أيّد الله تعالى أنبيائه في المعجزات التي تُظهر نبوتهم، ورسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أيده الله تعالى في معجزة القرآن الكريم، و رحلتي الإسراء والمعراج، و حادثة انشقاق القمر، وغيرها.
حادثة انشقاق القمر
هي أحد المعجزات التي أيد الله تعالى بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة المنورة؛ حيث انقسم القمر إلى شقين، وشهد بعض الصحابة أنهم استطاعوا رؤية جبل حراء من بين الشقين، وذلك عندما طلب كفّار مكة المكرمة من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- آية أو دليل على صدق دعوته، وفي الحديث النبوي الشريف: “أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ شِقَّينِ، حتى رأوْا حِراءً بَينهُما” [رواه البخاري]
وعندها انشق القمر إلى شقين، والتي تعتبر علامة من علامات الساعة التي أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بوقوعها، وذلك لقوله تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ” [القمر: 1]
موقف المشركين من حادثة انشقاق القمر
بالطبع لم يكن موقف الكفار والمشركين جيدًا تجاه معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حتى من معجزة انشقاق القمر، وقد وصفوه بالكذب والسحر، على الرغم من المعجزة العظيمة التي حصلت بانشقاق القمر إلا أن المشركين رفضوها بشدة، واتهموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخداع والسحر، وأنه كاذبًا، إلا أن غايتهم منذ البداية كان تعجيز رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، قال تعالى في كتابه الكريم:
“بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ* مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ” [الأنبياء: 5-6]
آيات وأحاديث عن حادثة انشقاق القمر
وردت الكثير من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة حول معجزة انشقاق القمر، ومنها:
- قال تعالى:
“اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ” [القمر: 1-3]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
“انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الجَبَلِ، وفِرْقَةً دُونَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا” [رواه البخاري]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
“انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا” [رواه البخاري]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
“أنَّ أهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فأرَاهُمُ القَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حتَّى رَأَوْا حِرَاءً بيْنَهُمَا” [رواه البخاري]
- عن مسروق بن الأجدع بن مالك أن الرسول قال:
“خمسٌ قد مَضَيْنَ: الدخانُ، والقمرُ، والرومُ، والبطشةُ، واللِّزَامُ، فسوف يكون لزاما” [رواه البخاري]
