قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن مسيّرات الكواد كابتر التي تسيطر عليها الفصائل في قطاع غزة تقلل من قدرة إسرائيل على جمع المعلومات، وإن مواصلة قصف محور نتساريم يؤكد أن المقاومة لا تزال موجودة.
وأضاف حنا -في تحليل للمشهد العسكري للقطاع- أن المسيرات التي نشرت كتائب القسام صورها اليوم الثلاثاء تعمل على جمع المعلومات قبل الدخول إلى البيوت، ويمكن قيامها بعمليات اغتيال.
ونشرت القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- صورا لعدد من مسيرات كواد كابتر الإسرائيلية، وقالت إنها سيطرت عليها في عدد من مناطق شرقي رفح في جنوب القطاع.
وتعمل هذه المسيّرات على ارتفاع منخفض للقيام ببعض المهام، وهو ما يسهل عملية السيطرة عليها، برأي حنا، الذي أشار إلى صعوبة إعادة استخدام هذه الطائرات بشكل عسكري من جانب المقاومة لأسباب تقنية.
لكن السيطرة على هذا العدد الكبير من المسيرات -برأي الخبير العسكري- يصيب إسرائيل بالعمى الاستخباري الذي يجعل قواتها عرضة لاستهداف المقاومة التي تعيش في المكان وتجيد استغلاله.
ويساعد إنزال هذه المسيرات على تأمين حركة المقاومة وجعل عملياتها أكثر سرية، كما يقول حنا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستخدم المسيرات والكلاب البوليسية لجمع المعلومات قبل الدخول للأماكن لتقليل خسائره البشرية.
لكن سيطرة المقاومة على عدد كبير من المسيرات تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كامل، حسب حنا.
المقاومة تؤكد أنها موجودة
وعن مواصلة قصف المقاومة لقوات الاحتلال الموجودة في محور نتساريم، أفاد حنا بأنها نوع من الضغط المتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، وإنها أيضا تأكيد على انتصار إسرائيل أو هزيمة المقاومة.
وفي وقت سابق اليوم، بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد من قصف مقاتليها، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى، تمركزات قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور “نتساريم” وموقع ملكة العسكري بصواريخ 107 وقذائف الهاون.
وقال حنا إن هذا القصف يريد إيصال رسالة مفادها: “أنا أقاتل إذن أنا موجود”، مشيرا إلى أن الصواريخ والقذائف المستخدمة في هذه العملية خفيفة، ويسهل حملها والتنقل بها من مكان لآخر.
ولفت حنا إلى أن وجود 4 ألوية في مساحة لا تتجاوز 15 كليومترا بشمال القطاع “يجعل بنك الأهداف كبيرا جدا أمام المقاومة، خصوصا في ظل عدم قدرة جيش الاحتلال على الدفع بالمدفعية في منطقة مدمرة بشكل كامل لتأمينها تقدم القوات فيها”.
وأشار إلى أن تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال، التي تقاتل منذ 3 أشهر في شمال القطاع، يعني فشل هذه القوة الكبيرة في القضاء على المقاومة التي تقاتل بمجموعات صغيرة لا تتجاوز 3 أفراد.
وشهد شمال القطاع العديد من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية، وذلك رغم الاجتياح الكبير الذي تعرضت له، الذي وصفته العديد من المنظمات بأنه عملية إبادة ممنهجة.
ونشرت المقاومة خلال الفترة الماضية مقاطع فيديو لعدد من عمليات القنص والأكمنة التي استهدفت آليات وجنود وأوقعت عددا كبيرا من القتلى من الجرحى.
ونفذ مقاتلو المقاومة خلال الشهر الماضي عمليات إجهاز على جنود إسرائيليين بالسلاح الأبيض من المسافة صفر، وهو تطور كان الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل 15 شهرا.
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. كما أعلن اليوم الثلاثاء عن مقتل جندي من لواء ناحال خلال العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة.