وتتحد الجهات الصحية في هذا اليوم العالمي، نحو هدف واحد وهو نشر الوعي حول الأعراض الخفية لمرض التصلب اللويحي وإلى تشجيع ومساندة المصابين لعدم الاستسلام للمرض ومدّهم بالأمل لتحدّي مرضهم ومحاربته، سعيا إلى استبدال خوفهم بأحلام رائعة مع ضرورة متابعة حالتهم الصحية بشكل دائم مع الطبيب المعالج في سبيل الحدّ من تطور إعاقة المرض.

وتوضح استشارية أمراض المخ والأعصاب، فرح نجادي، أن مرض التصلب اللويحي المتعدد، يُصنف على أنه حالة مزمنة يمكن أن تسبب أحيانًا إعاقة خطيرة، قد تكون خفيفة في بعض الأحيان، وهو مرض مناعي يشير إلى أن هناك خللاً في جهاز مناعة الجسم، فيستهدف المرض خلايا الجسم الصحية ويهاجمها، وقد يؤثر المرض في أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الحبل الشوكي والأعصاب؛ مما قد يسبب مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية، أو حركة الذراع والساق، أو الإحساس والتوازن.

وتؤكد أن المرض ليس له أي تأثير على الحمل سواءً في سير المرض أو تقدمه على المدى البعيد، حيث يمكن للنساء المصابات اللاتي يرغبن في تكوين عائلة أن يقمن بذلك بإشراف ومتابعة طبيب الأعصاب وطبيب النساء والولادة.

وتَلفت إلى أن الجهات والمنشأت الصحية تبذل الكثير من الجهود في سبيل التوعية بهذا المرض، وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمصابين به في المستشفيات، حيث أنه وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للمرض حتى الآن، إلا أنه توجد أدوية تساعد على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للمرض، وعلاج الانتكاسات أو الهجمات، وتعديل مسار المرض، علاوة على العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج النفسي، والتغذية المتوازنة، حيث تساعد المرضى على التعامل مع المرض وتحسين جودة حياتهم.

وتُشير نجادي إلى أن هناك أعراض رئيسية ظاهرة تميّز مرض التصلب اللويحي أهمها:

  • حدوث مجوعة من الاضطرابات على غرار مشاكل الاتزان والتشنّجات العضلية وصعوبة التحكّم بالمثانة وبالتبوّل.
  • أمّا الأعراض الخفية التي يصعب أحيانا ربطها سريعا بمرض التصلّب اللويحي المتعدّد فتشمل الغبش في النظر وتنميل اليدين والقدمين وضعف الذاكرة وسوء الحفظ.

وتعتبر العوامل البيئية من أبرز المحرّضات على استرسال جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب وبتدمير مادة الميالين التي وظيفتها حمايته بالأحرى، ويُسهم فقر الجسم بفيتامين “د” بحصول الردّة المناعية الذاتية الفتاكة بالأعصاب التي متى وصلت إلى الطور المتقدّم، تصبح الأعراض خارجةً عن إمكانية الضبط بالأدوية.

وشددت على ضرورة تكثيف الأبحاث الطبية والدراسات السريرية المتعلقة بالمرض، نظراً لقلتها، وذلك لإيجاد حلول علاجية لمرضى التصلّب اللويحي المتعدّد، فيما أحرزت الساحة الطبية تقدما كبيرا خلال السنوات العشرين المنصرمة ليتقلّص التفاوت ما بين غياب تام للعلاج وتعدد الخيارات العلاجية المتوفرة للسيطرة على المرض وإدارته، التي تعتبر هي العلاج المعتمد حتى الأن، كونه يندرج ضمن الأمراض المستعصية على الشفاء وجميع الأدوية المتوفّرة لعلاج هذا المرض يقتصر دورها على إيقاف تطوّره وتحسين نوعية الحياة بعض الشيء وتخفيف حدة هجمات المرض.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version