على الرغم من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة وارتكابه آلاف المجازر، إضافة إلى الحصار، والتجويع، والتهجير ضد المواطنين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه فشل في العثور على الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

وبعد مرور أكثر من 425 يومًا من حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، شارك مغردون فلسطينيون ووسائل إعلام مختلفة مقطع فيديو يظهر جنودًا من جيش الاحتلال يتحدثون بمكبرات الصوت وباللغة العربية، يعرضون على النازحين شمال غزة لوحة عليها رقم 5 ملايين دولار مكافأة مقابل الإدلاء بمعلومات حول الأسرى.

وقد انتشر الفيديو بشكل واسع بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أظهر المقطع ردة فعل أطفال وسيدات نازحين من مخيم جباليا شمال قطاع غزة وعدم إبداء أي اهتمام لجنود الاحتلال.

وتعليقا على ذلك، أوضح الإعلامي والكاتب السياسي الفلسطيني فايد أبو شمالة عبر حسابه على منصة “إكس” أن الجيش الإسرائيلي فشل في استعادة أسراه لدى المقاومة الفلسطينية رغم كل ما فعله في قطاع غزة من إبادة ودمار.

فيما كتب الدكتور حسن أبومطير عبر منصة إكس قائلا “جنود الاحتلال الإسرائيلي المفلسين ينشرون يافطة للخارجين من جباليا تحت التهديد والنار حول جائزة الخمسة ملايين لمن يسلم أسيرًا أو يدلي بمعلومات عنه”.

وانهالت الردود والتعليقات على الفيديو، قائلين “شردوهم وهدموا بيوتهم وقتلوا أهلهم، وبعد كل ذلك يعرضون عليهم النقود لبيع ضمائرهم”، في إشارة إلى عجز جيش الاحتلال عن العثور على الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، رغم عام كامل من الحرب على القطاع”.

وأضاف المغردون أنه بعد سنة وشهرين من تدمير غزة، بما في ذلك بيوتها ومدارسها ومستشفياتها، وتهجير سكانها، وارتكاب إبادة بشرية، لم يتم العثور على الرهائن.

كما سخر أحد المغردين من مقطع الفيديو قائلًا “فكرت فاتح بسطة وببيع، طلع بيشحد معلومات”، فيما علّق آخر على ردّة فعل الطفل تجاه جنود الاحتلال وهو يمشي قائلا حاضر “ماخده (يأخذه) على قد (قدر) عقله”.

وأشار آخرون إلى أن الاحتلال، رغم القوة التي يملكها والدعم العسكري الذي يتلقاه من الدول الغربية والعربية، انتهى به الأمر إلى عرض مكافأة مالية لمن يدله على الأسرى، معتبرين أن هذا يُظهر عجزا كبيرا في استعادتهم.

كما علق أحد المغردين على الفيديو قائلا “عجزت أحدث أجهزة التجسس لديهم وكلاب الأثر عن معرفة مكان الأسرى والمحتجزين في غزة، ولم يجدوا عميلًا يتعاون معهم أو يرشدهم إلى أي معلومات تفيدهم، فلجؤوا إلى استغلال حاجة الناس وعرضوا 5 ملايين دولار لمن يتعاون معهم”.

توصيات حماس

في السياق ذاته، قالت وكالة رويترز إنها اطلعت على بيان داخلي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يفيد بأن لدى الحركة معلومات عن نية إسرائيل تنفيذ عملية لاستعادة بعض أسراها في قطاع غزة، ويتضمن تعليمات لمقاتلي الحركة إزاء مثل هذه “المغامرة”.

ووفقا لما نقلته الوكالة، فإن حماس علمت بأن إسرائيل تعتزم تنفيذ عملية لاستعادة الأسرى على غرار العملية التي نفذتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في يونيو/حزيران الماضي، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 270 فلسطينيا جراء القصف المدمر.

وجاء في البيان أنه “من المتوقع إقدام العدو على محاولة مشابهة أو سيناريو قريب من عملية النصيرات بهدف محاولة تحرير عدد من أسراه”، وفقا لما نقلته رويترز، التي قالت إن حماس تحدثت عن “تحييد” الأسرى إذا تم تنفيذ مثل تلك العملية.

وأضاف البيان الداخلي أن التوصيات هي “التشديد في ظروف حياة الأسرى وفق تعليمات صادرة بعد عملية النصيرات… تفعيل أوامر التحييد.. كرد فوري وسريع على أية مغامرة من قبل العدو”.

وحسب البيان -الصادر بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- فقد طلبت حماس من أفرادها الذين يحتجزون الأسرى الإسرائيليين في غزة ألا يلتفتوا إلى أي تداعيات بعد هذه التعليمات، مؤكدة أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن مصير أولئك الأسرى.

وقد أعلنت حماس -أول أمس الاثنين- أن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزين لديها قُتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأكدت أن معظمهم قضوا بقصف الجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأكدت الحركة مرارا أن أي اتفاق لتبادل الأسرى يجب أن يحقق وقف العدوان على قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version