وفي السنوات الأخيرة ارتفعت غَلّة غاريلوف من الإصدارات القريبة من أدب الرحلات والتوثيق . فصدر له “عش الكراهية ” حول الصراع العربي الإسرائيلي وكتاب آخر بعنوان “روك آند رول وتجسّس.. والفالس الأخير”. وقبله كتاب بعنوان “رسائل لم تبعث إلى مرغريتا”. وكتاب آخر بعنوان “هنا والآن”. وكان قد أصدر في عام 1986 كتابا عن القضية القبرصية بعنوان “أتيلا في مواجهة أفروديتا” وثق فيه متابعاته لمجرياتها، علما بأنه كان أول صحفي بلغاري يجري مقابلة متلفزة مع الأسقف مكاريوس عام 1974 قبل إطاحته من رئاسة قبرص.
مأثرة إنسانية
بموازاة المهنية المشهودة سجل غاريلوف مأثرة إنسانية لم يسبقه لها أي من نظرائه أو مواطنيه. ففي العام 1982 تبنى طفلا فلسطينيا لاجئا كان قد التقاه قبل ذلك بـ3 سنوات في رحلة عمل إلى بيروت أثناء الحرب اللبنانية لإعداد فيلم عن الأطفال الفلسطينيين، وكيفية تدريبهم ليصبحوا محاربين.
عن ملابسات لقائه بالفتى أحمد المليجي يقول غاريلوف لصحيفة “168 تشاسا” في تقرير نشر في 14 يناير/كانون الثاني 2024، إن أحمد يتيم الوالدين لفت نظره بذكائه. ويقول أيضا، إنه رأى أحمد مجددا في صورة نشرتها مجلة تايم الأميركية له أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وهو يحمل بندقية كلاشينكوف.
ويضيف أنه عندما عاد لإكمال الفيلم بحث مجددا عن أحمد الذي تعامل معه هذه المرة ببرود، لأن الناس كانوا وقتها ينظرون بتحفظ إلى كل من يحمل كاميرا، لكن ما لبث أن اطمئن وبدأ يبتسم. وبعد مداولات قصيرة مع أسرته قررنا اصطحابه إلى بلغاريا. ولم يكن ذلك بالأمر السهل بسبب التعقيدات القائمة وقتها وبينها ضرورة المرور بمناطق تخضع لسيطرة الكتائب الذين كانوا سيقتلونه لو ألقوا القبض عليه، ثم المرور عبر سوريا والسفر برا عبر تركيا، وقبل ذلك الحصول على فيزا لطفل في الـ13 من عمره.
الطبيب أحمد المليجي
ويوجز غاريلوف للصحيفة رحلة أحمد في بلغاريا بعد شروعه بتعلم اللغة ثم التحاقه بمدارسها وصولا إلى الجامعة التي درس فيها الطب ثم زواجه وولادة طفله الأول الذي أسماه إيفان تيمنا براعيه ووالده بالتبني. وهو ما كرره المليجي عام 2005 عندما ولدت له طفلة أسماها إيفا.
مع إخفاق محاولة أحمد العودة مجددا إلى لبنان جراء إحدى جولات الحرب فيه، واستحالة ممارسته لمهنة الطب غير المتاحة للفلسطينيين، ساعده غاريلوف مجددا على الاستقرار في قرية ستارسيفو على الحدود مع اليونان، حيث عاد إلى ستارسيفو مع أسرته وعمل فيها. لكن وضعه الصحي ما لبث أن تدهور بسبب مرض في الدم.