تباينت ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي على مصادرة الولايات المتحدة طائرة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، التي اعتبرها البعض نوعا من الابتزاز فيما اعتبرها آخرون دليلا على ضعف كل دول أميركا الجنوبية.

ومن المعروف أن واشنطن تصف مادورو بالديكتاتور وتعتبره واحدا من ألد أعدائها السياسيين رغم أنها حاولت التوصل لتفاهم معه بشأن النفط الفنزويلي الذي كانت تعول عليه لتعويض نقص إمدادات الطاقة الروسية بعد اندلاع الحرب بين موسكو وجارتها كييف حليفة الغرب.

وفي أحدث المناوشات بين واشنطن وكاراكاس، صادرت الولايات المتحدة هذا الأسبوع طائرة “داسو فالكون 900 إي إكس”، يمتلكها مادورو وتقدر قيمتها بنحو 13 مليون دولار.

ووفقا لوزارة العدل الأميركية، فقد تم تهريب الطائرة بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة فيما يعتبر انتهاكا لقانوني العقوبات الأميركية ومراقبة الصادرات.

وتمت مصادرة الطائرة عندما أقلعت من عاصمة الدومينيكان -سانتو دومينغو- متجّهة إلى ولاية فلوريدا صباح الاثنين الماضي.

وقال المسؤولون الأميركيون إن شركاء الرئيس الفنزويلي استخدموا شركة وهمية في منطقة الكاريبي لإخفاء تورطهم في شراء الطائرة من شركة “6 جي للطيران” في فلوريدا.

وأضاف المسؤولون أنه “تم تصديرها من الولايات المتحدة إلى فنزويلا في معاملة تهدف إلى التحايل على أمر تنفيذي يحظر على الأشخاص الأميركيين إجراء معاملات تجارية مع ممثلي حكومة مادورو”، وأن الطائرة، المسجلة في جمهورية سان مارينو، استخدمت على نطاق واسع من قبل مادورو للسفر إلى الخارج.

بدورها، أوضحت رئاسة الدومينيكان أن الطائرة لم تكن مسجلة باسم حكومة كاراكاس وإنما بأسماء أفراد. وقالت وزارة الخارجية إن المحكمة العليا تلقت طلبا بتعطيل حركة الطائرة من أجل تفتيشها بحثا عن أدلة مرتبطة بالاحتيال وتهريب البضائع لأنشطة غير مشروعة وغسيل الأموال.

واتهمت كراكاس الحكومة الأميركية بالقرصنة، وقالت وزارة خارجيتها إن الولايات المتحدة “أقدمت مجددا على ممارسة إجرامية متكررة، لا يمكن وصفها إلا بالقرصنة، وذلك عبر مصادرتها بشكل غير قانوني طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية”.

وبالطبع دخلت مواقع التواصل على خط الأزمة، حيث أدلى النشطاء بآرائهم التي جاءت متباينة إلى حد كبير بشأن الواقعة التي علّق عبد الحليم عليها بقوله “يريدون إسقاطه (مادورو) بأي ثمن”.

وأضاف عبد الحليم “التعويل على نفط وغاز فنزويلا لكي يستطيعوا التخلي عن غاز ونفط روسيا نهائيا. هناك تحالف وأجندات وترتيبات لإسقاط حليف روسيا والصين”.

كما قال إبراهيم “قانون تعسفي ظالم، يعني جارك يشرع قانونا خاصا به يقول إذا وقفت سيارتك عند بابي فسوف أصادرها؟”.

واختلفت سونيا مع الرأيين السابقين بقولها إن “الرئيس هو والزمرة التابعة له يغسلون أدمغة الناس عبر الإعلام، والقول إن العقوبات وأميركا هما المسؤولان عن الفقر وعدم وجود الأساسيات في البلاد”.

أما حسين، فيرى أن “جميع دول أميركا الجنوبية ضعيفة وليست لها قيمة، والولايات المتحدة تهيمن عليها”. في حين أعرب سامر الشوا عن فرحته بما جرى قائلا “عقبال ما يعتقلونه وكل واحد من شاكلته.. فنزويلا تمتلك أكبر ثروات والشعب يعاني الفقر”.

عقوبات أميركية

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على 55 طائرة مسجلة في فنزويلا، معظمها تابعة لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة “بي دي فسا” (PDVSA). كما تعرض مكافأة قدرها 15 مليون دولار لاعتقال مادورو بتهم الاتجار بالمخدرات.

والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، هو خليفة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، وهو يحكم البلاد منذ 11 عاما، وتخضع بلاده لعقوبات أميركية شديدة.

ومن المرجح أن تزداد وتيرة هذه العقوبات بعد إعلان مادورو الفوز بولاية رئاسية ثالثة في انتخابات 28 يوليو/تموز الماضي، وهي انتخابات شككت واشنطن والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في نتائجها. وطالبوا بنشر سجلات التصويت كاملة.

وأشعل هذا الموقف الغربي من نتائج الانتخابات احتجاجات في العديد من مناطق فنزويلا، وقد اعتقلت الشرطة أكثر من ألفي شخص، وقتلت 25 على الأقل خلال مواجهة المظاهرات.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version