دوّت انفجارات في كييف ومناطق أوكرانية أخرى فجر اليوم الخميس، وقالت السلطات إن البلاد تعرضت لموجة جديدة من الهجمات الصاروخية وصفتها بغير المسبوقة في قوتها وتنوعها.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها أسقطت 29 صاروخ كروز من أصل 30 صاروخا أطلقتها القوات الروسية، كما أسقطت طائرتين مسيرتين هجوميتين من طراز “شاهد” إيرانية الصنع، ومسيرتين للاستطلاع.

وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني في بيان إن الصواريخ أطلقت من البر والبحر والجو في هجوم متزامن من اتجاهات مختلفة، وأشار إلى أن من بينها صاروخين من نوع إسكندر. ويعد هذا تاسع هجوم من نوعه على كييف منذ بداية مايو/أيار الجاري.

وقد أصدرت السلطات إنذارات من وقوع غارات جوية في أنحاء البلاد، وطالبت السكان بالاحتماء في ملاجئ آمنة، وفقا لما نشره الجيش الأوكراني عبر تليغرام.

وبعيدا عن العاصمة، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا شنت 15 هجوما صاروخيا على أوديسا وخيرسون وباخموت.

من جهته، أعلن حاكم مقاطعة خيرسون (جنوب) مقتل 4 مدنيين وإصابة آخرين جراء القصف الروسي على المقاطعة ومناطق على خط التماس بين القوات الأوكرانية والروسية.

وأشار إلى أن 500 قذيفة سقطت في مناطق مأهولة، وتسببت في تضرر خطوط الماء والكهرباء.

في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة العسكرية في أوديسا (جنوب) مقتل شخص وإصابة آخرين جراء الهجمات الصاروخية. وقالت إن القوات الروسية استهدفت منشأة صناعية في هذه المنطقة.

وقد ذكرت سلطات المقاطعة أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 8 صواريخ روسية أطلقت من البحر الأسود.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن القوات الروسية تحاول بهجماتها المكثفة على المناطق الجنوبية استنفاد الدفاعات الجوية واستكشاف الإمكانات الأوكرانية، خصوصا بعد تزويد الدول الغربية كييف بأنظمة دفاع جوي.

صاروخ كروز أسقطته الدفاعات الأوكرانية في كييف (رويترز)

اندلاع حريقين في كييف

وفي منطقة العاصمة، أدى الحطام المتساقط خلال الهجوم إلى اندلاع حريقين في النواحي الشرقية من كييف.

وقال رئيس الإدارة المدنية والعسكرية سيرغي بوبكو -عبر تطبيق تليغرام- إن مضادات الطائرات تتصدى للهجوم، مشيرا إلى “سقوط حطام في منطقة دارنيتسكي بالعاصمة” وأضاف: يجري التحقق من البيانات المتعلقة بالضحايا والأضرار.

ووصفت الإدارة العسكرية في كييف هذه الموجة من الهجمات بأنها “غير مسبوقة في قوتها وكثافتها وتنوعها”. وقالت “العدو نشر طائرات مسيرة في سماء العاصمة بعد قصفها بالصواريخ”.

من جهته، قال رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو إن حريقا اندلع في محل تجاري بمنطقة دارنيتسكي جراء سقوط الحطام، مشيرا أيضا إلى انفجار في منطقة ديسنيانسكي.

بدوره، أعلن الجيش الأوكراني أن منطقة فينييتسيا (وسط) تتعرض لهجمات بصواريخ كروز، مشيرا إلى أنه أطلق تحذيرات للسكان في سائر أنحاء البلاد من خطر تعرضهم لضربات جوية.

وكانت العاصمة قد تعرضت ليل الاثنين الماضي لما سمته السلطات “هجوما معقدا” من قبل سلاح الجو الروسي.

ووصفت أوكرانيا تلك الهجمة بالاستثنائية في كثافتها، مؤكدة أنها تلقت أقصى عدد من الصواريخ الهجومية في أقصر مدة زمنية، وأعلنت أن قواتها أسقطت 6 صواريخ روسية أسرع من الصوت من طراز كينجال.

معارك باخموت

وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مدفعيتها الثقيلة دمرت مجموعتين من القوات الأوكرانية بمدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

وأشار متحدث عسكري روسي أيضا إلى استهداف نقاط انتشار من وصفهم بالمرتزقة الأجانب وقوات العمليات الخاصة واللواء رقم 28 في منطقتي كراماتورسك وكونستانتي نوفكا بمقاطعة دونيتسك.

في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني أنه حقق مكاسب جديدة على أطراف باخموت، لكنه لم يحدد المدى الزمني الذي تحققت فيه هذه المكاسب.

وقال المتحدث باسم الجيش سيرغي شريفاتي في تصريحات بثها التلفزيون الأوكراني “رغم حقيقة أن وحداتنا لا تتمتع بميزة في العتاد والأفراد فإنها تواصل التقدم على الأطراف، وقطعت مسافة تتراوح بين 150 و1700 متر”.

توقف القطارات بالقرم

على صعيد آخر، توقفت حركة القطارات في شبه جزيرة القرم -التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا عام 2014- وسط أنباء عن وقوع انفجار.

وقال حاكم القرم سيرغي أكسيونوف إن حركة القطارات توقفت بين العاصمة سيمفيروبول ومدينة سيفاستوبول.

وأضاف -في بيان عبر تليغرام- أن قطارا محملا بالحبوب خرج عن مساره، لكن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات.

وأعلنت السلطات المحلية الموالية لروسيا أن جهاز أمن الدولة يحقق في أسباب خروج القطار عن مساره.

من جهة أخرى، قالت قناة “بازا” التي لها صلات بأجهزة الأمن الروسية -على تليغرام- إن انفجارا وقع في خط للسكك الحديدية بالقرم.

وتعليقا على الحادثة، قالت المخابرات الأوكرانية إن سكة الحديد “المستهدفة” بالقرم كانت “تغذي العدوان على أوكرانيا بالعتاد والذخيرة لقتل المدنيين والجنود الأوكرانيين”.

وأضافت المخابرات الأوكرانية أن المسار المستهدف لن يعمل بشكل جيد بعد الآن.

وخلال الأشهر الماضية، وقعت انفجارات وهجمات عدة في القرم التي تؤكد كييف أنها مصممة على استعادتها وبقية الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

ولم تعلن السلطات الأوكرانية رسميا مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن مخابراتها ألمحت إلى أنها تأتي في إطار استهداف القدرات العسكرية الروسية بالقرم.

مباحثات صينية أوكرانية

سياسيا، أعلنت الخارجية الصينية أن مبعوثها الخاص لشؤون أوروبا وآسيا لي هوي التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.

وقالت الوزارة الصينية -في بيان- إن بكين وكييف اتفقتا على ضرورة مواصلة الاحترام المتبادل والتعاون الذي يصب في مصلحة الجانبين.

وأضافت أن الصين “لعبت دوما دورا بنّاء في تخفيف وطأة الوضع الإنساني في أوكرانيا بطريقتها الخاصة، وستواصل تقديم المساعدة في حدود قدرتها”.

ويعدّ لي -الذي يتحدث الروسية بطلاقة- أرفع دبلوماسي صيني يزور أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وتأتي زيارته بعد 3 أسابيع من محادثة هاتفية بين زيلينسكي ونظيره الصيني شي جين بينغ.

وكانت الخارجية الأوكرانية قالت إن المبعوث الصيني أبلغ وزيرها دميترو كوليبا بالمبادئ التي تقوم عليها المبادرة الصينية لاستعادة السلام على أساس احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وسيزور لي روسيا وعددا من دول الاتحاد الأوروبي، بينها بولندا وفرنسا وألمانيا.

من ناحية أخرى، أعلن الكرملين اليوم أن وفدا من دول أفريقية -يتطلع لتقديم مبادرة لإنهاء الصراع في أوكرانيا- سيزور العاصمة الروسية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بلاده مستعدة للاستماع إلى “أي مقترحات” تساعد في حل الصراع.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version