هناك قادة يسعون لبسط سيطرتهم على فاغنر، وهذا ما قد يفسر تصريحات بريغوجين اليائسة، حسب محللين
ذكر تقرير نشرته مجلة “إيكونوميست” (The Economist) البريطانية أن الانتقادات الأخيرة التي وجهها زعيم مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين للقيادات العسكرية الروسية جزء من مسلسل الخلافات الطويلة التي تفجرت بين الطرفين خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقد وصلت تلك الخلافات إلى درجة متقدمة مع تحذير بريغوجين أنه سيسحب قواته من أوكرانيا في حال لم تستجب له وزارة الدفاع الروسية وتمده بالعتاد العسكري الذي يطلبه.
وأكد التقرير أن الخلاف يعكس فشل الكرملين في إنشاء هيكل واضح للقيادة في أوكرانيا، إذ لم يعين الرئيس فلاديمير بوتين قائدا عاما للحرب إلى حدود أبريل/نيسان 2022، أي بعد نحو شهرين من اندلاع الصراع. فعين في البداية الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، ثم غينادي زيدكو في مايو/أيار 2022، وبعده الجنرال سيرغي سوروفيكين في أكتوبر/تشرين الأول، ثم الجنرال غيراسيموف في يناير/كانون الثاني 2023.
دوامة
وحسب المجلة، فإن “دوامة” تغيير القيادات العسكرية، التي ولّدت نزاعات وشقاقات داخلية، صعّبت من مهمة ضمان إستراتيجية عسكرية روسية فعالة في أوكرانيا، خاصة في ظل وجود “مجموعات مرتزقة” روسية في الميدان، في مقدمتها فاغنر.
وأضاف التقرير أن نجاح العمليات العسكرية في خاركيف وخيرسون، أواخر صيف وخريف 2022، دفع جزءا داخل وزارة الدفاع الروسية لتوجيه انتقادات واسعة للجنرال غيراسيموف ومن معه، وصب ذلك في مصلحة بريغوجين.
وأوضح أنه يُعتقد أن زعيم فاغنر قد وعد الكرملين بأنه سيحقق أول انتصار لروسيا بعد انتكاسات خاركيف وخيرسون ومجيء الجنرال سوروفيكين الذي يروج أن لبريغوجين علاقة طيبة معه. لكن رغم استمرار هجمات فاغنر، فإنها لم تستطع تحقيق ذلك النصر الموعود، وبات موقف بريغوجين “هشا” أمام الجميع.
اتهامات
وازداد الوضع سوءا بالنسبة لقائد فاغنر بعد مجيء الجنرال غيراسيموف، فما لبث بريغوجين أن بدأ يكيل الاتهامات لوزير الدفاع سيرغي شويغو وللجنرال غيراسيموف بحجب الإمدادات العسكرية عنه.
ورجح التقرير -نقلا عن محللين عسكريين غربيين- أن القيادة العسكرية في روسيا ربما تحاول الاقتصاد في استخدام الذخيرة، استعدادا لمواجهة الهجوم الأوكراني المضاد الذي يتحدث عنه الجميع.
وبيّن التقرير أنه من الواضح أن مجموعة فاغنر لا تزال مهمة بالنسبة إلى موسكو، ونقل عن ضباط أوكرانيين قولهم إن هذه المجموعة من بين الوحدات الأكثر فعالية في القوات الروسية، لأسباب متعددة بينها استعدادهم للتضحية الكاملة بعناصرهم.
وأوضح أن المحللين يشكون في أن الرئيس بوتين حريص الآن على تقسيم المسؤولية بين الفصائل التي تحارب في أوكرانيا، مبرزا أنه يمكن للجنرالات الداعمين لفاغنر أن يستعيدوا نفوذهم داخل الجيش، لكن -في المقابل- هناك قادة آخرون يسعون لبسط سيطرتهم على فاغنر، وهذا ما يمكن أن يفسر “تصريحات بريغوجين اليائسة”.