دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة والفصائل العراقية المسلّحة إلى “عدم التدخل” في ما يحصل بسوريا، وذلك تزامنا مع سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدينتي حلب وحماة، ومناطق أخرى في الشمال السوري.
وشدّد الصدر في مؤتمر صحفي عقده بمدينة النجف جنوب بغداد على “ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والفصائل والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق”، وطالب الحكومة بمنع التدخل في الشأن السوري ومعاقبة كل من يخرق الأمن في العراق.
وقال إن “جماعته ما زالت على موقفها من عدم التدخل بالشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب السوري”.
من جهته اعتبر الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراقي أن الأحداث الراهنة في سوريا تجري “باتفاق مع الكيان الصهيوني ضد شعب سوريا ومحور الممانعة”.
اجتماع ثلاثي
يأتي ذلك فيما تستضيف بغداد اليوم الجمعة اجتماعا ثلاثيا بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيريه السوري والإيراني للبحث في التطورات بسوريا، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).
ويأتي اجتماع اليوم الجمعة بعد تقدم سريع حققه مقاتلو المعارضة السورية بدأ الأسبوع الماضي، بانتزاعهم السيطرة على مدينة حلب في شمال سوريا من الجيش السوري، ثم باستيلائهم على مدينة حماة الخميس.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن وزير الخارجية السوري بسام الصباغ وصل إلى بغداد مساء الخميس، وإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيصل اليوم الجمعة.
وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أكد في اتصال، مساء السبت، مع الرئيس السوري بشار الأسد أن “أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق ويؤثران في الأمن الإقليمي عموما”.
وأبلغ السوداني كذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بأن العراق “لن يقف متفرّجا على التداعيات الخطيرة” لما يحصل في البلد المجاور، الذي يتشارك معه حدودا يزيد طولها على 600 كيلومتر.
وفي وقت سابق الخميس، دعا القائد في إدارة العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أحمد الشرع، الملقب بالجولاني السوداني، إلى النأي بالعراق عن الحرب السورية، ومنع إرسال مقاتلين من الحشد الشعبي لمساندة القوات السورية.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الاثنين، إرسال مدرّعات لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا.
وما زال العراق يعاني صدمة جرّاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بين 2014 و2017 على حوالي ثلث مساحة أراضيه.