام- أمام المؤتمر العالمي لليونسكو بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث عُرض فيلم “مقتل شيرين أبو عاقلة” أمام المؤتمرين. وقبل ذلك نجح المركز، نهاية مايو/أيار من العام الماضي، عبر شركائه في إقناع 34 منظمة حقوقية لإصدار بيان مشترك يدعو لإجراء تحقيق فوري ومستقل في مقتل الزميلة شيرين.

ووفق سامي الحاج، فقد كان من ثمار تلك الجهود -التي تضمنت عددا كبيرا من الندوات والورشات في أماكن مختلفة من العالم- أن خلقت الأجواء لنجاح شبكة الجزيرة في تقديم شكوى رسمية للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن اغتيال شيرين أبو عاقلة، فضلا عن تناول القضية أمام مجلس حقوق الإنسان، وفي تقارير عدد من المقررين الأمميين الخواص. كما تم تناول القضية في جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أواخر مايو/أيار من العام الماضي.

وجدد سامي -باسم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان- العهد لعائلة شيرين وزملائها في الجزيرة والعالم أجمع بأن يبقى المركز “وفيّا لقضيتها، دون كلل أو ملل، حتى تتحقق العدالة ويُقتص من القتلة المجرمين”.

كما أكد للزملاء الصحفيين العاملين في شبكة الجزيرة أن المركز لن يدخر أي جهد في سبيل القيام بمسؤولياته في مناصرتهم ومؤازرتهم عند الحاجة في أي وقت وفي كل الظروف.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version