وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد إلى قاعدة فيلاكوبلاي الجوية (جنوب غرب باريس) في زيارة غير معلنة لفرنسا، وتأتي ضمن جولة أوروبية شملت إيطاليا وألمانيا حتى الآن.

وبعد أن استقبلته رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، التقى زيلينسكي بعد وصوله مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عشاء عمل تخلله بحث “الحاجات الملحة لأوكرانيا على الصعيدين العسكري والفرنسي”، وفق ما أعلنته الرئاسة الفرنسية.

وعقب العشاء، قال بيان مشترك إن فرنسا “ستقوم في الأسابيع المقبلة بتدريب العديد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز “إيه إم إكس-10آر سي” (AMX-10RC). وأضاف أن باريس تركز أيضا “جهودها على دعم قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية”.

وكتب زيلينسكي على تويتر لدى وصوله “مع كل زيارة، تزداد قدرات أوكرانيا الدفاعية والهجومية. تتعزز الصلات مع أوروبا ويتكثف الضغط على روسيا”.

وهذه الزيارة هي الثانية للرئيس الأوكراني منذ بداية الحرب الروسية العام الماضي، بعد اجتماعه مع ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز في العاصمة الفرنسية في فبراير/شباط الماضي.

وقبل وصوله إلى فرنسا، تسلم زيلينسكي في مدينة آخن الألمانية الأحد جائزة تكريما لإسهامه في تعزيز الوحدة الأوروبية.

ورأى عدد من قادة الاتحاد الأوروبي الذين شاركوا في آخن بتسليم الرئيس والشعب الأوكرانيين جائزة شارلمان العريقة أن أوكرانيا تقاتل من أجل حرية أوروبا وقيمها.

وكانت زيارة زيلينسكي لألمانيا هي الأولى منذ بدء الحرب الروسية على بلاده، وبدأها صباحا في العاصمة الألمانية برلين حيث استقبله المستشار الألماني، وسط تدابير أمنية مشددة.

تقارب بعد استياء

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أكدت الزيارة تعزيز التقارب بين برلين وكييف بشكل واضح، بعد استياء أوكراني استمر شهورا من الحكومة الألمانية لمماطلتها في تسليم أسلحة طلبتها كييف.

وأشاد زيلينسكي بالدعم الذي تقدمه ألمانيا التي وصفها بـ”الصديق الحقيقي” و”الحليف الموثوق” بعد إعلانها تسليم كييف أسلحة جديدة بقيمة 2.7 مليار يورو لدعمها في الهجوم المضاد الذي يُعد له ضد روسيا.

وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تهاجم الأراضي الروسية، وقال -في مؤتمر صحفي مشترك مع شولتز- “ليس لدينا الوقت ولا القوة للقيام بذلك، ولا نملك الأسلحة للقيام ذلك. نحن نعد لهجوم مضاد لتحرير الأراضي التي تم احتلالها بشكل غير شرعي”.

جدير بالذكر أن روسيا أطلقت منذ 24 فبراير/شباط 2022 عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده كييف تدخلا في سيادتها.

جبهة باخموت

وفي أبرز التطورات العسكرية الأحد، قالت موسكو إن القوات الأوكرانية بذلت محاولات كبيرة لاختراق دفاعاتها في مدينة باخموت، كما أعلنت مقتل قائدين عسكريين على الجبهة، وذلك مع استمرار تزايد الضغط على قواتها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن أوكرانيا شنت هجمات على شمال المدينة وجنوبها خلال 24 ساعة الماضية، لكنها لم تنجح في اختراق الدفاعات الروسية. وأضافت أنها صدت جميع هجمات وحدات القوات المسلحة الأوكرانية.

ولم يتمكن أي من الجانبين من السيطرة على باخموت بالكامل، رغم الحرب الطاحنة المستمرة منذ شهور التي كبدت كلًا منهما خسائر فادحة.

واعترفت موسكو الجمعة الماضي بأن قواتها تراجعت في شمال المدينة وسط تكثيف للهجمات الأوكرانية، لكن كييف قللت من شأن تلميحات بأنها بدأت رسميا الهجوم المضاد الكبير الذي تخطط له منذ فترة طويلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version