تواجه حملة مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، لانتخابات الرئاسة الأميركية عدة مشاكل، بسبب استمرار دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وورد في تقرير لموقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني، أن مجموعة من الشباب المؤيدين لفلسطين بدأت في تنظيم حملة لعرقلة تجمعاتها الانتخابية بسبب مخاوف من أنها لن تسعى إلى تغييرات سياسية ذات مغزى تجاه إسرائيل إذا فازت بالسباق نحو البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي مقابلة حصرية مع الموقع البريطاني، قال ممثلون عن المجموعة الصغيرة من الناشطين في ولاية ميشيغان -الذين قاطعوا هاريس أثناء إلقاء خطابها في مدينة ديترويت الأسبوع الماضي- إن الحزب الديمقراطي ليس لديه أي نية لتغيير سياساته تجاه إسرائيل، فضلا عن إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أو حظر تزويد إسرائيل بالسلاح على نحو ما طالب به المناهضون للحرب في تظاهراتهم.

تشويش على هاريس

ويوم الجمعة الماضي، قام النشطاء بالتشويش على تجمع حاشد لهاريس في أريزونا، التي تُعد من الولايات المتأرجحة. وأكد ممثلو النشطاء لميدل إيست آي أنهم سيعرقلون تجمعاتها في كافة الولايات المتأرجحة حتى موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في وقت لاحق من أغسطس/آب الجاري.

ونقل الموقع عن إيمان علي (21 عاما) -وهي من بين الناشطين الذين اعترضوا المرشحة الديمقراطية في تجمعها الانتخابي الأول- القول: “أحث الجميع، من أي مدينة جاؤوا، على التأكد من التصدي لهاريس، حيثما تظهر، وإجبارها على الاعتراف بالإبادة الجماعية التي تورطت فيها، وأنها لن تغادر المكان قبل الإقرار بذلك، والتشويش عليها”.

وأضافت أنه يجب التأكد من أن هاريس “لن تستطيع الذهاب إلى اجتماع حاشد والتحدث عن كل هذه القضايا التي تدعي أنها ستدافع عنها، دون الحديث عن آلاف الفلسطينيين في غزة الذين مولت بشكل مباشر قتلهم، وعلينا أن نذكرها بذلك”.

وذكرت إيمان أنها كانت واحدة من أفراد مجموعة من 7 نساء ورجلين اعترضوا هاريس أثناء إلقاء خطاب في ساحة مطار ديترويت، الخميس، وهتفوا “كامالا، كامالا لا يمكنك الاختباء! لن نصوّت للإبادة الجماعية”.

هاريس تتفاعل

وعند سماعها هتافهم، نظرت إليهم هاريس وقالت: “أنا هنا لأننا نؤمن بالديمقراطية، ونهتم بأصوات الجميع. لكنني أتحدث الآن”.

ولما واصلت المجموعة الهتاف، توقفت هاريس مرة أخرى قبل أن تقول: “أتعلمون، إذا كنتم تريدون أن يفوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك وإلا سأواصل حديثي”.

وسخرت إيمان من تصريحات هاريس قائلة إنه من السخف أن يؤيدها أي شخص يؤمن بالديمقراطية أو العدالة، أو يهتم بإنهاء الحرب، في حين أن حملتها الانتخابية لم تكشف النقاب بعد عن برنامجها السياسي.

وقالت ناشطة أخرى تدعى زينب الحكيم إن تعليقات هاريس لم تكن مفاجئة لأن نائبة الرئيس دأبت على التلويح بشبح فوز ترامب بولاية رئاسية أخرى، بهدف ثنيهم عن الاحتجاج والمطالبة بتغيير السياسة الأميركية تجاه الحرب على غزة.

وأوضح آزاد عيسى مراسل ميدل إيست آي في نيويورك، أنه يستطيع أن يؤكد أن الموقع الإلكتروني لحملة هاريس نشر، منذ 10 أغسطس/آب، نداء لجمع التبرعات، وسيرة ذاتية لمرشحة الحزب الديمقراطي ونائبها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، إلى جانب قائمة بالفعاليات المقبلة، لكنه لم يتضمن أي برامج سياسية حتى الآن.

فشل وتجاهل

وقالت سلمى حمامي، وهي مشاركة أخرى في احتجاجات الخميس، إن الفشل في توضيح السياسة أظهر مدى قلة اهتمام هاريس ونائبها بالناخبين، أو بمطالبهم بوضع حد للمذبحة في غزة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “داتا فور بروغرس” الأميركية للأبحاث في مايو/أيار أن 7 من كل 10 ناخبين محتملين يؤيدون دعوة الولايات المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

ووجد الاستطلاع نفسه أن 68% من الديمقراطيين يؤيدون “تعليق جميع مبيعات الأسلحة الأميركية لإسرائيل طالما أنها تمنع دخول المساعدات الإنسانية الأميركية إلى غزة”.

ونسب الموقع البريطاني لنشطاء من جميع أرجاء الولايات المتحدة القول إن معاملة هاريس للمتظاهرين كانت إشارة إلى أن الحزب الديمقراطي لم يفهم بعد أن الأمور قد تغيرت -ليس فقط بين الناخبين العرب والمسلمين في البلاد- ولكن أيضا بين العديد من المعارضين الآخرين للحرب الإسرائيلية التي ترعاها واشنطن في غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version