يتم رعاية المحتوى التالي من قبل تحالف المدفوعات الإلكترونية.

في كل مرة تتجول فيها في الشارع الرئيسي لمدينة صغيرة جميلة وساحرة، فإن واجهات المتاجر الصغيرة المزدحمة يجب أن تكون بمثابة تذكير بمدى أهمية الشركات الصغيرة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.

من المؤسف أن السيناتورين ديك دوربين (ديمقراطي من ولاية إلينوي) وروجر مارشال (جمهوري من ولاية كانساس) يلحقان ضرراً بالغاً بالمستقبل المالي لاقتصاد الشركات الصغيرة والأميركيين المجتهدين الذين يحافظون على استمراره. إن مشروع قانون بطاقات الائتمان الذي اقترحاه من شأنه أن يحد من قدرة الجهات المصدرة للبطاقات على تمويل برامج المكافآت، الأمر الذي يلحق الضرر المالي بالأسر الأميركية ويصب في مصلحة أولئك الذين لا يحتاجون إلى هذه المكافآت: المتاجر الكبرى مثل وول مارت وكروجر.

وقد وجدت دراسة حديثة أجراها ائتلاف المدفوعات الإلكترونية أن ما يقرب من 70% من حاملي البطاقات الأميركيين من الطبقة العاملة يستخدمون بطاقات المكافآت. وفي حين يفضل جميع حاملي البطاقات المكافآت النقدية، فإن الأميركيين الذين يكسبون أقل من 60 ألف دولار سنويا يستخدمونها أكثر من غيرهم، مع ارتفاع استخدامهم لها خلال مواسم الذروة مثل العودة إلى المدرسة والعطلات. ومع سعي الأسر إلى تعويض النفقات الإضافية خلال الفترات المالية الضعيفة، فإنها تلجأ إلى مزايا المكافآت لخفض التكاليف. كما يظهر التقرير أن الزيادة في الدخل من المكافآت المستردة أكبر بثلاث إلى أربع مرات بالنسبة لحاملي البطاقات من الطبقة العاملة مقارنة بحاملي البطاقات من ذوي الدخل المرتفع. على سبيل المثال، تترجم المكافآت المتراكمة لدى أسر الطبقة العاملة إلى خصم يبلغ حوالي 17 سنتا لكل جالون في مضخة البنزين سنويا، مما يوفر مدخرات حقيقية للأسر من الطبقة العاملة. وإذا تم تمرير هذا التشريع الضار، فلن تكون هذه المزايا ممكنة بعد الآن.

إن برامج المكافآت ليست الشيء الوحيد المعرض للخطر بالنسبة للأسر الأميركية. فمشروع قانون بطاقات الائتمان الذي اقترحه دوربين ومارشال من شأنه أن يلحق الضرر بالشارع الرئيسي. فقد كشف تقرير صادر عن جامعة ميامي عن التأثير المدمر الذي قد يخلفه هذا التشريع على الشركات الصغيرة، التي ستتحمل العبء الأكبر من التغييرات المقترحة. وفي الوقت نفسه، سوف تجني الشركات الحليفة لدوربين ومارشال من المتاجر الكبرى الفوائد. وتشير الدراسة إلى أن أكبر مائة بائع تجزئة في أميركا قد تشهد فائدة تقرب من 3 مليارات دولار، حيث تذهب نحو 40% من هذه الفائدة إلى أكبر خمسة بائعين تجزئة وحدهم: وول مارت، وأمازون، وكوستكو، وكروجر، وهوم ديبوت. ويخلص التقرير إلى أن هذا من شأنه أن يضع الشركات الصغيرة في وضع تنافسي أسوأ.

وفي حال لم يكن ذلك سيئًا بدرجة كافية، فقد وجد التقرير أيضًا أن الشركات الصغيرة من المرجح أن تخسر مكافآتها، حيث يتلقى مشغلو الشركات الصغيرة ما يقرب من 12 مليار دولار في مكافآت بطاقات الائتمان عندما يقومون بعمليات شراء بالائتمان بأنفسهم.

في حين ستعاني الشركات والأفراد الذين يمثلون العمود الفقري الاقتصادي لهذا البلد، لن ترى تكتلات البقالة سوى علامات الدولار. في وقت سابق من هذا العام، أصدرت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) تقريرًا يسلط الضوء على كيفية استغلال تكتلات البقالة لحجمها وقوتها الشرائية أثناء جائحة كوفيد-19 لرفع أسعار المواد الأساسية. ووفقًا لنتائج التقرير، شهدت متاجر البقالة مثل كروجر وول مارت وأمازون زيادة “أعلى بكثير” في الأرباح مقارنة بأرباحها القصوى السابقة في عام 2015. وذكرت لجنة التجارة الفيدرالية أن النتائج “تلقي بظلال من الشك على التأكيدات بأن ارتفاع الأسعار في متجر البقالة يتحرك ببساطة بالتزامن مع ارتفاع تكاليف تجار التجزئة”.

إذا كان دوربين ومارشال وأصدقاؤهم من أصحاب المتاجر الكبرى يهتمون حقًا برفاهية الأمريكيين المجتهدين والشركات الصغيرة، فسوف يضعون حدًا لهذا القانون مرة واحدة وإلى الأبد.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version