ال بحكم القانون انتقد رئيس الجمهورية اليمنية، راشد محمد العليمي، عضو “المجلس الرئاسي القيادي”، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على نطاق أوسع لتخليهما عن إدارته في حربها الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمان ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، وذلك في كلمته أمام الجمعية العامة يوم الاثنين.

في عام 2014، هاجم الحوثيون العاصمة صنعاء، وسيطروا عليها وأجبروا الحكومة الشرعية للبلاد، التي يمثلها العليمي، على الانتقال إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وبمساعدة النظام الإسلامي الإيراني، وسع الجهاديون الحوثيون نفوذهم بشكل كبير في اليمن خلال العقد الماضي. وفي أعقاب حصار ومذبحة مئات الأشخاص في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول من قبل حركة حماس الإرهابية التابعة لإيران، أعلن الحوثيون الحرب على إسرائيل – على الرغم من أنها ليست كيانًا حكوميًا شرعيًا – وشنوا حملة ضد الشحن التجاري العالمي.

يزعم زعماء الحوثيين أن هجماتهم القرصنة على السفن التجارية العشوائية تستهدف فقط السفن التي تتعامل تجاريا مع إسرائيل – أو، بعد الغارات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية، السفن التابعة لتلك البلدان – ولكن في الواقع، قاموا بقصف السفن دون وجود ارتباط واضح بأي من أهدافهم. في بعض المناسبات، قصف الإرهابيون الحوثيون سفنًا تابعة لدول وعدوا صراحة بعدم مهاجمتها، مثل روسيا والصين. في إحدى الحالات، هاجم الحوثيون سفينة تحمل حبوبًا إلى رعاتهم في إيران.

وبحلول شهر سبتمبر/أيلول، شن الحوثيون أكثر من 200 هجوم على السفن في البحر الأحمر وبالقرب منه، وأصابوا أكثر من 77 سفينة تجارية وأغرقوا اثنتين منها.

وندد العليمي بأن الأمم المتحدة لم تفعل سوى القليل للحد من أضرار الحملة الحوثية، ولم تفعل أي شيء تقريبا لدعم عودة الحكومة الشرعية إلى السلطة بلا منازع.

وحذر الرئيس اليمني من أن “التساهل مع أعداء السلام يؤدي إلى أبشع الحروب وأكثرها تعقيدا وتكلفة”، مضيفا أن “هناك حاجة ملحة إلى نهج جماعي لدعم الحكومة اليمنية وتعزيز قدراتها المؤسسية وحماية حدودها الإقليمية وتأمين كافة أراضيها”.

وأضاف العليمي أنه “بدون معالجة هذه الاحتياجات وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة التي تحظر تدفق الأسلحة الإيرانية وتجفيف المصادر المؤسِّسة فإن هذه الميليشيات لن تنخرط في أي جهود لتحقيق السلام العادل والشامل، ولن تمتنع عن ابتزاز المجتمعين الإقليمي والدولي”.

وأضاف أن “ميليشيات الحوثي بهجماتها الإرهابية المستمرة على حركة الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به تثبت أنها تمثل تهديدا متزايدا ليس لليمن كما يعتقد البعض فحسب، بل أيضا لاستقرار المنطقة ككل ولتأمين تدفق التجارة الدولية”.

وأضاف أن “الحوثيين اليوم يعززون موقفهم كأول جماعة متمردة في التاريخ تستخدم الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار ضد السفن التجارية المدنية”.

وأدان العليمي إيران بشكل خاص لتوفير ترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة للإرهابيين الحوثيين وأولئك الذين “يقللون من دور إيران وأسلحتها ووكلائها في زعزعة استقرار اليمن والمنطقة والعالم”.

واعترف الرئيس اليمني أيضا باختطاف الحوثيين جماعيا لعمال الإغاثة في يونيو/حزيران الذين كانوا يعملون في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، لكنه ألقى باللوم على الأمم المتحدة جزئيا في الهجوم على العاملين في المجال الإنساني، لأنهم، كما زعم، تجاهلوا دعوة حكومته لإخلاء المناطق التي وقعت فيها الهجمات.

وقال العليمي إن هناك اعتقادا سائدا بأن الأمم المتحدة مسؤولة عن إعطاء هذه الميليشيات الفرصة لاختطاف هذا العدد غير المسبوق من عمال الإغاثة وموظفي المنظمات غير الحكومية، وذلك من خلال عدم استجابتها لدعوة الحكومة اليمنية بنقل المقر الرئيسي من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وأضاف أن “الأمم المتحدة، من خلال عدم أخذها على محمل الجد هذه الميليشيات وإبقاء مقرها في صنعاء، مكنت هؤلاء الإرهابيين عن غير قصد من أخذ أفرادها كرهائن واستخدامهم كورقة مساومة لابتزاز المجتمع الدولي”.

ولم يذكر الرئيس اليمني أي دولة بعينها فيما يتصل بفشل المجتمع الدولي في الاستجابة لهجمات الحوثيين، رغم أن حكومة الرئيس الأميركي اليساري جو بايدن قادت أكبر جهد فاشل للقيام بذلك: “عملية حارس الرخاء”، وهو تحالف مزعوم من الدول التي التزمت بشكل غامض بالمساعدة في حماية الشحن التجاري في منطقة البحر الأحمر الكبرى. أُعلن عن التحالف في ديسمبر/كانون الأول، وكان من المفترض أن يهدف إلى مرافقة السفن التجارية وتثبيط هجمات الحوثيين، ولكن بعد مرور ما يقرب من عام، ليس من الواضح بالضبط ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها تحت لواء “حارس الرخاء” أو ما إذا كان قد نجح في منع أي هجمات حوثية كبرى.

وفي يونيو/حزيران، وقع تحالف من الجهات البارزة في صناعة الشحن على رسالة نشرها مجلس الشحن العالمي تطالب الجهات الفاعلة في الدولة ببذل المزيد من الجهود لحماية التجارة الدولية من التهديد الحوثي.

وجاء في الرسالة: “ندعو الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى حماية بحارتنا الأبرياء وإلى تهدئة الوضع في البحر الأحمر على وجه السرعة. لقد سمعنا الإدانة ونقدر كلمات الدعم، لكننا نسعى بشكل عاجل إلى اتخاذ إجراءات لوقف الهجمات غير القانونية على هؤلاء العمال الحيويين وهذه الصناعة الحيوية”.

واختتم العليمي كلمته بإدانة نمطية لعمليات الدفاع عن النفس التي تشنها إسرائيل ضد حماس، ولم يعترف بالتحالف بين حماس والحوثيين الذي يبقي إدارته خارج عاصمة بلاده، وبدلاً من ذلك طالب إسرائيل بوقف عملياتها ضد الوكيل الإرهابي المدعوم من إيران.

تابع فرانسيس مارتيل على فيسبوك و تغريد.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version