تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن تحقيق تقدم في مدينة باخموت التي تشتد فيها المعارك منذ أشهر، في الوقت الذي أعلنت فيه ألمانيا عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لكييف، بالتزامن مع زيارة أوروبية يقوم بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال قائد سلاح البر في الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، “يتقدم جنودنا في بعض مناطق الجبهة ويسجل العدو خسائر في العديد والعتاد”. وأضاف “العملية الدفاعية باتجاه باخموت تتواصل”.
وكانت أوكرانيا أعلنت أمس الجمعة أن قواتها استعادت أجزاء من الأراضي المحيطة بالمدينة، في المقابل أكدت موسكو أنها صدت هجوما على امتداد مساحة واسعة من خط المواجهة.
وتفيد التقارير المتضاربة الآتية من جبهة القتال بارتفاع حدّة المعارك بعد أشهر من الاستقرار النسبي.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية -في بيان اليوم السبت- أنها تتقدم داخل باخموت، وسيطرت على حي في القسم الشمالي الغربي من المدينة.
وتسيطر القوات الروسية على نحو 95% من مساحة المدينة التي باتت تعاني من دمار واسع النطاق.
وتعدّ معركة باخموت الأطول والأكثر دموية منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن طائرات أوكرانية قصفت موقعين صناعيين في مدينة لوغانسك، التي تسيطر عليها روسيا في شرقي أوكرانيا، بصواريخ كروز طويلة المدى من طراز “ستورم شادو” (Storm Shadow) حصلت عليها من بريطانيا.
وأصبحت بريطانيا أول أمس الخميس أول دولة تقول إنها بدأت تزويد كييف بصواريخ كروز بعيدة المدى، مما سيمكّنها من ضرب القوات الروسية ومستودعات الإمداد البعيدة عن الخطوط الأمامية، في وقت تستعد فيه كييف لهجوم مضاد كبير.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه يمكن استخدام الصواريخ داخل الأراضي الأوكرانية، مما يعني أنه تلقى تأكيدات من كييف أنها لن تستخدم هذه الصواريخ في مهاجمة أهداف داخل الحدود الروسية المعترف بها دوليا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الصواريخ أصابت مصنعا لإنتاج مادة البوليمرات ومصنعا للحوم المصنعة في لوغانسك أمس الجمعة.
وأضافت الوزارة “صواريخ جو جو من طراز ستورم شادو المقدمة من بريطانيا لنظام كييف استُخدمت في الضربة، بما يخالف تصريحات لندن بأن هذه الأسلحة لن تستخدم ضد أهداف مدنية”.
من جهة أخرى، أعلنت ألمانيا اليوم السبت أنها ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2.7 مليار يورو (2.97 مليار دولار).
وتشمل أكبر حزمة مساعدات عسكرية حتى الآن 30 دبابة من طراز “ليوبارد 1” (Leopard 1) و20 مركبة قتال مشاة “ماردر” (Marder) و15 دبابة “جيبارد” (Gepard ) المضادة للطائرات، وحوالي 100 مركبة مدرعة، وفقا لصحيفة دير شبيغل الألمانية.
وزادت ألمانيا دعمها العسكري لأوكرانيا في الأشهر الأخيرة بعد ضغوط من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وهي حاليا ثالث أكبر مورد للأسلحة إلى البلاد.
ورحّب المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك بالمساعدة الألمانية الجديدة، معتبرا أنها تظهر “بشكل مباشر أن (..) روسيا محكومة بالهزيمة”.
وتطالب كييف بالمزيد من الدعم خصوصا في ظل تحضيرها هجوما مضادا لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها القوات الروسية.
زيلينسكي في إيطاليا
قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم السبت لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تدعم كييف بشكل كامل حتى تحقيق سلام عادل.
وأكد ماتاريلا، الذي استقبل زيلينسكي في قصر كويرينال بالعاصمة روما، على دعم إيطاليا الكامل لأوكرانيا من حيث المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية وإعادة الإعمار، على المدى القصير والبعيد، حسب وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).
وقد وصل زيلينسكي بعد ظهر اليوم السبت إلى الفاتيكان، حيث استقبله البابا فرانشيسكو. وسبق أن استقبل البابا زيلينسكي بالفاتيكان في فبراير/شباط 2020.
كما أكد مصدر حكومي ألماني لوكالة الصحافة الفرنسية أن محطة زيلينسكي المقبلة ستكون برلين، مؤكدا بذلك تسريبات صحافية.
ولم يكشف حتى الآن برنامج الزيارة، لكن التسريبات تفيد بلقاءات مع مسؤولين يتقدمهم المستشار أولاف شولتز والرئيس فرانك فالتر شتاينماير.
من جهته، حضّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم السبت الدول الأعضاء على الإسراع في تسليم أوكرانيا التجهيزات العسكرية، وتزويدها بأسلحة بعيدة المدى لمواجهة الضربات الروسية.
وقال بوريل بعد لقاء بوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في ستوكهولم “يحتاج الأوكرانيون إلى أمور محددة. الروس يستهدفونهم من مسافات بعيدة، لذا يجب أن تتوافر لهم القدرة على بلوغ المسافة ذاتها، المدى ذاته”.