في سياق توتر بالغ وضعت فيه حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل المنطقة على حافة حرب إقليمية شاملة خرج بيان قطري مصري أميركي مشترك يدعو إلى استئناف المفاوضات منتصف أغسطس/آب الجاري.
وأضاف البيان الثلاثي للديوان الأميري القطري والبيت الأبيض والرئاسة المصرية أن الوقت قد حان لوضع حد وبصورة فورية للمعاناة المستمرة لسكان قطاع غزة وللمحتجزين وعائلاتهم.
وربط الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي في حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟” بين بيان الدول الثلاث وما يجري في المنطقة من تطورات، وقال إن شيئا ما تغير في المعادلة، إذ إن حزب الله اللبناني وإيران وجماعة أنصار الله (الحوثيون) على وشك الرد على إسرائيل، أي أنهم ينتقلون بموقفهم من دعم غزة إلى المشاركة في الحرب.
ورأى أن خطوة الدول الثلاث يمكن أن تعطي دفعة جديدة للأمور في حال مارست الولايات المتحدة الأميركية ضغطا حقيقيا على إسرائيل من أجل إجبارها على وقف الحرب على قطاع غزة بدل الاستمرار في دعمها.
وأضاف البرغوثي أن الخيارات الإستراتيجية المطروحة حاليا على الساحة هي: إما اتفاق فوري لوقف الحرب على غزة أو حرب إقليمية، مبينا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن تندلع الحرب الإقليمية بشرط أن تخوضها الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل.
ورغم تعنت نتنياهو ومراوغاته فإن البرغوثي يقول إن هناك عوامل تضغط في الاتجاه المعاكس لما يريده، ومن بينها أن العالم سئم من الحرب على غزة، وأن هناك إجراءات منتظرة ضد إسرائيل من محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية.
وبشأن ما إذا كانت الأطراف المساندة (حزب الله وإيران) لغزة مستعدة لقبول استئناف المفاوضات، أوضح البرغوثي أن هناك تنسيقا وتشاورا بين هذه الأطراف والمقاومة الفلسطينية، وأي وقف للحرب لن يكون بمعزل عنها.
ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فإن نتنياهو يتمسك بالتصعيد، وقد أقدم الاحتلال على اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامر الحاج اليوم بقصف مركبته عند مدخل مدينة صيدا جنوب لبنان.
وتوقع الشايجي ألا يكون هناك اختراق يذكر في موضوع المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل طالما يواصل نتنياهو سياسة الاغتيالات ويتلاعب بالجميع من أجل عرقلة العملية التفاوضية، مشيرا إلى أن الأميركيين لا ينتقدون موقفه، وإن فعلوا ذلك يكون بلطف ونعومة.
ويراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي -وفق المتحدث نفسه- على ذهاب الرئيس جو بايدن وخسارة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، وعودة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة.
يذكر أن وكالة أسوشيتد برس نقلت في وقت سابق عن دبلوماسيين أميركيين قولهم إن المفاوضات بشأن صفقة التبادل كانت تقترب من تحقيق اختراق قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.