كشفت دراسة أن المساعدات الخارجية البريطانية الممولة من دافعي الضرائب يتم توجيهها إلى مناطق من العالم أكثر ثراءً من بعض أجزاء المملكة المتحدة، بما في ذلك تمويل مشاريع في الصين الشيوعية.

توصل تقرير صادر عن معهد الشؤون الاقتصادية (IEA) إلى أن أموال دافعي الضرائب تم توجيهها لمساعدة مشاريع في المناطق الغنية في بلدان مثل الصين والمكسيك وماليزيا.

في حين لا تزال مناطق في بريطانيا تعاني من نقص الاستثمار، ادعت وكالة الطاقة الدولية أن المساعدات الخارجية تعمل مثل “روبن هود في الاتجاه المعاكس”، ودعت الحكومة إلى “إعادة تقييم عاجلة” لأولويات إنفاق المساعدات الدولية.

ووجد التقرير أن المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة من خلال المساعدات الإنمائية الرسمية (ODA) تم توجيهها على مدى السنوات الخمس الماضية لتمويل مشاريع الفنون والبنية التحتية والتكنولوجيا في مناطق الطبقة المتوسطة في جميع أنحاء العالم، وغالبا في مناطق أكثر ثراءً من أجزاء من المملكة المتحدة.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، مولت أموال دافعي الضرائب البريطانيين مشروعا بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني في مدينة شنغهاي الصينية المزدهرة للترويج لأوبرا تقليدية نسائية من خلال الوسائط الرقمية. وسعى مشروع آخر بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني بدعم من المملكة المتحدة إلى “تعزيز الإبداع في المجتمعات الصينية” في شنغهاي، على الرغم من أن المدينة لديها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مماثل لضواحي لندن المورقة مثل ريدبريدج ووالثام فورست.

وخلص التقرير إلى أن أغنى منطقة تتلقى أموال دافعي الضرائب البريطانيين كانت مدينة أوردوس الصينية، التي تعد أغنى من 69 منطقة في المملكة المتحدة. ومن بين المدن الصينية الأخرى المزدهرة نسبيا التي تتلقى المساعدات العاصمة بكين، وقوانغتشو، ومدينة شنتشن المجاورة لهونج كونج، والتي تعد أغنى من سبع مناطق بريطانية.

وفي أماكن أخرى، مول دافعو الضرائب في المملكة المتحدة مشاريع في العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي هي أغنى من خمس مناطق في المملكة المتحدة، ومدينة كامبيتشي المكسيكية، التي يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها أعلى من 36 منطقة في بريطانيا.

وقال المركز البحثي إن السبب في توجيه المساعدات نحو المناطق الأكثر ثراءً نسبياً في العالم ربما يرجع إلى تفضيل الموظفين المدنيين وعمال الإغاثة التواجد في مناطق ذات مستويات معيشية أكثر راحة وبنية تحتية أفضل ومزيد من الفرص للتواصل المهني.

ودعت الورقة إلى تعديل قانون التنمية الدولية لعام 2002، الذي صدر في عهد رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، بحيث يتم إرسال المساعدات الخارجية فقط إلى المناطق التي يبلغ فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10914 جنيه إسترليني أو أقل.

وجاء في التقرير أن “هذا من شأنه أن يمنع تكرار إرسال المساعدات إلى مناطق أغنى من مجتمعات دافعي الضرائب في المملكة المتحدة التي يمولونها”.

وفي تعليقه على النتائج، قال مؤلف التقرير مارك توفاي: “إن فرض الضرائب على الأشخاص المجتهدين في بريطانيا المتخلفة عن الركب لتمويل مشاريع في المناطق الغنية في الخارج هو سياسة روبن هود العكسية، حيث تذهب أموال المساعدات إلى المناطق المزدهرة مثل أوردوس في الصين أو كامبيتشي في المكسيك – وكلاهما في الواقع أغنى من أجزاء كبيرة من المملكة المتحدة.

“نحن في حاجة ماسة إلى إعادة تقييم أولويات مساعداتنا لضمان أن أموال دافعي الضرائب في المملكة المتحدة تدعم أفقر الناس في العالم، مع التركيز على القضاء على الأمراض المعدية، والقضاء على الجوع، وانتشال المحتاجين حقا من براثن الفقر.”

تابع كورت زيندولكا على X: أو البريد الإلكتروني إلى: kzindulka@breitbart.com
شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version