قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يأتي ضمن الاتهامات المتبادلة بين الأول والمؤسسة العسكرية حول الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضح حنا -خلال تحليله للتطورات العسكرية بغزة- أن غالانت يعتقد أن الخروج من محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة سيكون بابا لوقف إطلاق النار بغزة وتحرير الأسرى ضمن صفقة تبادل.

لكن نتنياهو لا يعير اهتماما لذلك، إذ يشير الخبير العسكري إلى أن ما يهمه أعداد الجنود والأبراج والنقاط التي سيبقى فيها جيش الاحتلال على طول فيلادلفيا، إضافة إلى معرفة آلية وقواعد الاشتباك والمنطقة العازلة التي يجب تأمينها في العمق الفلسطيني.

وفي هذا الإطار، قال حنا إن إسرائيل عندما توقع اتفاقات أو معاهدات أمنية تلحقها بملاحق أمنية كما فعلت إبان الانسحاب من غزة عام 2005.

ومع ذلك، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلقت بعدا آخر وعاملا جديدا لم تشهده حروب الأنفاق تاريخيا -وفق الخبير العسكري- إذ أثبتت أن من يسيطر على سطح الأرض ليس كمن يسيطر على تحت الأرض “وهو ما سيشكل عبئا على كل من سيأتي لغزة”.

ونبه إلى أن إسرائيل كانت تعمد تاريخيا في الضفة الغربية والمناطق المحتلة الأخرى إلى طريقة العزل عموديا وأفقيا، إلى جانب سيطرتها على الأجواء والمياه الجوفية.

ولم يستبعد حنا أن توكل مهام إلى الفرقة الإسرائيلية “98” -التي أعلنت انتهاء عملياتها في خان يونس ودير البلح– على غرار العمل في منطقة محور فيلادلفيا خاصة بعد مصادقة المجلس الوزاري المصغر على إبقاء السيطرة الإسرائيلية عليه.

وخلص إلى أن هدف إسرائيل يبقى تقطيع المناطق وتهجير السكان منها بعد تدميرها.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قد أشارت إلى أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر بشأن محور فيلادلفيا شهد مواجهة كلامية وصراخا بين نتنياهو وغالانت، حيث هاجم الأخير الأول عندما عرض خرائط المحور واتهمه بفرضها على الجيش الإسرائيلي.

وسارع نتنياهو للرد على غالانت -وفق الصحيفة- بقوله إنه سيحمل الخرائط بشأن فيلادلفيا إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها، في حين سخر غالانت وقال إن “نتنياهو يمكنه اتخاذ القرارات وأن يقرر قتل كل المختطفين (الأسرى)”.

ولم ينته الموقف عند ذلك، بل قال نتنياهو إنه سئم من الإحاطات وطرح موضوع محور فيلادلفيا للتصويت فورا، في وقت نقلت فيه الصحيفة ذاتها عن رؤساء الأجهزة الأمنية قولهم إن “إسرائيل على مفترق طرق إستراتيجي ولا أهمية للبقاء في فيلادلفيا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version