أعلنت المعارضة السورية المسلحة صباح اليوم الثلاثاء أنها وسعت عملياتها في مناطق بريف حماة وسط البلاد، وأضافت إلى نطاق سيطرتها نحو 12 قرية وبلدة ومدينة، بعد يوم من توسيع مكاسبها في حلب بسيطرتها على مطار ومدرسة عسكريين.

وقالت “إدارة العمليات العسكرية”، وهي غرفة قيادة تقود هجوم المعارضة المباغت “ردع العدوان” شمال غرب البلاد، إن مقاتلي المعارضة بسطوا سيطرتهم على مدن وبلدات حلفايا وصوران وطيبة الإمام بريف حماة الشمالي وقلعة المضيق بالريف الغربي، وذلك بعد مواجهات مع الجيش السوري والمجموعات العسكرية المدعومة من إيران.

وأفاد مراسل الجزيرة بريف إدلب أدهم أبو الحسام باندلاع اشتباكات وُصفت بالعنيفة من قبل إدارة العمليات العسكرية في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين بمحور الجبين وتل ملح والجلمة في ريف حماة الشمالي الغربي، في محاولة من قوات النظام لاستعادة البلدات التي سيطرت عليها قوات المعارضة ظهر أمس الاثنين، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية السورية والروسية.

وأكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة أنها قتلت أكثر من 50 عنصرا تابعين لقوات النظام في مواجهات بريفي حماة الشمالي والغربي، كما أسرت 5 آخرين.

من جهتها، نقلت وكالة “سانا” الرسمية عن مصدر عسكري في قوات النظام السوري أنها تمكنت من صد الهجوم الذي شنته جماعات وصفها “بالإرهابية”، وحررت بلدات وقرى واقعة على طريق محردة السقيلبية، وهي كرناز، وتل ملح، والجلمة، والجبين، وحيالين، والشيخ حديد بريف حماة.

وتواصل فصائل المعارضة خوض اشتباكات متقطعة مع القوات السورية على محور “معردس- طيبة الإمام” على بعد 12 كيلومترا من مدينة حماة وسط سوريا، كما تستمر في تجميع قواتها بمنطقة مورك، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول للأنباء.

رابع مطار عسكري

وبعد أن باتت مدينة حلب -ثاني كبرى المدن السورية- تحت سيطرة المعارضة لأول مرة، واصلت الفصائل هجماتها، وأعلنت أمس الاثنين السيطرة بشكل كامل على مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب، ومدرسة المشاة العسكرية في ريف حلب الشمالي.

وكانت المعارضة المسلحة سيطرت خلال هجومها المباغت على 3 مطارات عسكرية، وهي أبو الظهور، وكويرس، ومنغ، إضافة إلى مطار حلب الدولي وذلك قبل السيطرة على مطار النيرب المجاور له.

وقال مراسل الجزيرة من داخل مطار النيرب بعد سيطرة المعارضة عليه إن السيطرة على مطار النيرب وباقي المطارات العسكرية في ريف حلب أمّن أحياء مدينة حلب من قصف الطيران الحربي التابع للنظام المنطلق منها.

كما أعلنت عملية “فجر الحرية” التابعة للمعارضة خروج الدفعة الأخيرة من الوحدات الكردية من المناطق المحاصرة في مدينة حلب وريفها الشمالي ضمن اتفاق لخروجها إلى شرق نهر الفرات.

اشتباكات شرق سوريا

في سياق متصل، شنّت ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية هجوما على قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران في 7 قرى شرق نهر الفرات بمحافظة دير الزور شرقي البلاد، وفق مصادر محلية.

ونقلت وكالة الأناضول عن تلك المصادر قولها إن قوات سوريا الديمقراطية شنت هجومها في قرى مرّاط وهشام ومظلوم والطبية والحسينية والصالحية وحطلة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

من جانبها، قالت الوكالة السورية للأنباء إن وحدات من الجيش ومن وصفتها بـ”القوات الرديفة” تتصدى اليوم الثلاثاء لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.

وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يقوده الأكراد في شمال وشرق سوريا وقد عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، على نحو ربع مساحة سوريا، بما في ذلك حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أميركي.

المعارضة السورية سيطرت على طائرات مقاتلة وأسلحة ومعدات عسكرية خلفتها قوات النظام قبل انسحابها (الأناضول)

نداء أممي

من جانبه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إنه “مع تصاعد العنف في سوريا يموت المدنيون الأبرياء مرة أخرى ويتعرض الآلاف للنزوح”.

وأضاف -في منشور على منصة إكس- أن “الوضع في لبنان يبقى أيضا هشا.. المنطقة لا تستطيع أن تتحمل أزمة تلو الأخرى، والعاملون في المجال الإنساني يبذلون كل ما في وسعهم، لكن السلام مطلوب بشكل عاجل”.

في سياق متصل، أعلنت الأمم المتّحدة أمس الاثنين أن التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في شمال غرب سوريا أدّى إلى فرار ما يقارب من 50 ألف شخص، مشيرة إلى أن “وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يوميا من أرقام جديدة”.

وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأربعاء الماضي بدء ما سمتها “معركة ردع العدوان”، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية” لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.

وتأتي الاشتباكات في المنطقة بعد أشهر من هدوء نسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب الجيش السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020 عندما اتفقت روسيا -التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد- وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version