تساءلت لوبس (L’Obs) الفرنسية: ما الذي يحدث خلف كواليس السلطة الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرغي شويغو ورئيس مجموعة فاغنر “يفغيني بريغوجين”؟ وهل انتقادات الأخير للوزير وتجرؤه على الرئيس -إن صح- يدل على أن هناك حربا داخلية بين الأجنحة، وعلى من يعتمد بريغوجين من الأصدقاء؟
وحاولت المجلة أن تتقصى ما رأت أنه أعراض نوع من زعزعة الاستقرار بالكرملين، قائلة -في تقرير بقلم غريغوار لوميناج- إن معركة باخموت التي قتل فيها أكثر من 20 ألف شخص، حسب البيت الأبيض، وتحولت إلى كابوس للروس، والتهديد الأوكراني بهجوم وشيك مضاد، قد زعزعا السلطة الروسية، وأظهرا السلوك الغريب لبريغوجين الذي أكد أن القوات الروسية تنهار في مواجهة الهجمات المضادة الأوكرانية الأخيرة.
وأضاف الكاتب أنه سمع وهو يصرخ مطالبا “بالقذائف اللعينة” لرجاله، وينتقد الوزير شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، بل وربما تجرأ على مهاجمة بوتين نفسه.
ورغم ذلك أبدت المجلة تحفظها، وقالت إنه من غير الحكمة أخذ كلام شخصية ماكرة مثل بريغوجين في الاعتبار، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يكشف ما يحدث بالضبط وراء كواليس السلطة الروسية، لأنه من المحتمل أن يكون كل ذلك لدوافع إستراتيجية.
وكان بريغوجين قد هدد بسحب قواته من باخموت بسبب نقص الذخيرة والقذائف الذي قد يؤدي إلى قتل عناصره “بشكل سخيف” بل وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن اتصالات له مع المخابرات العسكرية في كييف، دعاها فيها إلى ترك باخموت له مقابل تقديم معلومات لها عن القوات الروسية، مما يعد -إن تأكد- شبهة بالخيانة.
ومع كل هذا، أشارت المجلة إلى أن من سمته “الزعيم الشرير” لمجموعة فاغنر لديه مؤيدون في الكرملين، ولكن له أيضا أعداء حقيقيون هناك، وقدمت 6 شخصيات قالت إنهم جزء من مجرة بريغوجين رغم أنوفهم أحيانا، وهم:
ديومين محافظ تولا
أهم أصدقاء بريغوجين، ربما يكون أليكسي ديومين (50 عاما) الحارس الشخصي السابق للرئيس بوتين، الطموح الذي يقف للمعارضة بالمرصاد، هو الزعيم المحلي الأبرز في روسيا، وربما الخليفة المحتمل لبوتين.
زولوتوف (مدير الحرس الوطني الروسي)
من معارف بريغوجين القدامى فيكتور زولوتوف (69 عاما) وهو رئيس سابق للأمن الشخصي لبوتين وأحد صقور النظام، وقد دعمه في صعوده.
قديروف (رئيس جمهورية الشيشان)
من أصدقاء بريغوجين كذلك رمضان قديروف (46 عاما) الذي يشاركه في العديد من النقاط بخطاباتهما العسكرية ونهجهما المتصلب في الحرب، وإن كان الفترة الأخيرة ابتعد عنه قليلا بسبب عدم اعترافه بمشاركة المحاربين الشيشان في الاستيلاء على نقاط مختلفة في أوكرانيا.
كوفالتشوك.. مصرفي ورجل أعمال
من بين المدافعين عن بريغوجين، داخل النظام، يوري كوفالتشوك (71 عاما) الملياردير وقطب الإعلام، وهو شخص محافظ للغاية ومعاد للغرب، وأحد أقرب أصدقاء بوتين، وقد دعم مبادرات بريغوجين المختلفة وراء الكواليس، رغم أن البعض يقول إنه لم يكن مؤيدا لغزو أوكرانيا، وإنه نأى بنفسه مؤخرا عن بريغوجين الذي أصبح كثير الغضب.
شويغو (وزير الدفاع)
أما وزير الدفاع سيرغي شويغو (57 عاما) فلم يكن صديق بريغوجين على الإطلاق، بل ربما يكون عدوه الألد، وقد كان في صراع معه على تخفيض مفترض لعقود الجيش الروسي الممنوحة لشركات رجل الأعمال، وقد ارتفع الصوت بينهما بحضور بوتين في أحد الاجتماعات.
ميرونوف رئيس حزب روسيا العادلة
سيرغي ميرونوف (70 عاما) هو الشخص الأقل شهرة بين المجموعة، ولكنه ليس الأقل أهمية الوقت الحالي، وهو الذي أدخل بريغوجين في السياسة وكان يبني عليه بعض الطموحات، وقد يزج به كورقة في المستقبل ويمنحه مفاتيح حزبه.