طالب كاتب إسرائيلي معروف بإطلاق ما سماه “جنون” إسرائيل للرد كخطوة ضرورية لردع إيران، التي وصفها بأنها “رأس الأفعى” التي تثير الصراعات في المنطقة وتدير خيوط ما يعتبره “محور الشر”.

وفي مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، اعتبر بن درور يميني أن إلحاق الضرر بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله لا يكفي، واتهم النخب الأكاديمية والسياسية في الغرب بتشجيع ودعم “محور الشر”.

ورأى يميني أن الوضع الحالي ليس مجرد نزاع عسكري، بل هو معركة بين “العالم الحر” و”قوى الشر” التي تشمل إيران وحلفاءها، ولكنه في المقابل انتقد بشدة ما يعتبره استسلاما للعالم الحر أمام إيران.

وقال إن “العالم الحر أسير صناعة الأكاذيب التي تجعل محور الشر، الذي يفرض الدمار والإرهاب، يبدو عادلا، بينما تُحمل إسرائيل مسؤولية المشاكل”.

لعب خارج القواعد

وأضاف “لن ينتهي هذا الجنون إذا استمرت إسرائيل في اللعب وفقا للقواعد، أو إذا استسلمت لضغوط العالم الحر الذي يهتم بأسعار النفط أكثر من تهديدات إيران بتدمير إسرائيل”، وذلك في إشارة إلى تخوفات الإدارة الأميركية من أن ضرب إسرائيل للمنشآت النفطية الإيرانية سيتسبب في ارتفاع حاد لأسعار النفط ومشتقاته.

واستعرض الكاتب مشهدا قاتما للوضع العالمي، منتقدا الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تتردد في مواجهة إيران بحزم.

وأشار إلى أن العقوبات وحدها لن تردع إيران، وأن على إسرائيل اتخاذ خطوات جريئة بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي.

وقال في هذا السياق “إسرائيل يجب أن تصاب بالجنون، ليس فقط من أجلها، ولكن أيضا من أجل العالم الحر”، مشددا على أن “السماح لإيران بالمضي قدما دون ردع سيجعل العالم بأسره يدفع الثمن”، على حد زعمه.

دعوة لتدمير نووي إيران

ولأجل تأكيد موقفه المتطرف، زعم الكاتب أنه “إذا خرج محور الشر من هذه المعركة الرهيبة سالما، فلن تدفع إسرائيل وحدها الثمن، وسيستمر عشرات الملايين في الشرق الأوسط في المعاناة. ستدفع دول العالم الحر ثمنا باهظا”.

ومن المستغرب أن يدلل الكاتب على الثمن الباهظ الذي سيدفعه العالم في حال عدم مهاجمة إيران، بالإشارة إلى أن “شوارع لندن وباريس ونيويورك ومدريد تمتلئ بالمتظاهرين الذين يدعمون محور الشر”!

ومضى يميني في التحريض على ضربات إسرائيلية مباشرة وقاسية وحازمة للمنشآت النووية الإيرانية، وقال “يجب على إسرائيل تدمير المنشآت النووية الإيرانية.. لقد حان الوقت لأن يكون شعار إسرائيل “بأي وسيلة ضرورية”، ومع أو بدون الولايات المتحدة”.

وزعم الكاتب في سياق التحريض أن “العشرات من الملايين، بما في ذلك 6 ملايين يهودي، دفعوا بالفعل ثمنا باهظا لجنون الشر المطلق (إيران)”، داعيا بلاده إلى عدم تكرار أخطاء الماضي والامتناع عن ضبط النفس.

يميني شدد على ضرورة تدمير المنشآت النووية الإيرانية كرد على توجيه طهران ضربتين لإسرائيل خلال الأشهر الماضية (غيتي)

اتهام الغرب بالتواطؤ!

واتهم يميني النخب الأكاديمية والسياسية في الغرب بتشجيع ودعم ما سماه محور الشر، وقال “عدد لا يحصى من المحاضرين يقفون إلى جانب محور الشر، يبررون المجازر، ويتهمون إسرائيل بالاستعمار، ويدعون أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية”.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن “هذه الدعوات هي جزء من حملة واسعة النطاق لتشويه صورة إسرائيل والتقليل من شأن التهديدات الإيرانية”، وأضاف “إنهم يكذبون دون توقف، يعلمون، وبالتأكيد يجب أن يعرفوا، أن قادة حماس وحزب الله يعلنون أن هدفهم هو إبادة اليهود وغزو جميع بلدان العالم الحر من أجل إقامة خلافة إسلامية”، على حد زعمه.

وحذر يميني من التداعيات الخطيرة لعدم توجيه إسرائيل ضربة حاسمة ضد إيران، ووضح “إذا لم يتم القضاء على هذا النظام، وإذا كانت لديه القدرة، وإذا حصل على أسلحة نووية، فسوف يدمر إسرائيل.. يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراء بأي وسيلة ضرورية”.

وفيما دعا الكاتب إسرائيل إلى التحرك بشكل مستقل، معتمدة على قوتها الذاتية لردع التهديد الإيراني، “حتى وإن كان الثمن غاليا”، فقد أكد أن “إسرائيل يجب أن ترفض الاستسلام لأي ضغوط دولية قد تدفعها إلى تقليص عملياتها ضد إيران”.

وختم مقاله بالإشارة إلى أن “أي ثمن اليوم ستدفعه إسرائيل جراء التحرك المستقل والحاسم ضد إيران سيكون أقل من الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في المستقبل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version