أوردت بوابة السيارات “تيونينغ بلوغ إي يو” الألمانية أن صناعة السيارات ستشهد قريبا ثورة تغير من طريقة القيادة وأسلوب التفاعل مع السيارات بشكل أساسي، وذلك بفضل دمج روبوت الدردشة شات جي بي تي “ChatGPT” في الموديلات الحديثة.

ولا تقتصر مزايا هذا التقنية المطورة من قبل شركة أوبن إيه آي OpenAI على تحسين تجربة القيادة فحسب، بل توفر أيضا قدرا أكبر من السلامة على الطريق والمزيد من كفاءة القيادة.

ويتفوق “شات جي بي تي” على تطبيقات المساعد الصوتي بدرجة كبيرة، فبينما تقوم الأنظمة الحالية بمعالجة الأوامر البسيطة فقط، ويعمل روبوت الدردشة بشكل أكثر طبيعية وتنوعا، وهو ما يعني إمكانية طرح الكثير من الأسئلة المعقدة وتلقي التعليمات التفصيلية وإجراء محادثات حقيقية تشبه الحوارات البشرية تقريبا.

وتظهر ميزة هذه الوظيفة بشكل خاص عند الرغبة في الحصول على المزيد من المعلومات عن السيارة أو خط السير أو المعالم السياحية القريبة.

تعزيز السلامة

ويعد تحسين جوانب السلامة على الطريق من أكبر مزايا روبوت الدردشة “شات جي بي تي” في السيارة من خلال الحد من تشتيت انتباه السائق، نظرا لأن عدم الانتباه أثناء القيادة يعتبر من الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث.

ومن خلال استخدام المساعد الصوتي الحديث فإن السائق يمكنه إبقاء يديه على المقود وينصب اهتمامه على متابعة حالة الطريق من حوله، كما يمكن استدعاء المعلومات المهمة مباشرة عن طريق الأوامر الصوتية، علاوة على تنفيذ المهام المختلفة، مثل احتساب خط سير جديد أو توجيه رسالة دون تشتيت انتباه السائق.

تجربة قيادة شخصية

يمكن أن يتمتع السائق بتجربة قيادة خاصة بفضل الاعتماد على روبوت الدردشة “شات جي بي تي” والذي يتعرف على التفضيلات والعادات الشخصية للسائق، ويقدم النصائح والتوصيات بناءً على ذلك.

ويتضمن ذلك التعرف على الموسيقى المفضلة أو مسارات السير المحببة أو محطات التوقف المنتظمة في مواقع معينة، وبهذه الطريقة يتعزز الشعور لدى السائق بأن السيارة أصبحت “الرفيق الذكي”.

الصيانة والتشخيص

تعد الصيانة وتشخيص الأعطال في السيارة من الجوانب التي تظهر فيها أهمية “شات جي بي تي” حيث يمكن الإشارة إلى أعمال الصيانة القادمة أو حتى القيام ببعض أعمال التشخيص البسيطة وتقديم إرشادات الإصلاح خطوة خطوة في حالة المشكلات البسيطة، وتساعد كل هذه الإجراءات في إطالة العمر الافتراضي للسيارة وخفض تكاليف الإصلاحات غير المتوقعة.

القيادة الآلية

دمج روبوت الدردشة “شات جي بي تي” يعتبر خطوة مهمة على طريق القيادة الآلية، حيث يمكن لهذه التقنية أن تلعب دورا مهما في الاتصالات بين السيارات والركاب في خضم تطوير السيارات ذات القيادة الآلية.

ويمكن استخدام “شات جي بي تي” واجهة لإدخال وجهة الرحلة وضبط أوضاع القيادة والحصول على المعلومات حول الرحلة، علاوة على أنه يمكن استعمال هذه التقنية في خدمات التوصيل أو وسائل النقل العام من أجل تحسين عمليات التشغيل.

مخاطر وتحديات

وبطبيعة الحال فإن دمج روبوت الدردشة بالسيارات قد يجلب معه بعض المخاطر والتحديات مثله في ذلك مثل أي تقنية جديدة، نظرا لأن جوانب الخصوصية وحماية البيانات تعتبر من الهواجس الرئيسية، ولأن روبوت “شات جي بي تي” يقوم بجمع البيانات باستمرار حتى يعمل، ولذلك يجب تنفيذ معايير صارمة لحماية البيانات الشخصية.

وقد يمثل الاعتماد على هذه التقنية خطرا في حد ذاته حيث يمكن للسائق التعويل عليها وإهمال مهارته في القيادة، كما يجب توضيح بعض الموضوعات الأخلاقية لضمان عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بشفافية ونزاهة، ومع استعمال روبوت الدردشة فإن السيارة تصبح أكثر عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version