جاكرتا- أشار ناشطون إلى اقتراب قارب لاجئين من الروهينغيا من السواحل الشرقية الجنوبية لإقليم آتشيه الإندونيسي، أمس الجمعة، بعد 17 يوما من إبحاره من السواحل الجنوبية الشرقية لبنغلاديش القريبة من الحدود الميانمارية.

وحسب التسجيل الذي حصلت عليه الجزيرة نت، فإن هؤلاء اللاجئين انطلقوا في رحلتهم في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويحمل القارب 165 شخصا بعضهم من النساء والأطفال، وقد ظلوا فترة في بحر أندامان غربي السواحل التايلاندية مرورا بالسواحل الماليزية باتجاه مضيق ملقا جنوبا، حتى اقتربوا من السواحل الشمالية الشرقية لجزيرة سومطرة الإندونيسية.

ومنذ صباح السبت، اقترب القارب من السواحل الجنوبية الشرقية لإقليم آتشيه، لكن لم يؤذن للقارب بأن يرسو عند أي ساحل من السواحل الإندونيسية في الإقليم.

أوضاع قاسية

ووفق التسجيل نفسه، فإن اللاجئين دخلوا المياه الإندونيسية منذ أكثر من أسبوع، ساعين للجوء إلى جاكرتا هربا من الأوضاع الصعبة في مخيماتهم ببنغلاديش في أوضاع طقس صعبة مع نفاد موادهم الغذائية. ويُظهر إحدى اللاجئات مسجاة على سطح القارب بعد وفاتها، بسبب الجوع والمرض تاركة أطفالها أيتاما مع غيرهم من اللاجئين، وفق ما نقله النشطاء للجزيرة نت.

ويقول اللاجئون في التسجيلات -التي أرسلوها بعد حصولهم على إشارة اتصال هاتفي- إنهم يشاهدون السواحل الإندونيسية واضحة للعيان، باعثين بنداء استغاثة لإنقاذهم واستقبالهم، وأن حياتهم مهددة لو ظل قاربهم يترنح باتجاه المحيط الهندي.

ويوضح أحد النشطاء الروهينغا -للجزيرة نت- أن المهربين الذين جاؤوا باللاجئين تركوا القارب، واستقلوا آخر تاركينهم دون وقود أو طعام كافٍ، وهو ما تكرر في رحلات لاجئين سابقا، رغم أنهم يَعدونهم بإيصالهم إلى سواحل ماليزيا أو إندونيسيا مقابل مبالغ يدفعونها قبل أن ينطلقوا في رحلتهم.

مصاعب أمنية

ويُعد هذا أول قارب للاجئين الروهينغا يصل إلى السواحل الإندونيسية منذ نحو 7 أشهر، وتحديدا في أواخر مارس/آذار الماضي حينما وصلت عدة قوارب متتالية خلال أسابيع آخرها واحد وصل إلى غرب إقليم آتشيه.

ولقي عشرات منهم حتفهم غرقا عندما انقلب قاربهم قرب سواحل مدينة ميلابوه غربي الإقليم، وقد شهدت سواحل آتشيه وصول أكثر من 40 من قوارب وسفن اللاجئين الروهينغا الفارين من مخيمات النزوح في بنغلاديش أو من ولاية أراكان غربي ميانمار مباشرة منذ عام 2009.

ولا تقتصر مصاعب العيش في مخيمات اللاجئين على إشكالات الغذاء أو سوء مستوى مساكنهم، بل تشهد أيضا بين الحين والآخر أحداثا أمنية تهدد حياتهم، آخرها تبادل لإطلاق النار بين مجموعتين مسلحتين، أمس الخميس، في مخيم أوخيا 14 و15، أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح، حسب مصادر أمنية بنغلاديشية.

يُشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت عبور نحو 40 ألف لاجئ روهينغي جديد من ولاية أراكان نحو الأراضي البنغلاديشية، وفق أرقام وزارة الخارجية البنغلاديشية.

وعبرت الوزارة -هذا الأسبوع- عن قلقها من الأوضاع الأمنية المتردية في المناطق الحدودية بين البلدين، من خلال استدعاء وزير الخارجية البنغلاديشية المستشار محمد توحيد حسين، السفير الميانماري لدى بلاده يو تشياو سو مو، أول أمس الأربعاء.

قتال حاد

وتشهد ولاية أراكان، منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قتالا تتزايد حدته وتتسع رقعته الجغرافية بين جيش أراكان الفصيل الذي يمثل قومية الريكاين البوذية، والجيش الميانماري التابع لحكومة العسكر المركزية.

في حين يجد الروهينغا أنفسهم ضحايا لهذا القتال، بل يجبر بعض شبابهم على الانضمام له، وهو ما يدفعهم إلى الهرب من قراهم فرارا من التجنيد الإجباري “في حرب ليسوا طرفا فيها”.

وكان الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين قد دعا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تحقيق حل عادل وشامل للقضية الروهينغية.

وأشار إلى التحدي الاقتصادي والاجتماعي الذي تواجهه بلاده، وأنها تمر بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة، وفي الوقت ذاته تستضيف نحو 1.2 مليون لاجئ روهينغي، وذلك خلال استقباله عددا من السفراء الأجانب الثلاثاء الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version