عبرت الولايات المتحدة، الأحد، عن “قلقها من الزيارة الاستفزازية” التي أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، لباحة المسجد الأقصى، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، في بيان “هذا المكان المقدس يجب ألا يُستخدم لأغراض سياسية، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيته”.

وأبدت الخارجية الأميركية في بيان، الأحد، انزعاجها الشديد من أمر الحكومة الإسرائيلية الذي يسمح لمواطنيها بتأسيس وجود دائم في بؤرة حومش الاستيطانية في شمال الضفة الغربية، والتي وفقا للقانون الإسرائيلي تم بناؤها بشكل غير قانوني على أراض فلسطينية خاصة، وفق البيان.

وأضافت الخارجية في بيانها أن هذا الأمر يتعارض مع كل من الالتزام الخطي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرئيل شارون، لإدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، في عام 2004، والتزامات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وأوضحت الخارجية أن استمرار تقدم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عقبة أمام تحقيق حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأعادت الخارجية تأكيدها على الموقف الأميركي الراسخ والداعم للوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس، مشيرة إلى اعترافها بالدور الخاص للأردن كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.

وفي وقت سابق الأحد، زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، باحة المسجد الأقصى، حسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في خطوة تُفاقم التوتر في القدس الشرقية وندد بها الفلسطينيون والأردن، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وقالت الشرطة في بيان إن بن غفير زار الموقع “هذا الصباح … ولم تقع حوادث خلال الزيارة”. ونشر بن غفير صورة له في الموقع على تطبيق “تلغرام” قائلا “القدس روحنا”. وأضاف: “تهديدات حماس لن تردعنا. ذهبتُ إلى جبل الهيكل”.

والمسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وتُسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولّى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن “محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مُدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل”.

“القدس موحدة”

وفي وقت لاحق، الأحد، عقد مجلس الوزراء المصغر بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اجتماعه الأسبوعي في أحد الأنفاق التي تحفرها إسرائيل أسفل الحائط الغربي أو حائط “البراق” عند المسلمين.

وعبر حسابه على فيسبوك، نشر نتانياهو صورة من الاجتماع أرفقها بتعليق “القدس لنا، موحّدة إلى الأبد”.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية، وهي جزء من الضفة الغربية، عام 1967، وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

لكن نتانياهو رأى في بيان وزعه مكتبه أن الجهود لتوحيد المدينة “لم تنته، اضطررت وأصدقائي مرارا وتكرارا إلى صد الضغوط الدوليّة التي مارسها أولئك الذي سيقسمون القدس مرة أخرى”.

وأشار إلى أن بعض القادة الإسرائيليين كان “على استعداد للرضوخ للضغوط”، لكنه أضاف “نحن تصرفنا بشكل مختلف”.

وأكد “قمنا ببناء” القدس الشرقية و”توسيعها”، مشيرا إلى عدد من التجمعات الاستيطانية التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وخلال الاجتماع، أقر المجلس زيادة بقيمة 60 مليون شيكل (حوالى 166 ألف دولار أميركي) “لتحديث البنية التحتية وتشجيع الزيارات إلى ساحة الحائط الغربي”.

من جانبه، دان الأردن “إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، صباح الأحد، وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

ووصفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن تصرف الوزير المتطرف بأنه “سافر”.

وعلقت دائرة الأوقاف على اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، معتبرةً الخطوة “رسالة تصعيدية واضحة وممنهجة ضد تاريخ وتراث المدينة العربي الإسلامي الأصيل”.

وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة ووصايتها على المقدسات الإسلاميّة في القدس التي كانت كسائر مدن الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية قبل أن تحتلها الدولة العبرية عام 1967.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version