كوالالمبور- دأب الناشط الماليزي “زعيم سالمون”، على نشر مجريات الأحداث في فلسطين على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي يوميا. وبرأيه، فإن “قضية فلسطين ليست مجرد ترند على وسائل التواصل الاجتماعي، بل كفاح مستمر من أجل الحرية”.
ويرى سالمون، وهو ناشط في مجال قضايا الحريات خاصة، أن مناقشاته مع زملاء دراسة من اليهود ولّدت قناعاته “بعدالة القضية الفلسطينية وزيف الادعاءات الصهيونية”. وبذلك، تحوّل إلى مؤازرة حقوق الشعب الفلسطيني بعد تخرجه من إحدى الجامعات في الولايات المتحدة وعودته إلى بلده ماليزيا.
وتفيد دوائر دبلوماسية غربية للجزيرة نت، أن ماليزيا تصنّف ثاني دولة في العالم من حيث التضامن مع القضية الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُعزى هذا النشاط إلى توفّر تسهيلات الإنترنت مقابل تعقيدات إجراءات الحصول على تصاريح للتظاهر والتجمهر.
إنسانية القضية
ويعتقد سالمون أن القضية الفلسطينية تحمل بُعدا إنسانيا أكثر من كونه دينيا، وهو الوعي الذي يسعى لتحقيقه من خلال صفحاته المتعددة بوسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركاته بفعاليات دعم القضية مثل إحياء ذكرى النكبة. ويشاركه في ذلك عدد كبير من النشطاء والأكاديميين الذين تخرجوا من جامعات غربية.
والمبادئ الإنسانية هذه كانت الحافز الرئيس كذلك لفرناندو شينتشي، الصيني الأصل، في تبني دعم القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها تحقيق العدالة وإنصاف شعب يعاني من الاضطهاد والحرمان من حقوقه الأساسية منذ نحو 8 عقود.
ويقول شينتشي للجزيرة نت، إن حروب إسرائيل المتكررة على قطاع غزة كانت المحفّز الرئيسي لنشاطه في دعم القضية الفلسطينية، ودفعته إلى البحث عن جذور هذه القضية.
بينما يبدو ريكس تان، الماليزي من أصل صيني كذلك، حائرا بين تصديق ادعاء الإسرائيليين بـ”حق الدفاع عن النفس” في مواجهة ما يسمونه “إرهابا” فلسطينيا، وبين حق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم التاريخية المشروعة.
موقف مبدئي
وفي حديث للجزيرة، يقول وزير الخارجية الماليزي زمبري عبد القادر، إن بلاده تتبنى في سياستها الخارجية العمل على تجريم سياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) التي تنتهجها إسرائيل، واعتبارها جريمة بحق الإنسانية وأحد أشكال التطهير العرقي.
وشدد الوزير الماليزي على أن كل ما تقوم به إسرائيل يتناقض مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي. وقال إن الحكومة الحالية تهتم في كل اتصال لها بالمجتمع الدولي بالعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه المشروع في إقامة دولته المستقلة.
ويقابَل الموقف الرسمي الماليزي بترحيب كبير من الهيئات المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني. وقد التقى الوزير عبد القادر ممثلين ورؤساء هذه المؤسسات في معرض إحياء ماليزيا لذكرى النكبة هذا الأسبوع.
منع التطبيع
يقول رئيس كلية المحاسبة في جامعة الملايا سابقا البروفيسور محمد نظري، إن الحكومة تعهدت بالعمل المطلوب لرفض أي شكل من التطبيع مع إسرائيل قبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وإدانة الجرائم الإسرائيلية في أي منتدى دولي.
وأشار نظري في حديث للجزيرة نت، إلى أن الحراك الشعبي المتواصل حال دون انجرار حكومات سابقة وراء موجة التطبيع التي شملت دولا عربية.
في الوقت نفسه، تقول الناشطة الماليزية في دعم القضية الفلسطينية عذراء بانو، إن توافق الموقفين الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية يصب في مصلحة العدالة الإنسانية.
النكبة.. تذكير دائم
وتصدّرت الناشطة بانو المشاركين في مسيرة نظمت بجامعة الملايا في كوالالمبور بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين. وضمت المسيرة العشرات من الأساتذة إضافة إلى طلاب ونشطاء من خارج الجامعة.
وفي حديث للجزيرة نت عبرت بانو عن قناعتها بأن الوقت قد حان لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، لا سيما أن الوعي بالقضية في تنام مستمر بمختلف دول العالم ولا سيما الغربية.
وبرأي الناشط زعيم سالمون، فإن النكبة ليست حدثا عابرا وقع عام 1948 وانتهى، بل كارثة مستمرة. وأن التفاعل مع قضية فلسطين يجب ألا يقتصر على الوصول إلى ترند على وسائل التواصل الاجتماعي عند قصف غزة بالطيران والمدفعية، ثم العودة بعدها إلى نسيان الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال.