قالت صحيفة “لو باريزيان” إن رئيسي وزراء فرنسا السابقين إليزابيث بورن ودومينيك دوفيلبان تحدثا في نقاش ساخن على القناة الفرنسية الثانية عن الوضع في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا، واختلفا حول موقف فرنسا الدبلوماسي في هذه الصراعات.

واستعاد رئيس الوزراء الأسبق جاك شيراك العمود الذي وقعه في صحيفة ليبراسيون، مطالبا بفتح أبواب غزة للسماح للصحفيين والمنظمات غير الحكومية بالدخول، وقال “من واجب المجتمع الدولي أن يعرف ما يحدث. لا يمكننا أن نترك منطقة مساحتها 365 كيلومترا مربعا في الظلام ولا يمكن الهروب منها”، وأضاف فيما يتعلق بإسرائيل “الديمقراطية يجب أن تكون مسؤولة أمام المجتمع الدولي”.

توقفي هناك

كما شجب دوفيلبان، وهو أيضا وزير الخارجية الأسبق الذي يندد بانتظام بالوضع في غزة ويطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، عدم وضوح موقف فرنسا من الصراع في الشرق الأوسط، وقال “هناك عدم وضوح في الرسالة في كثير من الأحيان بسبب اختلاف المواقف مع مرور الوقت. إن المعركة التي يجب خوضها والتي لا تخوضها فرنسا بما فيه الكفاية هي معركة الدفاع عن المبادئ، تلك التي يجب الدفاع عنها في أوكرانيا وتلك التي يجب الدفاع عنها في غزة وفي الشرق الأوسط”.

وردت إليزابيث بورن مستذكرة المهمة الموكلة إلى وزير الخارجية الأسبق جان إيف لودريان كمبعوث إلى لبنان، قائلة “أعتقد أننا ندخل في بعض المناورات السياسية”، وقالت إن فرنسا منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكدت بقوة “أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وفقا للقانون الدولي”.

وقاطع دوفيلبان رئيسة الوزراء السابقة قائلا “توقفي هناك. هل تفعل فرنسا ذلك وفقا للقانون الدولي؟” لترد هي عليه بامتعاض “ما هو الحل السحري لديك؟”، فيقول دوفيلبان بانزعاج “عندما يعطي (الرئيس الأميركي) جو بايدن إنذارا نهائيا (لرئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو ولم يحترمه، ما هو الحل لديكم؟ لا ينبغي القبول بذلك. أنا لا أقبل المجازر في قطاع غزة”، لترد بورن “لكن ماذا بعد؟”.

يؤكد دوفيلبان أنه “لا يمكننا الاكتفاء بالكلمات الطيبة أو الصيغ الجاهزة. أنا دبلوماسي، وكنت ممثلا للدبلوماسية الفرنسية وزيرا للخارجية، ويجب أن ننظر إلى هذه المواقف دون الاكتفاء بالكلام الجميل”.

وختم قائلا “لا تنقصنا الوسائل اللازمة للعمل”، ودعا إلى أن تقترح فرنسا قرارا جديدا بشأن غزة، وخاصة بعد أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

أما بالنسبة للحرب في أوكرانيا التي تجاوزت ألف يوم هذا الأسبوع، فأكد دوفيلبان أهمية أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وكييف موقفا موحدا سيكون بمثابة خط أحمر يجب تقديمه للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي وعد بحل الصراع بين كييف وموسكو في يوم واحد، وحذر وزير الخارجية الأسبق قائلا “يجب ألا نجبر أوكرانيا على الاستسلام”.

وذكرت إليزابيث بورن من جانبها بأن الاتحاد الأوروبي موحد بشأن الحرب في أوكرانيا، وقالت “فرضنا مجموعات متتالية من العقوبات”، وتساءلت “هل يمكن أن نكتفي بهذا، مع العلم أنه يتم التحايل على العقوبات؟”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version