في مقال رأي لواشنطن بوست، لفت الكاتب إلى أن المظاهرات المناهضة للحكومة والفساد التي بدأت بنيروبي عاصمة كينيا في يونيو/حزيران الماضي لا تزال مستمرة، وقد تنتشر إلى دول أخرى مثل نيجيريا، وقد بان أثرها بالفعل في أوغندا.

ووفق الكاتب كيث ريتشبورغ -رئيس مكتب صحيفة واشنطن بوست السابق في نيروبي- نظّم الشباب في أوغندا تيمنا بمظاهرات كينيا احتجاجات مناهضة للفساد يوم 23 يوليو/تموز الماضي في كمبالا العاصمة، وقمعت قوات الأمن المظاهرات بسرعة وبقوة، واعتقل أكثر من 100 محتج.

وأكد الكاتب أن احتجاجات الشباب في كينيا بدأت في الانتشار إلى دول أخرى في القارة، ومن المتوقع أن تندلع مظاهرات مستوحاة من الاحتجاجات الكينية في نيجيريا.

قوات الأمن الأوغندية تعتقل المتظاهرين في أوغندا يوم 23 يوليو/تموز 2024 (رويترز)

وقال الكاتب إن المتظاهرين في كينيا وخارجها هم من شريحة الشباب -جيل الألفية أو الجيل “زد”-، ولفت إلى أن على الحكومات الأفريقية والغربية الاهتمام بمطالبات هذه الشريحة، خصوصا وأن أكثر من نصف سكان كينيا -و60% من سكان القارة- تقل أعمارهم عن 25 عاما.

وبدأت الاحتجاجات في كينيا تنديدا بمقترح كان سيرفع الضرائب إلى حد غير محتمل، حسب وصف الكاتب، وهاجم المتظاهرون مبنى البرلمان وأحرقوا جزءا منه، كما حاصروا منازل النواب، وردت الحكومة بشراسة غير مسبوقة، مما أدى إلى مقتل العشرات واختطاف العديد من المتظاهرين من الشوارع ومن منازلهم.

وعلى الرغم من سحب الرئيس مشروع قانون الضرائب وإقالة معظم حكومته، فإن الاحتجاجات ما زالت مستمرة بشعار “يجب أن يرحل روتو”.

الاحتجاجات الكينية والغرب

وجاءت الاحتجاجات الكينية بعد بداية مبشرة لهذا العام، حيث حظي الرئيس وليام روتو في مايو/أيار الماضي بحفل عشاء فاخر في البيت الأبيض وهو الأول لرئيس أفريقي منذ 16 عامًا، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن كينيا “حليف رئيسي خارج الناتو”، وعبّر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن تفاؤلهما بمستقبل البلاد الاقتصادي.

وأصبح روتو -وفق الكاتب- الزعيم الأفريقي المفضل لدى الولايات المتحدة، في وقت تبنت فيه جنوب أفريقيا سياسة خارجية معادية للغرب وموالية لروسيا، ووضعت النيجر رئيسها المنتخب ديمقراطيًا قيد الإقامة الجبرية بعد انقلاب، وفرضت دول أخرى قوانين قاسية ضد الشواذ جنسيا.

ولكن الكاتب يقول إن معظم الكينيين يصفون النظام السياسي بالفساد، والرئيس روتو بأنه سياسي ذكي يجيد التحدث لاستقطاب دعم الغرب، لكنه يفتقر إلى الشعبية في بلاده.

وعبّر الكينيون عن غضبهم تجاه المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بجانب الولايات المتحدة لدعمهم الرئيس، قائلين إن البلاد تعاني من الفقر والبطالة وسوء البنية التحتية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version