قال تقرير لموقع أكسيوس إن خطط المرشح الجمهوري دونالد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين لها سوابق تاريخية، وتذكر الأميركيين بحالات تهجير قسري سابقة لا يزال أثرها واضحا في المجتمع الأميركي.

وقال الموقع إن الخطاب المعادي للمهاجرين واضح في حملات ترامب، فمثلا روج تكرارا لادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة، كما وعد بإنهاء حق المواطنة بالولادة الدستوري، الذي يمنح كل مولود على أرض أميركية جنسيتها، للتقليل من عدد المجنسين من المهاجرين غير النظاميين.

ولكن أكسيوس أكد أن اتخاذ سياسات معادية للمهاجرين ليس أمرا جديدا على الساحة الأميركية، وقد تجاهلت عمليات الترحيل السابقة الحريات المدنية، وزادت من حدة التوترات العرقية وشتت عائلات المواطنين الأميركيين لأجيال.

وذكر التقرير 3 حالات سابقة، هي مداهمات بالمر في 1919 ضد المهاجرين اليهود الروس والإيطاليين، وعمليات ترحيل المكسيكيين تحت غطاء “إعادتهم إلى الوطن” في ثلاثينيات القرن الماضي، والترحيل الجماعي للمهاجرين المكسيكيين في الخمسينيات.

وأدت هذه الحوادث التاريخية لإقامة منظمات حقوقية معنية بشؤون اللاتينيين الأميركيين والمهاجرين، مما سيصعب على ترامب اتخاذ أي قرارات بحق المهاجرين والمهاجرين غير النظاميين برأي الموقع.

مداهمات بالمر

بدأت المداهمات وفق التقرير بعد أن انفجرت قنبلة خارج منزل المدعي العام ألكسندر ميتشل بالمر، ووقعت الحادثة بالتزامن مع الثورة البلشفية الروسية و”الرعب الأحمر”، وهي فترة زاد فيها الخوف والرهاب من أيديولوجيات أقصى اليسار، بما في ذلك البلشفية، وسميت بالرعب الأحمر نسبة لجيش الاتحاد السوفياتي، ولاحقا جيش روسيا الأحمر.

كما وصل في تلك الفترة أفواج من الإيطاليين والروس اليهود إلى العديد من المدن الصناعية، مما أدى لانتشار التعصب ضد المهاجرين وعودة ظهور جماعة كو كلوكس كلان.

ومنحت حادثة الانفجار بالمر الغطاء السياسي اللازم للتخلص من هؤلاء المهاجرين، فأمر بتنظيم المداهمات بالمدن الكبرى، ووضع كل المشتبه في اعتناقهم آراء سياسية متطرفة تحت المراقبة، واعتقل الآلاف ورحلوا إثر ذلك دون أسباب وجيهة.

“إعادة المكسيكيين إلى الوطن”

أدى الكساد الكبير -حسبما ورد في التقرير- إلى ضغط حكومات الولايات الأميركية على المكسيكيين والأميركيين المكسيكيين (المجنسين) للعودة إلى المكسيك وسط ارتفاع معدلات البطالة، فإما كانوا عرضة للاستهداف في مداهمات، أو إجبارهم على المغادرة تحت التهديد.

والتف المسؤولون الأميركيون على حق المواطنة بالولادة وأرسلوا الأطفال المجنسين إلى المكسيك، متذرعين بأنهم لا يريدون تفريق الأطفال عن عائلاتهم.

الترحيل الجماعي

أقر الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور عملية “الظهر المبلل” في الخمسينيات التي كانت آنذاك أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، ويشير المصطلح “المهين” الذي سميت به العملية إلى المهاجرين المكسيكيين غير النظاميين الذين دخلوا ولاية تكساس من المكسيك عبر نهر ريو غراندي الحدودي وتبللوا أثناء ذلك.

واستخدمت العملية إستراتيجيات “عسكرية” -حسب تعبير الموقع- لاعتقال 1.3 مليون مكسيكي ومكسيكي أميركي، إذ دهم عملاء الحدود أحياء الأميركيين المكسيكيين، وطالبوا ببطاقات هوية من كل من يبدو مكسيكيا في الأماكن العامة، واقتحموا منازل المهاجرين خاصة في منتصف الليل، وضايقوا الشركات التي يمتلكها مكسيكيون.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version