بغداد- يشهد العراق خلال يومي 20 و21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أول تعداد سكاني شامل منذ عام 1987، وبعد تعداد عام 1997 الذي لم يشمل محافظات إقليم كردستان، لأنها كانت شبه مستقلة عن العراق في عهد النظام السابق.

ويعتبر هذا التعداد العاشر الذي تشهده البلاد في تاريخها الحديث، ويُعد حدثا وطنيا بالغ الأهمية سيلقي بظلاله على مستقبل العراق السياسي والاجتماعي، إذ من المتوقع أن يسهم في رسم صورة دقيقة عن التوزيع السكاني ونسبة مكونات البلاد المختلفة.

وفيما يلي إجابات على أبرز الأسئلة المتعلقة بعملية التعداد:

التحول الرقمي في عملية التعداد السكاني يعد قفزة نوعية للحصول على نتائج دقيقة (الجزيرة)
  • لماذا سينفذ التعداد السكاني إلكترونيا؟

أكد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، أن إجراء التعداد السكاني إلكترونيًا يمثل نقلة نوعية هامة في مسيرة التنمية في العراق، موضحا في حديثه للجزيرة نت أن العراقيين ينظرون إلى هذا التعداد باهتمام كبير، باعتباره خطوة أساسية لرسم خارطة جديدة للواقع العراقي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

ووضح الهنداوي، أن هذه الخارطة ستكون بمثابة مفتاح لحل المشكلات التي تواجه العراق في مختلف القطاعات، مثل الصحة والتعليم والسكن والخدمات، بالإضافة إلى خلق فرص عمل مناسبة للقوى العاملة، وأضاف أن الوزارة نفذت مرحلة سابقة شملت ترقيم جميع الدور والمباني وحصر عدد الأسر والأفراد، وأن المرحلة الحالية ستستمر لمدة أسبوعين لجمع البيانات بالكامل.

وأكد الهنداوي أن التحول إلى التعداد الإلكتروني هو جزء من توجه الحكومة نحو الرقمنة وتحويل جميع الإجراءات والخدمات إلى منصة إلكترونية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيضمن الحصول على بيانات دقيقة وسريعة عن الواقع، مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل.

بينما يرى الإعلامي والناشط المجتمعي مهدي غريب، أن التحول الرقمي في عملية التعداد السكاني يعد “قفزة نوعية نحو الحصول على نتائج دقيقة وسريعة”، ووضح في حديثه للجزيرة نت، أن استخدام الأجهزة الإلكترونية في جمع البيانات سيسهم بشكل كبير في تسهيل هذه العملية، خاصة مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم.

حظر التجول سيستمر من منتصف ليلة الثلاثاء إلى منتصف ليلة الخميس (الجزيرة)
  • لماذا يفرض حظ التجول خلال التعداد؟

أعلنت اللجنة الأمنية العليا للتعداد العام للسكان والمساكن أن حظر التجول الكلي سيكون على مدى يومين كاملين، ويبدأ من منتصف ليلة الثلاثاء حتى منتصف ليلة الخميس، مؤكدة أنها تتابع جميع المدن وأنها قد وضعت خططا تحسبا لأي طارئ.

من جهته، شدد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، على أهمية حظر التجول خلال فترة التعداد، موضحًا أن الهدف منه هو ضمان استقرار سكاني كامل وتسهيل عمل فرق التعداد في جمع البيانات بدقة وهدوء، منوها إلى أن الحركة السكانية قد تؤدي إلى عدم دقة البيانات، لذلك فإن حظر التجوال يعد أمرًا بالغ الأهمية للحصول على نتائج دقيقة.

ويتفق الناشط المجتمعي مهدي غريب مع أهمية الإجراءات الحكومية المتعلقة بقرار منح عطلة وحظر التجول خلال فترة التعداد، وذلك لضمان نجاح العملية بسلاسة، موضحا أن وجود العدد الكبير من العدادين الجوالين، الذين يقدر عددهم بحوالي 10 آلاف شخص، يتطلب توفير بيئة هادئة ومناسبة لعملهم، وبالتالي، فإن بقاء المواطنين في منازلهم سيسهل عملية الوصول إليهم وتسجيل بياناتهم.

وشدد غريب على أن هذه الإجراءات تسهم في زيادة كفاءة عملية التعداد، وتقلل من الأخطاء المحتملة، وتأتي في إطار حرص الحكومة على ضمان نجاح عملية التعداد التي تعتبر ركيزة أساسية للتخطيط المستقبلي للبلاد.

  • كيف ينظر العراقيون لهذا التعداد؟

تباينت آراء المواطنين العراقيين حول إجراء التعداد العام للسكان، حيث عبر البعض عن ترحيبهم بهذه الخطوة، واعتبروها ضرورية لتحديد الاحتياجات الحقيقية للمحافظات، وتوجيه الموارد بشكل عادل، بينما عبر آخرون عن مخاوفهم من بعض الإجراءات المتخذة، مثل حظر التجول، الذي يرون أنه قد يؤثر سلبًا على دخول الكثير من العائلات.

ويرى المؤيدون لهذه الخطوة أنها تعد أساسية لتخطيط المستقبل ولتحديد الاحتياجات الحقيقية لكل محافظة من حيث البنية التحتية والخدمات العامة، إضافة إلى توزيع الموارد الحكومية بشكل عادل وعقلاني، بما يضمن تلبية احتياجات جميع المواطنين وتحسين الخدمات والمساهمة في التنمية.

ويقول مواطن سمى نفسه “أبو ثائر” في حديثه للجزيرة نت، إن هذا التعداد “ليس مجرد عملية إحصائية، بل هو أداة لتحديد الاحتياجات الحقيقية للمجتمع العراقي في مختلف المجالات، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية”، داعيا جميع المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في العملية وتقديم المعلومات الصحيحة، مؤكدًا أن ذلك سيعود بالنفع على الجميع.

وعلى الجانب الآخر، أعرب بعض المواطنين عن استيائهم من حظر التجول الذي سيفرض خلال عملية التعداد، معتبرين أنه إجراء متشدد وغير مبرر، وقد يتسبب في أضرار اقتصادية للكثير من العائلات التي تعتمد على العمل اليومي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version