غزة- وجّهت إسرائيل ضربة قوية للوسطاء الذي يقودون جهودا للوصول إلى اتفاق تهدئة، باغتيالها علي حسن غالي القيادي البارز في سرايا القدس، الذارع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، عن طريق قصف شقة سكنية كان داخلها في مدينة حمد جنوب قطاع غزة، فجر الخميس.

ووقعت عملية اغتيال غالي في ظل أحاديث عن جهود متعثرة تقودها أطراف إقليمية ودولية للوصول إلى اتفاق تهدئة ينهي العدوان الذي بدأته إسرائيل فجر الاثنين الماضي، بتنفيذها عملية اغتيال مركبة ومتزامنة أودت بحياة 3 قادة بارزين في المجلس العسكري لسرايا القدس أيضا.

ويمثل اغتيال غالي خسارة فادحة للذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بوصفه قائدا للوحدة الصاروخية المسؤولة عن توجيه عمليات إطلاق الصواريخ من غزة نحو المستوطنات والعمق الإسرائيلي.

وجاءت عملية الاغتيال بعد ساعات قليلة من رشقة صاروخية كبيرة انطلقت من غزة، إثر توارد معلومات عن رفض إسرائيلي لشروط حركة الجهاد الإسلامي لإنجاز اتفاق التهدئة. وتتهم إسرائيل غالي بأنه المسؤول عن اتخاذ قرار إطلاق هذه الصواريخ.

وقالت مصادر إعلامية إن رئيس هيئة الأركان ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أشرفا مباشرة على عملية اغتيال غالي، وتتوقع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ردا واسعا من حركة الجهاد الإسلامي على اغتياله.

الشهيد علي غالي (يمين) رفقة سلفه في قيادة الوحدة الصاروخية الشهيد خالد منصور (الجزيرة)

من الشهيد علي غالي؟

باغتيال الشهيد غالي، تواصل إسرائيل عمليات تصفية قيادات وازنة في المجلس العسكري لسرايا القدس، بدأتها الاثنين باغتيال أمين سرّ السرايا الشهيد جهاد الغنام، وعضو المجلس قائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، والأسير المبعد طارق عز الدين أحد أركان العمل العسكري للسرايا ومسؤول ملف الضفة الغربية فيها.

ووفق سيرة ذاتية حصلت عليها الجزيرة نت من الإعلام العسكري للجهاد لإسلامي:

  • وُلد الشهيد علي حسن غالي -ويُكنى بأبي محمد- في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عام 1975.
  • انتمى لحركة الجهاد الإسلامي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، والتحق بصفوف العمل العسكري في سرايا القدس وكان من أوائل المنضمين لمجموعات الاستشهاديين.
  • شارك في تأسيس الوحدة الصاروخية في سرايا القدس، وعمل نائبا لمسؤولها منذ عام 2010.
  • أشرف على تدريب المنتسبين للوحدة الصاروخية على عمليات التربيض والإطلاق.
  • شارك بنفسه في عمليات إطلاق الصواريخ من غزة نحو المستوطنات وفي العمق الإسرائيلي منذ عام 2002، وأشرف على تربيض وإطلاق “صواريخ فجر 5” عام 2012.
  • تولى مسؤولية القوة الصاوخية خلفاً للشهيد خالد منصور، الذي اغتالته قوات الاحتلال في أغسطس/آب من العام الماضي، عبر قصف جوي لمنزل كان فيه بمدينة رفح جنوب القطاع.
  • أصبح الشهيد علي غالي عضوا في المجلس العسكري لسرايا القدس عام 2019.
  • نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية عدة مرات، كان أبرزها خلال معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، وأصيب حينها بجروح بالغة.

يُعرف عن الشهيد غالي “التزامه بالعمل والإنجاز والعطاء اللامحدود، وتميز بالسرية التامة وقلة الظهور والعمل في الظل”.

وقال مصدر في الإعلام العسكري لسرايا القدس، للجزيرة نت، إن اثنين كانا برفقة الشهيد غالي ارتقيا شهيدين أيضا في عملية الاغتيال التي وصفها بـ”الغادرة والجبانة”، وهما شقيقه محمود غالي، وابن شقيقته محمود عبد الجواد منصور.

وللشهيد غالي شقيق اسمه محمد معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002، ويقضي حكما بالسجن 25 عاما بتهمة المشاركة في عمليات فدائية.

وعُرف عن الشهيد علي غالي أنه باع مصاغ زوجته في بداية الانتفاضة الثانية (الأقصى) لشراء السلاح والانخراط في المقاومة، ويعتبر -وفق الإعلام العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- من العقول المبدعة في المجال التقني، وكان بارعا في تصنيع الراجمات الصاروخية الأرضية والمحمولة.

تهدئة أم حرب واسعة؟

وتزامنت عملية الاغتيال مع دعوة مصرية لقيادة الجهاد الإسلامي لعقد مباحثات في القاهرة، بشأن تطورات الأوضاع في غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة.

وقال المتحدث باسم الحركة طارق سلمي، للجزيرة نت: إن عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور محمد الهندي موجود في القاهرة بناء على دعوة مصرية لبحث التطورات، وقد حمل معه شروط الحركة للتهدئة، وأبرزها وقف سياسة الاغتيالات الإسرائيلية.

وشدد سلمي على أن إسرائيل ليس أمامها سوى الرضوخ لشروط المقاومة. ورغم إقراره بالخسارة الفادحة لاغتيال غالي ومن سبقوه من قيادة المجلس العسكري للسرايا، فإنه قال إن عمليات اغتيال القادة لن تغير من “معادلة المقاومة”، وستزيد من إصرار خلفاء الشهداء على المضي قدما على طريق الشهادة والحرية.

واكتفى سلمي بكلمة “سنرد”، في إجابته على موقف سرايا القدس بعد اغتيال غالي، بوصفه رابع مسؤول رفيع في المجلس العسكري للسرايا يجري اغتياله.

وبرأي المحلل السياسي الخبير في الشؤون الإستراتيجية الدكتور حسن عبده، فإن نجاح جهود الوسطاء في الوصول لاتفاق تهدئة مرتبط بالاستجابة لشروط الجهاد الإسلامي. وقال للجزيرة نت “هذه شروط وطنية وليست تنظيمية، والجهاد لن يقبل بأقل من ذلك بعد جرائم الاغتيال الغادرة التي ارتكبها الاحتلال خلال اليومين الماضيين”.

ويعتقد المحلل السياسي المقرب من الجهاد أن جريمة اغتيال غالي لن تمرَّ دون رد من سرايا القدس، “التي تملك الآن زمام المبادرة والميدان، وتحدد من الكتلة السكانية لدى الاحتلال التي ستدخل إلى الملاجئ”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version