قال محللان سياسيان إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية هو الأخطر منذ عقود، واستبعد أحدهما إقدام إسرائيل على توجيه ضربة استباقية ضد إيران.
وفي هذا الإطار، وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب اغتيال هنية بأنه أخطر اغتيال سياسي قامت به إسرائيل منذ عقود، لكونه يتعلق برئيس إحدى أكبر الحركات السياسية في فلسطين وبعد خوضها معركة مستمرة منذ 10 أشهر.
وأشار أيوب -خلال تحليله للجزيرة- إلى أن الاغتيال يمكن أن يشكل نوعا من التعويض السياسي والدبلوماسي والإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستغلاله داخليا واستثماره سياسيا ومحاولة استعادة هيبة الردع.
وأكد أن الاغتيال يشكل أيضا تهديدا مباشرا في تعامل إسرائيل مع القضية الفلسطينية، إذ لدى نتنياهو التزام تاريخي بسحق كل رموز القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن عملية الاغتيال تستهدف كسر صلابة حماس التفاوضية خلال الحرب الحالية، إذ لم تعتد إسرائيل على مفاوضات أطراف فلسطينية وعربية بهذا التماسك التنظيمي والسياسي.
أهداف نتنياهو
بدوره، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن نتنياهو حقق أهدافا من عملية اغتيال هنية، إذ نجح في تعطيل مباحثات وقف إطلاق النار بغزة، وأكد أن موضوع الأسرى الإسرائيليين ليس في سلّم أولوياته.
أما الهدف الثاني -وفق مصطفى- فيتعلق برغبة نتنياهو إطالة الحرب على قطاع غزة في ظل تزايد الضغوطات الداخلية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الاغتيال منح الأول نقاطا سياسية على مستوى الشارع الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة نشوة وزهو بعد اغتيال هنية، لكنه قال إنه “سيدفع الثمن في حال دخول إسرائيل بحالة طوارئ طويلة تؤثر بشدة على الاقتصاد الإسرائيلي”.
تصريحات بايدن
وبشأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن حول اغتيال هنية وكونه ليس مفيدا لوقف إطلاق النار في غزة، قال الأكاديمي الفلسطيني إن هناك عطبا أخلاقيا أميركيا لأن ما حدث “خرق فاضح للقانون الدولي واعتداء على سيادة دولة، ومحاولة مكشوفة لجر الإقليم إلى حرب واسعة، واستمرار الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل”.
وأشار إلى أن واشنطن لا تمتلك الرغبة والإرادة للضغط على إسرائيل في ظل قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية، في حين تعمل الأخيرة بسياسة حافة الهاوية لجر الجميع إلى حرب إقليمية.
وشدد على أن واشنطن غير معنية بحرب إقليمية وتوسع الصراع ولكنها معنية بخروج إسرائيل من المواجهة بإنجازات ملموسة لترتيب وضع إقليمي يخدم مصالحها مع الحفاظ على مكانة إسرائيل.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية إن إدارة بايدن لم تفعل شيئا لمنع فكرة الاغتيالات أو تفرض وقفا لإطلاق النار على إسرائيل، مضيفا أن الأخيرة تدفع نحو حرب إقليمية، في حين تحاول الولايات المتحدة إنقاذ إسرائيل.
رد إيران
في الجهة المقابلة، تبدو إيران بوضع يصعب تقييمه -وفق أيوب- خاصة إذا لم ترد على حجم الاختراق وامتهان كرامتها الوطنية وأمنها، وبذلك تكون تل أبيب قد أخضعت طهران، مضيفا أن الأمر ينطبق أيضا على حزب الله ورده المتوقع على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.
ورجح أن الرد قادم في ظل انعدام الخيارات لجبهات الإسناد، إذ تتعامل إسرائيل مع الضاحية الجنوبية لبيروت وميناء الحديدة باليمن وكأنها مناطق رفح وبيت حانون والبريج في قطاع غزة، مستبعدا الوصول إلى مخرج حتى بعد رد “محور المقاومة”.
وفي سياق ذي صلة، قال مصطفى إن إسرائيل منهمكة في بناء مظلة ومنظومة دفاعية حولها مثلما حدث في الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان الماضي، مستبعدا إقدامها على عملية استباقية ضد إيران لكونها غير مجدية.